اليابان دولة يغلب على أهلها الديانة البوذية ويشتهرون بالنظام ودقة العمل والترتيب، ورغم أن دينهم لا يحثهم على منع الاختلاط في أماكن العبادات فضلاً عن غيرها فقد خصصت الحكومة قطارات خاصة بالنساء فقط، وتخصيص وسائل نقل خاصة للنساء معروف ومشهور عالمياً في كثير من الدول، وذلك لأن المرأة فطرياً ترتاح للوسط النسائي أكثر "أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين". فسبحان الله الدول اللا دينية تخصص أماكن للنساء ونحن في حرم الله نعجز عن تخصيص مطاف ومسعى لهنّ خاصة وأن التوسعة ضخمة وتستوعب مثل هذه الأفكار والمشاريع.. ولا بأس من أن نقول لمن ينتقدنا أننا فعلنا هذا تقليداً للدول المتقدمة "سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، قل لله المشرق والمغرب".. والعجيب أن الزحام في الحرم أشد بكثير من الزحام في وسائل النقل هناك. روي أنه دخلت على عائشة رضي الله عنها مولاة لها، فقالت لها: يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا، فقالت لها عائشة: لا آجرك الله، لا آجرك الله، تدافعين الرجال؟!! ألا كبرت ومررت . لقد أضحى من يقول: إن الإسلام لم يمنع الاختلاط ولم يمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام!؟ وذلك مما يرونه اليوم، بل البعض يرى أن ما يجري من الالتصاق والتراص والتزاحم في بيت الله على ما له من قدسية دليل وجوب الاختلاط.. بعد هذا "أليس منكم رجل رشيد".