دافع الأمير نايف بن ممدوح بن عبد العزيز عن والده وذلك بعدما تطاول الكاتب مشعل السديري على الأمير ممدوح في تغريداته ومقالاته، وكان الأمير ممدوح قد رد على كتابات السديري وهاجمه في اتهاماته الباطلة وبين له حقيقة أن تطاوله عليه ليس بمستغرب بعد أن تطاول السديري على الله سبحانه وتعالى –والعياذ بالله-. ويدخل الأمير نايف ابن الأمير ممدوح حلقة الصراع بين والده والسديري ليرد عن والده بأسلوب مهذب وبكلام يحمل الأدلة على صدقه، واختار الأمير نايف طريقة المفاضلة والمقارنة بين والده والكاتب السديري، فوجه كلامه لوالده بقوله الست يا والدي من فعلت..وفعلت.. وفعلت.. وعدد الأمير نايف محاسن أبيه سواء الخاصة بينهما أو العامة حينما كان يتولى الأمير ممدوح عملا عاما وكان يسعى لنشر العدل ونصرة الحق جهد استطاعته حتى أن أهل تبوك مازالوا يعلقون صورته حتى اليوم بل قال الأمير نايف أن منهم من أطلق عليه عمر بن عبد العزيز. وأضاف الأمير نايف مواقف إنسانية لوالده ومواقف إنصاف للحق على حساب أبنائه. وانتقل الأمير نايف بعد ذلك لتوجيه رسالته إلى مشعل السديري بنفس الأسلوب ألست يا مشعل أنت من فعلت.. وفعلت.. وفعلت.. وعدد الأمير نايف سقطات السديري في مقالته التي هاجم بها الحق أو تطاول بها على الله أو نشر فيها ما يخالف الشريعة الإسلامية، أو هجومه على العلماء والمشايخ. وأنهى الأمير نايف رسالته بدعوة إلى السديري قال له فيها: عُد إلى الله يا مشعل، أنت ومن نحى نحوك، والزم ما يلزم ودع ما لا يلزم، واعلم أن الله يقبلُ التوبةَ عن عباده، وتذكر قول الله عز وجل { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى } وللوقوف على مقارنة الأمير نايف بين والده الأمير ممدوح والكاتب السديري إليكم نص رسالته: سيدي لقد ساءني كما ساء كل مسلم يطلع على ما تفوه به الأفاك الأثيم مشعل السديري في مقاله الذي تطاول به على مقام سموكم الكريم. وائذن لي يا سيدي بالبوح ببعض ما في مكنوني مما لم أود أن أذكره في حال حياتي جعلني الله فداك وجعلك الله ممن طال عمره وحسن عمله لئلا أمدحك في وجهك وأنا أعلم أنك لا تحب المدح كما ورد النهي عنه في السنة النبوية وكرهه السلف الصالح، وكنت أود أن أسطره في كتابٍ بعنوان (سيرة الأمير ممدوح بن عبدالعزيز) لا يخرج إلا عند خروجي من الدنيا ليبقى نبراساً للعائلة الكريمة وللمسلمين ليقتدى به كما قال الله تعالى: { وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون } (السجدة) ، ولكن حضر يا سيدي ما ترى وقد نُهينا عن التولي يوم الزحف وقد رأيت نفسي مضطراً إلى ذلك في هذا الوقت لأستغني بذكر مناقبكم – يحفظكم الله – عن مهاترة من تعدى وأساء، وكما قال أهل العلم: "وبضدها تتميز الأشياءُ". فالشمس يا شمس المكارم لا تحتاج إلى تعريف والأمر كما قال القائل: ما ضرَ شَمسَ الضُحى في الأفق ساطعةً إن لم يرى نورها من ليس ذا بَصَرِ وإنني أكرر اعتذاري وأستغفر الله العظيم أني سأقترف أمراً كنتَ يحفظك الله وما زلتَ لا تحب أن تسمعه ولكن أقول لا تعتب علي يا سيدي حينما أذكر جزءاً من مناقبكم فإنما أقولها تحدثاً وتذكيراً بنعمة الله: { وأما بنعمة ربك فحدث } (الضحى) . ولا تعتب عليَّ يا سيدي في هذا الأمر الذي اضطررتُ إليه اضطراراً فقد مدح الله نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: { وإنك لعلى خلقٍ عظيم } (القلم) ، ولي أسوة في ذلك بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عند مؤازرتها للنبي صلى الله عليه وسلم حين قالت: "واللهِ ما يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتُكسب المعدوم وتقري الضيف" ( رواه البخاري ) وما أجمل ما قيل: وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورت ما كان يُعرف طيبُ ريح العود فإذا لم تكتب الأقلام دفاعاً عن دين الله عز وجل ثم عن عرضكم الطاهر الشريف ألا فلتُكسر الأقلام، وما فائدة وجودنا فوق الأرض إذا لم نقم بذلك . فلهذا أقول : ● ألستَ أنتَ يا والدي من ربيتنا على التدين وحب المساجد والذهاب إلى الجمع والجماعات وإسباغ الوضوء على المكاره والذهاب إلى المساجد في الظلمات. ● ألستَ أنتَ يا والدي من نزعت عنك ثوب الشهرة ولبست الزهيد من الثياب حتى إذا دخل الرجل من السائلين والزائرين لمجالسكم العامرة بالعلم والعلماء والضعفاء والموعزين فيقول أين الأمير ممدوح بن عبدالعزيز فيكم لأنك لم تميز نفسك عن باقي جلسائك. ● ألستَ أنتَ يا والدي من تلتقط الفتات من الطعام الذي يسقط في الأرض وترفعه بيدك الكريمة مستناً بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في شكر النعمة فتمسحه وتسم الله وتأكله مبتغياً في ذلك ثواب الله عز وجل. ● ألستَ أنتَ يا والدي من وقفت بجانب ذاك الخادم الذي ظلمته أنا بكلمة نابية في سن المراهقة وأدبتني بصفعةٍ كانت منهاجاً تربوياً لأعدل خطئي باقي حياتي. ● هل تذكر يا والدي عندما كنتُ صغيراً في سن العاشرة تقريباً، حين قمتُ بحفر حفرةً في طريق لا يمر به إلا القهوجي / عمر أبو نايف اليمني ؛ لأوقعه فيها، حفرتها بنفسي ووضعت عليها شيئاً من العشب ووقع فيها بالفعل، فجاءك يشكو، فاستدعيتني، وكنتَ وما زلتَ على طبيعتك الطيبة لا تُخبرنا أنَّ فلاناً أخبرك؛ لئلا تُوغل في الصدور، ولكن تقول رأيتكم من الشُرفة، فأمرتني في الحال أن أرجع إلى الحُفرة وأدفنها بنفسي، فرجعتُ ودفنتها بنفسي، فيا لها من ذكريات جميلة، ويا لك من أبٍ مربٍ . ● ألستَ أنتَ يا والدي من جمعتنا وإخوتي وأهل بيتك حين وُليت إمارة تبوك، وأنذرتنا وحذرتنا من أن نظلم أحداً من الناس لأننا أبناء أمير المنطقة وحذرتنا ومنعتنا ألا نأخذ أرضاً ولا قرضاً ولا حتى قشة، وأنك لن تتهاون مع المخطئ فينا كائناً من كان. ● ألستَ أنتَ يا والدي من جعلتني يومَ كنتَ أميراً لتبوك أن أَدرس بمدارسٍ عامة في ثانوية الملك فهد رحمه الله بدلاً من المدارس الخاصة لأبناء الضباط وعلية القوم (مدارس الأبناء) رغبةً منك في أن أعيشَ شأني شأن أي مواطنٍ، وأمرتَ إدارة المدرسة ألا يُميزوني عن بقية الطلبة وأن أُعَامَل شأني شأن أي طالبٍ في المدرسة. ● ألستَ أنتَ يا والدي من رأيتني في فناء القصر في تبوك راكباً سيارة من السيارات الرسمية الحديثة والتي كانت أفخم من سيارتي القديمة وعندما رأيتك يحفظك الله ترجلت مُقدماً للسلام عليك فقلت ما هذه السيارة فأجبتك : سيارة الإمارة فاستنكرت عليَّ ركوبها وقلت إن عدتها سأسحب سيارتك. ● ألستَ أنتَ يا والدي من دَافعَ عن المرأة العجوز (صيته) والتي كان لها بيت من طين رافعة عليه علم المملكة والتي بلغت من الكبر عتياً، وتنازعت العجوز مع مطار تبوك على تلك البقعة الصغيرة البسيطة التي لا تتجاوز بضعة أمتار وقلت لا أحد يتعرض لتلك العجوز دامني موجود. ● ألستَ أنتَ يا والدي من دعوتَ الأيتام ليتناولوا معك طعام العشاء في لفتة أبوية حانية. ● ألستَ أنتَ يا والدي من يُسميك إلى الآن أهل تبوك بعمر بن عبدالعزيز ؟! وعند أهل تبوكالخبر اليقين!. أعلمُ يا سيدي أنك لا تُحب تعليق الصور ولكن اسمح لي أن أقول لك أن صورك إلى الآن معلقة في بعض متاجر أهل تبوك ومنازلهم إلى الآن وبعد فراقك لهم ب (25) عاماً. ● ألستَ أنتَ يا والدي كنتَ ومازلتَ تدعو إلى إيجاد قناة إسلامية تدعو إلى الإسلام وتُعرف بالعقيدة الصحيحة بلغات مختلفة فكان بفضل الله ثم بفضل توجهكم المبارك أن قامت قناة التعريف بالنبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم العالمية والتي تعتبر من أبلغ الردود وأنفعها على الهجمة التي تعرض لها المقام الشريف لنبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم والتي هي في طريقها بإذن الله لمواصلة مسيرتها بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي . ● ألستَ أنتَ يا والدي من بعثتني إلى فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله وكلفتني أن آتيه في عنيزة في بيته بخطاب من طرف سموكم بشأن ضرورة التعاون في الحث على إيجاد قناة إسلامية تلفزيونية وكان ذاك قبل ظهور القنوات الإسلامية، وكلفتني بمتابعة الأمر مع وزير الإعلام آنذاك للرفع به لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله؛ ولعل ثمراتها أتت بإنشاء قناة القرآن وقناة السنة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله ، لا حرمكم جميعاً ربي أجرها. ● ألستَ أنتَ يا والدي من ترعى بنفسك سنوياً على مشارف شهر رمضان تخريج نحو (400) طالباً في حلقات التحفيظ والتي تُعقد في المسجد النبوي ضمن برنامج حفظ القرآن في (60) يوماً. ● ألستَ أنتَ يا والدي من كنتَ ومازلتَ تُعينُ بعد اللهِ تعالى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وكنتَ وما زلتَ ترفع في ذلك لولاة الأمر – يحفظهم الله -فكم من منكر أُزيل بسبب مكاتباتك المباركة . ● ألستَ أنتَ يا والدي من كتبتَ عن قبرٍ كانَ يُشركُ به في حيٍ من أحياء المدينةالمنورة، وعندما رُفع إليك أمره كاتبت أمير المدينة آن ذاك وأمر بهدمِ البناء الذي كان مبنياً على ذلك القبر الذي يُعبد من دون الله فأغلقت بذلك باباً من أبواب الشرك ونصرتَ التوحيد. ● ألستَ أنتَ يا والدي من كتبتَ واقترحتَ أن يُجعل قطاراً للمشاعر المقدسة لخدمة الحجاج والمعتمرين وزائري المسجد النبوي يحملهم من حدود المملكة ومنافذها إلى مكةوالمدينة وإلى كافة المشاعر المقدسة منذ ما يزيد عن (25) عاماً – علمَ من عَلِم وجَهل من جهل – . ● ألستَ أنتَ يا والدي من إذا أرادَ أبناؤك أن يُقربوا لك نعلك عند خروجك من المسجد من زهدك يحتارون في تمييز نعلك عن نعال الآخرين. ● ألستَ أنتَ يا والدي أولُ وأظهرُ من تصدى لفتنة ناشري الرذيلة (الليراليين) عبر مقالاتك المباركة في الصحف وغيرها حينما كتبت مقالات بعنوان : (ماذا تريدون؟)، (انتبه يا وطني)، (جَرِدُوها من ثيابها واستريحوا)، (قُلها أكثر صراحةً)، (أمي وخالتي وعمتي وأختي وابنتي)، (ابني الشاب)، (لا خير فيك إن لم تسمعها ولا خير فينا إن لم نقلها)، (ألا تلاحظون ماذا جرى لنا؟)، (أخبروا الأمة)، (إلى من يريد القضاء على الفقر في أقصر مدة ممكنة). وكثيراً من المقالات الهادفة والتربوية والتي تنُم عن غيرة على البلاد والعباد ، وحقيقٌ أن تُخلد في كتابٍ لتبقى مَنارةَ هدىً تُبدد ظُلمات القوم، سيدي الوالد – يحفظكم الله – يكفيكَ شرفاً مدحُ اللهِ لمن اتصف بهذه الصفات من عباده، وشهادته سبحانه لهم بالإيمان، في قوله: { والمُؤمِنُونَ والمُؤمِنَاتُ بعضُهُم أولياءُ بعضٍ يأمُرُونَ بالمَعرُوفِ ويَنهونَ عن المُنكرِ ويُقِيمُونَ الصَلاةَ ويُؤتُونَ الزكاةَ ويُطيعُونَ اللهَ ورَسُولَهُ أولئكَ سيرحمُهم اللهُ إنَ اللهَ عزيزٌ حكيمٌ } (التوبة (، وأما مشعل وأضرابه فيكفيهم خِزياً أن الله بين صفات أسلافهم من المنافقين، كما قال تعالى: { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون } (التوبة (، – أتدري أين الأمير ممدوح أيها الصعلوك مشعل حين كتابة ردي عليك؟ – إنه في المسجد النبوي بين رياض الجنة (دروس العلماء) يتلوا كتاب الله بكل سكينة واطمئنان، أما أنت أيها الجبان المخذول – فكأني بك عندما تكتب في التطاول على مقام والدي الكريم فلا أخالك إلا أنك تتسكع في شوارع باريس هرباً وتلتفت وراءك من الذُعر – وما أصدق ما قيل في شأنك وأمثالك : على رسلك فإنك من نميرٍ فلا كعباً بلغتَ ولا كلابا [1] ● ألستَ أنتَ يا والدي من يعرف عنوان منزلك فقراءُ كلُ مدينةٍ تنزلُ بها ؛ يعرفك فقراء مكةوالمدينة فرحمك الله من أميرٍ أصبحتَ أباً للفقير واليتيم والأرملة والعاجز وابن السبيل. ● ألستَ أنتَ يا سيدي الذي آزرت القضية الفلسطينية في بحثٍ أكاديمي متخصص لنيل الدرجة العالمية (الماجستير) والذي كان بعنوان: (القضية الفلسطينية وحق تقرير المصير) والذي أرجو أن يرى النور قريباً ليفتح الله به أذانا صماً وقلوباً غلفاً وأعيناً عمياً ليستنير به العالم. أشهدُ بالله أن كل ما سبق ذكره حقٌ لم أُبالغ فيه بل تعمدتُ ترك أشياء كثيرة ورغم ذلك لم أوفيك يا سيدي حقك إنما ذكرتُ ذلك لله ثم للتاريخ وللتأكيد على بقاء سيرتك العطرة نبراساً يُقتدى بها ويُهتدى بها في ظُلمات البر والبحر. فهذا أبي يا مشعل ، فمن أنت ؟! أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا شُعَيلُ المَجَامِعُ فهذا ما قاله وفعله أبي، وأما أنت يا مشعل : أتهجوهُ ولستَ لهُ بكفءٍ فشركما لخيركما الفداءُ ● ألستَ يا مشعل أنتَ الذي تقول في مقال لك (بأن الموت خنثى) ا.ه وذلك في صحفية عكاظ عدد (10740) يوم الاثنين 17/8/1416ه. ما هذا الجهل؟ ما هذه السخرية من آيات الله عز وجل؟ ألم تعلم بأن الموت خلقه الله ليبلونا أيُنا أحسن عملا، وخلق الحياة التي تعبدها أنت وأمثالك { تباركَ الذي بيدهِ المُلكُ وهو على كل شيء قدير * الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيزُ الغفورُ } (الملك). الموت الذي جعله الله آية لعباده يخوفهم بها وينذرهم يوم التلاق، الموت يا مشعل الذي أفزع قلوب الصالحين من المؤمنين وسماه النبي صلى الله عليه وسلم ب"هاذم اللذات". فيأتي إنسانٌ ساخرٌ مثلك وبكل جرأة وسوء أدبٍ مع الله يستهزئ بآيات الله! ألم تعلم أصلحك الله بأنَّ هذه ردة، وناقض من نواقض الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة. فإن كان هنالكَ دعوى قضائية يجب أن تُرفع فهي مطالبة بأن يُقام عليك حد الردة وهذا لا تنازل عنه أبداً فهذا حقٌ لله عز وجل. هل تعلم يا مشعل ماذا قال الله تعالى في أمثالك: { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين } (التوبة)، فإذا جاءك الموت يا مشعل فستعلم هل هو كما وصفته (وخلي وقتها فجور الليبرالية ينفعك). ● ألستَ أنتَ الذي تقول في مقالك بعنوان (أحبك) بصحيفة عكاظ العدد (12255) الخميس 10 ذو الحجة 1420ه أنه: [لو لم يبق في الحياة إلا خمسة دقائق لهرع الناس إلى الهواتف يتصلوا بمن يحبونهم ليقولوا لهم كلمة (أحبك)] أ.ه. فأينَ أنتَ من قول (لا إله إلا الله) عند خروج الروح والدعوة إليها والتأكيد عليها أيها الغافل؟ أهذا فكر تصدّره للقراء أيها الكاتب الهَرم يا من بلغت من الكبر عتياً ويا من تركض في بحر السبعين أما آن لك الأوان أن تتوب أما بلغك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أعذر إلى امرئ أمهله الله حتى بلغ الستين" (رواه أحمد). وفي نفس مقالك المذكور أفصحت عن جهلك بأنك لا تعلم لماذا أنزل الله الشرائع حين قلت: [ولهذا كان لا بد من تنزل الشرائع والوصول بعد عناء طويل جداً لحقوق الإنسان] أ.ه ألم تقرأ أيها الجاهل قول الله تعالى: { وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريدُ منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } (الذاريات). ولهذا أنزل الله الكتب وأرسل الرسل وقام سوق الجنة والنار ولكن صدق الله عز وجل إذا يقول { إنك لا تُسمعُ الموتى ولا تسمعُ الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ) (النمل). ● ألستَ أنتَ الذي تقول في مقالٍ لك بعنوان (بالأحضان) بجريدة عكاظ العدد (12247) الأربعاء 2 ذو الحجة 1420ه مستهزئاً بالدعاء وغير محترمٍ لمقام الرب عز وجل حين قلت [جعلنا الله عباداً نستمتع "بحواسنا الخمس" عن بكرة أبيها وإلى أقصى درجة ممكنة لكي نعطي ونأخذ، دون منةٍ ولا طمع ونعزف أناء الليل وأطراف النهار وعلى وتر المحبة الذي "يرن" ولا ينقطع إن شاء الله: "آمين، آمين، آمين"] أ.ه. فإن كنتُ مُناقشاً لك فلن أُناقشك في رمزيتك التي ترمز إليها وإن كانت لا تخفانا مذاهبكم!! ولكن سأترفع عن ذلك لما هو أعظم وأهم، وهو المقصود في هذه الفقرة (الاستهزاء بالدعاء) فانظر إلى مفردات دعاءك لله عز وجل هل يليق هذا في مقام وجناب الرب سبحانه وتعالى فما أحلم الله على عباده ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا استمتع يا مشعل كما تشاء وصدق الله العظيم إذ يقول: { كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوةً وأكثر أموالاً وأولاداً فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون } (التوبة). ألم تسمع قول ربك: { ويومَ يعرضُ الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون } (الأحقاف). وإن كنتُ لا أُكفرك تكفيراً صريحاً (ويا قربك منها)!! إلا أنني أرى أقوالك تتطابق وأقوال المرتدين. * وهنا إيضاح للقراء الكرام أن هنالك فرقاً بين الاعتداء في الدعاء الذي يفعله المسلم جهلاً منه مُريداً بذلك الخير فهو وإن كان مخطئاً فهو مازال مسلماً، وفرق كبير بين فعل مشعل السديري الذي يطفح في مقالاته وكما سيأتي معنا بالاستهزاء والسخرية بالدعاء وبالتجرؤ على مقام الإلوهية وإلا كيف يكون العبدُ عبداً إلا بمعرفته قدر نفسه أنه عبد، وبمعرفته مقام الربوبية والإلوهية لله عز وجل بكمال التعبد والتذلل لله سبحانه وتعالى، وصدق الله سبحانه: { ما لكم لا ترجون لله وقاراً } (نوح).