كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن المسؤولين الأمريكيين عقدوا عشرات الاجتماعات مع ممثلين عن المرشد الأعلى الإيراني في 1985 و1986م في محاولة لتحسين العلاقات. وأشارت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة سعت للحصول على مساعدة إيران حينها لتأمين إطلاق سراح مختطفين أمريكيين في لبنان. وأضافت أنه في المقابل عرضت الولاياتالمتحدة تقديم صواريخ مضادة للدبابات إلى إيران لمساعدة طهران في حربها ضد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وتحدثت أن إيران طلبت أكثر من ذلك، فوفقاً لمشاركين في الاجتماعات، طلبت طهران كل الأموال التي يحتفظ بها البنتاجون مقابل إبرام صفقات أسلحة مع نظام الشاه، أو تسلم الأسلحة التي اعتقدوا أن ثمنها قد دفع بالفعل، إلا أن الولاياتالمتحدة رفضت حينها. وذكرت أن الولاياتالمتحدة باعت لإيران مئات الصواريخ بشكل سري تحت غطاء دعم المتمردين في نيكاراجوا الذين كانوا يقاتلون الحكومة المركسية وذلك في حكومة الرئيس الأمريكي الأسبق "رونالد ريجن". وتابعت أنه خلال حكم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب عملت الولاياتالمتحدة على تحسين العلاقات مع إيران وأعادت لطهران مئات الملايين من الدولارات. وأشارت إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما دفعت هي الأخرى 400 مليون دولار لإيران فضلا عن عائدات بلغت 1.3 مليار دولار لتسوية الخلافات المالية المتعلقة بصفقات عسكرية قديمة إلا أن توقيت التسوية جعل كثير من المشرعين الأمريكيين والدبلوماسيين يعتبرون هذا المبلغ فدية، خاصة أنه تزامن مع إطلاق سراح عدد من الأمريكيين المحتجزين لدى طهران. وأضافت أن هذا المبلغ الذي سلم لإيران بالفرنك السويسري حاولت طهران دون جدوى الحصول عليه في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" مقابل إطلاق سراح 52 دبلوماسياً أمريكياً احتجزهم الإيرانيون 444 يوماً، وحاولت مجدداً الحصول عليه في عهد "ريجن" و"بوش" الأب، حتى نجحت أخيرا في عهد "أوباما". وذكرت أنه خلال ال18 شهراً الماضية احتجزت إيران ما لا يقل عن 3 أمريكيين آخرين بادعاء تهديد أمن البلاد، ويريد الرئيس الإيراني حسن روحاني الآن استعادة أموال إيرانية مجمدة بنيويورك تصل إلى ملياري دولار، في اتفاق شبهه بالذي حصلت عليه من إدارة أوباما على 400 مليون دولار. ووفقاً للصحيفة فإن مسؤولي البيت الأبيض أملوا في أن يقود الاتفاق النووي مع إيران، طهران إلى تعديل سلوكها، لكن منتقدي سياسة أوباما تجاه إيران ومن بينهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب رفضوا ذلك، وسط اتهامات لإيران بزيادة دعمها للمجموعات المسلحة في الشرق الأوسط منذ الاتفاق النووي. وأوضحت أن البيت الأبيض يحاول جاهدا تعزيز الاتفاق النووي قبل مغادرة أوباما البيت الأبيض من خلال ضمان استكمال الشركات الأوروبية والأمريكية لعقود بمليارات الدولارات مع إيران. من جانبها، اعتبرت الأكاديمية الأمريكية "إلين والد" في تغريدة على حسابها ب"تويتر" أمل مسؤولي البيت الأبيض في أن يقود الاتفاق النووي إيران إلى تعديل وتحسين سلوكها بالفرضية الخاطئة، وذلك في تعليقها على تقرير الصحيفة الأمريكية.