أطلق عدد من الدعاة والمشايخ السعوديين والكويتيين، عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، نداءً لنصرة السلفيين المحاصرين في مدينة دماج بمحافظة صعدة، التي تواجه كارثة إنسانية، جرّاء حصار مطبق يفرضه الحوثيون عليها منذ أكثر من شهر. فقد قال الشيخ مشاري العفاسي: يحاصر الحوثيون دماج بهدف القضاء على أهل السنة وإبادتهم، مستنكراً تجاهل القنوات الإخبارية تناول هذا الخبر. ووصف الشيخ نبيل العوضي الحوثيين بالمجرمين، داعياً عليهم قائلاً: اللهم إن دماج يحاصرها المجرمون، اللهم كُنْ لأهلها. اللهم احفظهم؛ فإنك للمؤمنين حافظ، وانصرهم يوم قلّ الناصر، اللهم ردّ كيد الحوثيين في نحورهم. ودعا الشيخ وليد الطبطبائي الأمة الإسلامية إلى نصرة طلاب العلم المحاصرين في دماج بمحافظة صعدة، الذين يتعرضون لهجمة من الحوثيين. ووصف الشيخ محمد العريفي الحوثيين ب«النبتة الخبيثة لإيران؛ لصنع دولة كحزب الله في اليمن»، وقال: إن «آلافاً من طلاب العلم محاصرون في دماج، وإن لم ننصرهم هلكوا، ثم هلكنا بعدهم». وأضاف العريفي: «يا مشايخنا من علماء اليمن، الشيخ الزنداني وإخوانه، النصرة النصرة لإخوانكم، عفا الله عما سلف، أين الدين، أين المروءة، أين النخوة اليمنية، أين حق المسلم..؟». وأكد الشيخ سلمان العودة أن حصار دماج هو تحضير لمعركة ما بعد صالح، داعياً «العقلاء إلى التضامن من أجل كسر الحصار، وتهدئة الداخل، تمهيداً لمصالحة وطنية شاملة في اليمن الجديد بدلاً من التحضير لحرب أهلية». كما أطلق الشيخ علي الربيعي نداء استغاثة عبر موقع تويتر، قال فيه: إن آلاف الأسر في دماج لا تجد خبزاً يابساً بعد دخول الحصار شهره الثاني، مشيراً إلى أنه بسبب الحصار أغلقت المحلات التجارية أبوابها بشكل كامل. وكان السلفيون المحاصرون في مدينة دماج بمحافظة صعدة قد أطلقوا نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية اليمنية والدولية لإغاثة ما يزيد على 15 ألف شخص محاصرين في المنطقة من قبل جماعة الحوثي منذ ما يزيد على شهر، مانعين وصول أي إمدادات غذائية أو دوائية إلى المنطقة. وأكدت رباب الرفاعي -الناطقة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي- أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى دماج بغرض تقييم الأوضاع الإنسانية، وإدخال معونات إنسانية للمنطقة، وقالت: إن الصليب الأحمر يتواصل حالياً مع جميع الأطراف بهدف إيصال مساعدات إنسانية إلى المنطقة المحاصرة، رافضة الإدلاء بأي تفاصيل حول طبيعة العراقيل التي تحول دون وصول الصليب الأحمر إلى المنطقة، وقالت: إن سياسة المنظمة تعتمد على التكتم وسرية اتصالاتها مع الجهات التي تتواصل معها. واكتفت الرفاعي بالتعبير عن قلقها، وتأكيدها أن اللجنة الدولية تحاول منذ شهر الوصول إلى المنطقة، وتتابع عن قرب موضوع إيصال مساعدات إنسانية إلى المنطقة، لكنها لم تتمكن حتى الآن من الوصول إلى المنطقة؛ لذلك فإنه ليس لدى اللجنة أي معلومات دقيقة حول طبيعة الوضع الإنساني في المنطقة. وفي ظلّ عجز المنظمات الدولية من الوصول إلى دماج، تؤكد مصادر محلية أن الحصار الذي دخل شهره الثاني تسبب في انعدام الغذاء والدواء، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسب كبيرة، في ظل شحتها، وانعدامها من الأسواق، فيما كانت مصادر محلية قد تحدثت عن موت عدد من المواليد الأسبوع الماضي جراء نقص الدواء وتعرضهم للجفاف، خصوصاً أن الحوثيين يمنعون وصول الحليب الخاص بالأطفال. من جانب آخر، أصدر أهل السنة في اليمن بياناً حذّروا فيه الحوثيين الذين يحاصرون دماج، قالوا فيه: الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: فليس يخفى على المسلمين في هذه الأيام ما يقوم به الرافضة المعتدون (الحوثيون) في أرض اليمن الميمون من حصار ظالم وجائر على إخواننا طلبة العلم والدعاة إلى الله في دار الحديث بدماج، ومن إليهم من أهل دماج (صعدة)؛ حيث منعوهم من الدخول والخروج من وإلى دماج، ومنعوا عنهم الغذاء والدواء والاحتياجات الضرورية التي لا غنى لهم عنها، وترويعهم الهمجي للأطفال والنساء والشيوخ، وقتلهم النفس التي حرم الله إلا بالحق، وقتلهم حفّاظ كتاب الله تعالى تحت مرأى ومسمع من الناس والعالم أجمع. وشعبنا اليمني وأهل السنة والجماعة إذ يتابعون ذلك ببالغ الأسى والحزن فإنه يدعو أهل السنة جميعاً في أرض الحكمة والإيمان في اليمن وفي عموم أصقاع الأرض إلى أن يقوموا بواجبهم تجاه إخوانهم وما يعانونه من جراء هذا الحصار الظالم والجائر من قبل الرافضة الحوثيين في صعدة. ويحذّر أهل السنة في اليمن والعالم أجمع (الحوثيين) من المساس بإخواننا أهل السنة في دماج، وليعلموا أن دار الحديث بدماج ليست لأهل دماج وحدهم، بل هي مركز أهل السنة جميعاً أينما كانوا في جميع أرجاء الأرض. وليعلم الرافضة (الحوثيون) أن أهل السنة لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه ما يجري لإخوانهم في دماج، بل سيقدمون الغالي والنفيس في نصرة دينهم وعقيدتهم: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) (التوبة: 52). والله ناصر دينه، ومعزّ جنده: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء: 227). والله ولي الهداية والتوفيق.