حذَّر الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، في خطبة اليوم الجمعة، الذي يظن أن الأعداء يريدون نصر طرف على طرف من المتقاتلين من المسلمين فعليه مراجعة فقهه في الدين، ورأيه في السياسة، وموقفه من الأعداء. وقال "ابن حميد": "والله الذي لا اله إلا هو إن أهل الإسلام كلَّهم مستهدفون، ولا يُستثنى من ذلك أحد، يقول الله تعالى وقوله الحق: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ) البقرة: 217، ويقول عزَّ شأنُه: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) البقرة: 109. وأوضح أن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- تركنا على المحجّة بيضاء ليلها كنهارها، وترك فينا ما إن تمسكنا به لن نضل بعده، كتاب الله، وسُنته عليه الصلاة والسلام، وفي التنزيل العزيز: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ الله جميعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ) عمران: 103، ومستدلاً بقوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) المؤمنون: 52، نعم لقد قال: (أمة واحدة)، ولم يقل توحيد الأمة، ولا الوحدة الإسلامية مما يدل على أن الأصل في أهل الإسلام أنهم بهذا الدين (أمة واحدة)، ولم يكونوا متفرقين ثم توحدوا قال تعالى: (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ). وأشار "ابن حميد" إلى أن الكتاب والسُّنة أصلان ثابتان محفوظان لا عدول عنهما، ولا هدى إلا منهما وبهما، والعصمة والنجاة لمن تمسك بهما واعتصم بحبلهما، وهما البرهان الواضح، والفرقان اللائح بين المحق إذا اقتفاهما، والمبطل إذا جفاهما. وأضاف: أن المسلمين تجمعهم وحدة إسلامية تصغر أمامها الأحقاد، والثارات، والأطماع، والرايات، والعنصريات، والمذهبيات، ويجتمع الجميع تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله، والله أكبر، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين. ولفت "ابن حميد" إلى أنّ التعامل الحق مع أهل القبلة هو السبيل لوحدة الأمة تعاملٌ يقوم على قواعد الشريعة وأصولها المستمدة من نصوص الوحيين، ونهج السلف الصالح. وأكد خطيب المسجد الحرام أن الشعوب الإسلامية، برغم ما يبذله الأعداء والقوى المتسلطة من محاولات التفريق، والتشريد، والنهب، والسلب، وجهود التغريب والاستلاب، فإنها تؤمن إيماناً يقينياً بوحدة أمتها.