قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي رئيس رابطة خريجي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض الدكتور عبدالرحمن السديس، إنه تسلّم قبل نحو 40 عاماً 345 ريالاً عبارة عن جائزة ختمه للقرآن، تسلّمها من يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، عندما كان أميراً للرياض، والذي كان لا يتخلّف عن حضور جميع احتفالات الجمعية سنوياً. ورعى السديس، أمس، حفلَ تكريم الخاتمين لحفظ القرآن الكريم كاملاً بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض، بحضور إمام وخطيب المسجد النبوي صلاح بن محمد البدير، والوكيل المساعد المشرف العام على إدارة الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عبدالله بن صالح آل الشيخ، وجمع من المشايخ والعلماء، وكان في استقبالهم رئيس الجمعية سعد آل فريان، ونائب رئيس الجمعية الشيخ عبدالرحمن الهذلول، والمدير التنفيذي للجمعية إبراهيم الهدلق ومديرو الإدارات والمراكز. وقال السديس، في كلمته: "نلتقي اليوم في الرياض الحبيبة فكم لها من مكانة سامقة بقلبي ففيها ولدت وترعرعت وتعلمت القرآن الكريم من خلال هذه الجمعية المباركة، وأضاف: "لجمعيتي العزيزة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض مكانة كبيرة في نفسي، فأنا حضرت اليوم لأخدم القرآن لا راعياً للحفل"، وأردف نلتقي في لقاء قرآني يتوّج بشرف الزمان آخر يوم من شهر المحرم، وشرف المعنى والمغزى والرسالة والهدف والمتمثل في الاحتفاء وتكريم حفظة كتاب الله تعالى". ومضى متحدثاً عن فضل تلاوة القرآن وتعلمه وتدبره والعمل به: " الحاجة ماسة للتمسّك بالقرآن في مثل هذه الأيام التي بها الفتن العظام، ولهذا إنني أرى أن هذه الليلة من المبشرات والتي تبث الأمل في نفوس الأمة عموما والمحبطين خصوصاً الذين يظنون أن الأمة ضاعت مع أن الخير فيها إلى قيام الساعة". وتابع: "شبابنا هؤلاء هم الحفظة، هم مبعث الأمل والسرور والتفاؤل؛ لأن هؤلاء الحفظة هم أهل الوسطية والاعتدال إذا التزموا بكتاب الله تعالى وتمسكوا به، وجمعيات التحفيظ بالمملكة هي المحاضن المأمونة حماية وتوعية الشباب". وأكّد السديس، أنّ هناك استهدافاً لأهل السُّنة عموماً ولأهل هذه البلاد خصوصاً، وقال إنّ خوارج هذا العصر وقرامطته أصبحوا يكيدون لأهل هذه البلاد وآخرها استهداف مكةالمكرمة بيت الله الأمن بصاروخ، وواصل قائلاً: لن يرد على كل المؤامرات التي تحاك ضد هذه البلاد إلا شباب حلقات التحفيظ مصابيح النور والهداية، داعياً طلاب التحفيظ للعناية بالقرآن الكريم من أربع نواحٍ: الأولى التصديق وتلاوته، وتدبر آياته وتذكره والعمل به، مع ضرورة الرجوع إلى العلماء في فهم محكمه ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه. وكان الحفل قد بدأ بمسيرة الخاتمين، ثم القرآن الكريم رتله الخاتم إبراهيم العويد، ثم قدّم مدير الشؤون التعليمية بالجمعية حمد العنقري كلمة، أوضح فيها أن عدد الطلاب الخاتمين للعام الحالي بلغ 1151 طالباً وطالبة، اجتازوا الاختبارات التي أقيمت على ثلاث مراحل في الفصل الدراسي الأول والثاني والفصل الصيفي بمرحلتيه، ممن حصلوا على تقدير جيد جداً وممتاز فقط، حيث لا يعد ناجحاً من يقل عن نسبة 80% في اختبارات الجمعية. وأشار العنقري، إلى أن عدد الطلاب الخاتمين في الجمعية في ازدياد مطرد، وذلك راجع إلى السياسة التي تتبعها الجمعية في تحفيز الطلاب والمعلمين والخطط والبرامج التربوية التي تنفذها الجمعية، من خلال برامج متميزة تنفذها الجمعية ومنها برامج تهيئة الخاتمين، وبرامج رباط الحفاظ، والحلقات الرائدة، والدورات الصيفية المكثفة. وقد تمّ رصد مكافآت لهؤلاء الخاتمين أكثر من 3،4 ملايين ريال، بواقع 3500 ريال لكل حافظ. وحقّق مركز الدائري الغربي بمائة حافظ، والمعلم حسنين محمود محمد بأكثر المعلمين تحفيظاً حيث حفظوا عليه 789 جزءاً، والتي بلغت هذا العام أكثر من 200 دورة في الإجازة الصيفية، مؤكداً أن تكريم هؤلاء الطلاب سيكون حافزاً لزملائهم ليسيروا على نهجهم في حفظ القرآن الكريم في هذه الجمعية المباركة التي يبلغ عدد طلابها أكثر من 150 ألف طالب ينتظمون في حلقاتها ومدارسها القرآنية. وشكر العنقري، بعد الله عز وجل، ولاةَ الأمر الذين قال إنهم يولون القرآن وحملته الاهتمامَ البالغ ولوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ، لاهتمامه وعنايته بالجمعيات الخيرية وللوكيل عبدالله آل الشيخ، لمتابعته وتحفيزه للجمعية وخدمة القرآن وتحفيظه. ثم ألقى رئيس الجمعية آل فريان، كلمةً قال فيها: "لقد كان طموحنا في بداية العام الدراسي الماضي أن نصل إلى ألف حافظ للقرآن، وبحمد الله تعالى في هذه الليلة نحتفي 1151 حافظاً وحافظة خلال العام المنقضي 1437ه في الرياض، وقد نجحنا في تجاوز الطموح بفضل الله تعالى، ثمّ بجهود المعلمين والمشرفين على الحلقات وللطلاب والطالبات وأولياء أمورهم وأسرهم عموما. وأهاب آل فريان، بالحفاظ إلى تعاهد القرآن ومراجعته، وتدبر معانيه والعمل بما فيه من العلم والحكمة، رافعاً الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد، على تشجيعهم للجمعيات وإقامة المسابقات الدورية المحلية والدولية على مختلف المستويات. وألقى كلمة الخاتمين عبدالعزيز السريع، ثمّ رتل الخاتم للقرآن عبدالرحمن الوائل آيات من القرآن.