رصدت «تواصل» معاناة سكان جبل خاشر والقرى التابعة له، والحالة الصعبة التي يمر بها الأهالي جراء الانهيارات الكبيرة التي تعرض لها الطريق الرابط بين الجبل ومحافظة الداير شرق جازان. وكانت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة الجنوبية مؤخراً دقت ناقوس الخطر بعد تصدع الطبقة الأسفلتية المتهالكة منذ سنوات. بلدية الداير وعلى الرغم من الحالة الخطيرة التي وصل لها طريق خاشر، فإن بلدية الداير ما زالت تعكف على دراسة تغيير المقاول المنفذ لمشروع صيانة الطريق بعد سنوات من المماطلة، حيث تنوي البلدية إنذار المقاول والرفع لأمانة جازان بشأنه، والمطالبة بالبحث عن مقاول جديد. وبدأت بلدية الداير قبل عام أعمال الصيانة لطريق جبل خاشر، بقيمة إجمالية بلغت مليوني ريال؛ حيث هدف المشروع لمعالجة الحفر، والهبوطات، والقطوعات، وتوسعة الطريق، وإعادة السفلتة، ووضع حواجز أسمنتية في الأماكن الخطرة؛ ولكن كل ذلك لم يحدث على أرض الواقع، سوى بعض التحسينات الطفيفة التي لم تغير من الحال أي شيء يذكر. وقبل عامين وافقت بلدية الداير على تسلم مشروع التوسعة والصيانة للطريق من وزارة النقل. قرى يخدمها الطريق يعيش في جبل خاشر آلاف المواطنين، ويخدم الطريق أكثر من 40 قرية، ومن هذه القرى: البقعة، والقهبة، والدفين، ونعامة، وذات الخلفين، وذات المسك نيد الحقو، والثاهر، وحراز، والعزة، والعين الحارة، وآل محمد.. وغيرها الكثير، بالإضافة للمدارس والجهات الحكومية التي يربطها الطريق. حوادث بالجملة وتسببت الانهيارات في وقوع الكثير من الحوادث لسالكي الطريق، ففي قرية نيد الحقو انهار جدار حجري بصهريج للمياه؛ ما أدى إلى سقوط الشاحنة وسائقها في هوة سحيقة ووفاته في الحال. وفي حادثة أخرى، سقطت سيارة جيب في إحدى الحفر، وتجاوبت الجهات الأمنية مع الحادثة حينها، وتم رفع الجيب دون وقوع أي إصابات. وفي حادثة مشابهة، لقي مقيم مصرعه أثناء سقوط سيارة من نوع شاص في قرية ذات الخلفين، وانقلبت المركبة لتتردى لأسفل الجبل، حيث أُصيب قائد الشاص، وهو مواطن ثلاثيني، بضربة خطيرة في الرأس، نقل على إثرها للعناية المركزة بمستشفى الملك فهد بأبوعريش، بينما تُوفي مرافقه وهو عامل من الجنسية الإثيوبية في حينه. مشروع المياه من جهة أخرى، تسبب مشروع المياه في زيادة الأمر سوءاً بعد ترك المقاول الحفريات كما هي على الطريق، حيث قامت الشركة المنفذة بتمديد مشروع المياه في محافظة الداير بوضع حفر عميقة في طريق القهبة حراز، وذلك دون وجود أي لافتات تحذيرية للعابرين، وأصبحت تلك الحفر كمائن للسيارات المارة عبر طريق خاشر. هجرة أبناء الجبل وتحدث ل«تواصل» المواطن أحمد يحيى، مبيناً أن وعورة طريق خاشر وصعوبته اضطرته لترك منزله، وقرر الاستقرار في محافظة العيدابي بالقرب من الخدمات، بعد تأكده أن بقاءه في مسكنه بالجبل يعتبر مخاطرة بسلامة عائلته، والطريق ما زال بهذا الشكل. وفي السياق نفسه، علق محمد الخالدي، من سكان الداير، عن سبب انقطاعه عن زيارة أقاربه وصلة رحمه في الجبل، وعزا ذلك إلى حالة الطريق التي وصل لها، والخطورة البالغة التي تترصد لسالكيه. الأهالي يبادرون بالصيانة وعمد الأهالي لمبادرات ذاتية من مشايخ وأعيان جبل خاشر، بصيانة مؤقتة للطريق تحت تنفيذ عمالة أجنبية وإشراف الأهالي عليها، وذلك بوضع حواجز حجرية وبنائها على الطريقة التراثية المشهورة في المنطقة، وكذلك ردم بعض الحفر بطبقة من الأسمنت والخرسانة. مطلوب حلول عاجلة السكان طالبوا بإيجاد حلول لمعاناتهم، واتخاذ إجراءات سريعة من قبل بلدية الداير لمعالجة هذه الانهيارات، وصيانة هذه الحفر، والهبوطات، والقطوعات؛ ومن ثم البدء بترسية المشروع على أحد المقاولين للقيام بصيانة شاملة، ومتابعته من قبل البلدية بشكل مستمر، حتى يتم إكمال المشروع كما يجب، وبعد ذلك توسعة مسار الطريق، وإعادة السفلتة، ووضع حواجز استنادية تكون درع وقاية، بمشيئة الله، لعابريه.