البشوت النسائية تدخل عالم الموضة وتنافس الرجالية    أول لقاء بين السيسي وأحمد الشرع    المملكة ترفُض المَساس بوحدة السودان    خيسوس حزين لخسارة لاعبين بسبب الإصابة أكثر من الهزيمة أمام باختاكور    القبض على إثيوبي في جازان لترويجه مواد مخدرة    غرامة 1,4 مليون ريال لمصنع مستحضرات صيدلانية وإحالته للنيابة    أمطار على 6 مناطق والمدينة الأعلى    بمشاركة 370 قائدًا وكشافًا.. جمعية الكشافة العربية السعودية تباشر تقديم خدماتها لزور المسجد النبوي    سماء العُلا يعود في أبريل    فعاليات ثقافية في جدة التاريخية    أحياء المدينة تستعيد تقاليدها الرمضانية    صيانة 781 مسجدا بالأحساء    عربات لتسهيل تنقل المعتمرين بالمسجد الحرام    4 ملايين فحص لنقل الدم بالمناطق    تأكيد سعودي - لبناني على تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا المهمة    عقدة غياب الدون تطارد العالمي    أمير الرياض: جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن عظيمة في مضمونها ومنهجها وفي عملها    مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يعيد الأصالة العمرانية لمسجد الرويبة    فيصل بن مشعل: مشروع نقل المياه (الجبيل - بريدة) يجسد حرص القيادة    سعود بن نايف يستقبل المهنئين في رمضان.. ويطلع على أعمال "الذوق العام"    سعود بن نهار يشارك قادة ومنسوبي القطاعات الأمنية في الطائف الإفطار الرمضاني    أمير المدينة المنورة: منظومة متكاملة لخدمة المصلين والزوار    «وول ستريت».. السوق متوتر ومستويات القلق للمستمثرين مرتفعة    تجمع الرياض يطلق حملة "صم بصحة"    وزير الدفاع يبحث مع نظيره السلوفاكي المستجدات    ليلى عوض.. الغياب الذي لم يمحُ الأثر    نيفيز ينقذ جيسوس من ورطة الظهير    وزيرة الخزانة البريطانية: سنتأثر بالرسوم الجمركية الأمريكية    جوازات منفذ الوديعة تستقبل ضيوف الرحمن القادمين للعمرة خلال شهر رمضان    8 جامعات تتنافس على لقب دوري كرة الطائرة    الكرملين: بوتين يوافق على وساطة بين واشنطن وطهران    أمريكا تدرج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية    أوروبا: «رسوم ترمب» تعطل التجارة العالمية    أفضلية طفيفة لباختاكور في أوزبكستان بعد أداء باهت من الهلال    سيميوني وأنشيلوتي.. مواجهة كسر عظم    بعد تعرضه لوعكة صحية.. أشرف زكي يطمئن جمهوره عبر «عكاظ»: إرهاق شديد سبب الأزمة    192 نقطة انخفاض للأسهم.. التداولات عند 6.4 مليار ريال    زعيم دروز سورية: مشروعنا وطني.. لن نطلب الانفصال يوماً    نيابة عن ولي العهد.. وزير الخارجية يصل القاهرة للمشاركة في القمة العربية غير العادية    فيصل بن فهد بن مقرن يطلع على برامج جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية بحائل    الإيمان الرحماني مقابل الفقهي    أكبر عذاب تعيشه الأجيال ان يحكمهم الموتى    من الرياض.. جوزيف عون يعلن التزامه باتفاق الطائف وسيادة الدولة    أبٌ يتنازل عن قاتل ابنه بعد دفنه    مهرجان "سماء العلا" يستلهم روح المسافرين في الصحاري    عقوبات ضد الشاحنات الأجنبية المستخدمة في نقل البضائع داخلياً    قدموا للسلام على سموه وتهنئته بحلول شهر رمضان.. ولي العهد يستقبل المفتي والأمراء والعلماء والوزراء والمواطنين    تعليق الدراسة وتحويلها عن بعد في عددٍ من مناطق المملكة    الأمير سعود بن نهار يستقبل المهنئين بشهر رمضان    قطاع ومستشفى تنومة يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للزواج الصحي"    جمعية «أدبي الطائف» تعقد أول اجتماع لمجلسها الجديد    والدة الزميل محمد مانع في ذمة الله    أمير القصيم يرفع الشكر للقيادة على إعتماد تنفيذ مشروع خط أنابيب نقل المياه المستقل (الجبيل – بريدة)    المشي في رمضان حرق للدهون وتصدٍ لأمراض القلب    تأثيرات إيجابية للصيام على الصحة النفسية    الشهادة التي لا تسقط بالرحيل    قال «معارض سعودي» قال !    6 مجالات للتبرع ضمن المحسن الصغير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النائب الثاني يفتتح غداً فعاليات المؤتمر العالمي عن «ظاهرة التكفير»
نشر في تواصل يوم 19 - 09 - 2011

يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، غدا الثلاثاء، فعاليات المؤتمر العالمي عن "ظاهرة التكفير.. الأسباب، الآثار، العلاج" نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي تنظمه جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسُّنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمدينة المنوّرة بحضور عددٍ من الشخصيات العالمية.
وبهذه المناسبة، قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف نائب رئيس الهيئة العليا المشرف العام على الجائزة، إن رعاية خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر، تؤكد الموقف الثابت للمملكة العربية السعودية دولة وعلماء ومواطنين في وجه الإرهاب والغلو والتطرُّف وانحراف الفكر.
وأضاف: تعد ظاهرة التكفير المنفَلِت، واحدة من أخطر الظواهر التي تعانيها أمتنا الإسلامية، والتي ساهمت إلى حدٍ بعيدٍ في إضعاف عُرى الوحدة بين المسلمين، والتي كانت سبباً في تمزيق المجتمعات الإسلامية وإحلال التنازع فيها بدل التعاون، والفُرقة بدل الوحدة. ومن أجل ذلك ولذلك كان من الأهميَّة بمكانٍ الوقوف عند هذه الظاهرة لاستجلاء أسبابها والعوامل التي ساهمت في نشأتها، باعتبار أنه لا يُمكن تقديم أي رؤية لعلاج هذه الظاهرة، إذا لم تكن لدينا المعرفة الكاملة والصحيحة بتلك الأسباب.
وانطلاقاً من عالمية رسالة جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسُّنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، ولما لها من دورٍ رائدٍ في خدمة القضايا الإسلامية والعالمية المعاصرة وتحقيقاً لأهدافها والتي منها الإسهام في دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي واقتراح الحلول المناسبة وإيماناً منها بأهمية دراسة المشكلات المعاصرة، وإدراكاً لخطورة فتنة التكفير: عقدياً وشرعياً واجتماعياً وأمنياً، يأتي تنظيم الجائزة لهذا المؤتمر بمشاركةٍ من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بهدف إيضاح الحكم الشرعي للتكفير وبيان الجذور الفكرية والتاريخية لظاهرة التكفير، والوقوف على أسباب ظاهرة التكفير وإبراز أخطار ظاهرة التكفير وآثارها، وتقديم الحلول المناسبة لعلاج ظاهرة التكفير.
وتابع: إن جائزة نايف حققت خلال الفترة الماضية عديداً من الإنجازات بفضل الله وعونه، ثم بدعم واهتمام راعي الجائزة، في مختلف فروعها سواء في مجالات الأبحاث والدراسات الخاصة بالسُّنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة أو تكريم أصحاب الجهود المتميزة في خدمة السُّنة النبوية وربط الناشئة والشباب من طلاب وطالبات مراحل التعليم العام بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظاً وفهماً وعنايةً وتطبيقاً بمشيئة الله تعالى، أو في أنشطتها وفعالياتها العلمية والثقافية.
أسأل الله عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها وأن يجعل التوفيق حليف قادتنا وولاة أمرنا وأن يعظم الأجر ويجزل المثوبة لراعي الجزاء لما قدّمه ويقدّمه خدمةً للإسلام والمسلمين في شتى المجالات وفي مقدمتها عنايته بمصدري التشريع، كما أشكر مَن شارك وساهم في تنظيم وعقد هذا المؤتمر سائلاً الله لهم التوفيق والسداد لتحقيق أهداف المؤتمر.
من جانبه، قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف نائب المشرف العام على الجائزة، إن رعاية خادم الحرمين للمؤتمر تأتي تأكيداً لجهوده في خدمة قضايا العالم الإسلامي ونصرة الدين وإعلاء كلمة الحق. كما يأتي انعقاد المؤتمر متزامناً مع ما تحقق لجائزة نايف العالمية لخدمة السُّنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة من إنجازاتٍ ترسخ مكانة رسالتها ونبل مقاصدها خدمةً للعالم الإسلامي، وتمشياً مع دستور هذه البلاد والتي جعلت كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، دستوراً ومنهجاً لها ، وعبر سنوات مضت حققت الجائزة في مختلف فروعها وأنشطتها وفعالياتها عديداً من الإنجازات وذلك بفضل الله عز وجل أولاً ثم بفضل دعم وعناية واهتمام سيدي راعي الجائزة ورئيس هيئتها العليا، وتفردت بمنزلةٍ ريادية ومكانة عالمية حققتها من خلال أهداف الجائزة وتنوع موضوعاتها، ومواكبةً لواقع الأمة المعاصر وما تعيشه من المتغيرات وما تعانيه من مخاطر الأفكار المخالفة للشرع والعوامل التي أسهمت في زيادتها، جاء التوجيه الكريم من سمو راعي جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسُّنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، إلى ضرورة عقد مؤتمرٍ يناقش ظاهر التكفير مفنداً لأسبابها ومحذراً من مخاطرها ومعززاً ذلك بوضع الحلول المناسبة لعلاجها، وذلك بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
واضاف: ومن خلال جلسات المؤتمر وعبر الأبحاث المتنوعة المشاركة يسلط نخبة من العلماء والمفكرين والباحثين المشاركين في المؤتمر من مختلف أنحاء العالم، الضوء على حقيقة الإسلام نصرةً للحق والعدل، وأنه الدين الصالح لكل زمانٍ ومكانٍ، كما سيتناول المؤتمر ظاهرة التكفير ويتولى المشاركون الرد على كل الشبهات رداً ملجماً مدعماً بالحجة الواضحة والبرهان الساطع من الكتاب والسُّنة وإجماع المسلمين عبر أبحاثٍ علميةٍ قيمةٍ هادفةٍ تعالج تلك الشبهات, وتضع حلولاً للمشكلات الحادثة بسببها لتنير للمسلمين الطريق المستقيم من خلال نظرةٍ متكاملة تستوعب جميع متغيرات العصر وما يستجد به من النوازل.
وتابع: إن المتأمل في واقع المسلمين في هذا العصر يجد أن من أسباب الضلال والانحراف وتكفير البعض للبعض يرجع إلى تأويل آيات النصوص من الكتاب والسُّنة تأويلاً خاطئاً إما لجهل بأحكامها ودلالتها وإما لتحريفها عن ظاهرها وعدولاً بها عن الحق, ونتيجة لذلك وقعوا في كثيرٍ من المتاهات والضلالات , ونحمد الله أن هيّأ لبلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وسمو النائب الثاني، انتهاج إستراتيجية وقائية تتمثل في تعزيز قيم العقيدة الإسلامية من خلال بناء جسور للحوار؛ بهدف القضاء على كل فكرٍ متطرّفٍ، كما نجحت وزارة الداخلية، ولله الحمد، في تنفيذ برنامجٍ مكثفٍ لإعادة التأهيل وتقديم النصح عبر برنامج "المناصحة" بمشاركة أكثر من 200 مرشد شرعي ومتخصص في علم الاجتماع وعلم النفس والذين يقدمون النصح للسجناء في أنحاء المملكة كافة، وذلك لتبصيرهم بالأحكام الشرعية الصحيحة وتقديم نصائح نفسية واجتماعية لهم وإشراكهم في حوارٍ دينيٍّ شاملٍ ومكثفٍ، كما تعد المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي نجحت تجربتها في مكافحة كل فكرٍ متطرفٍ عن طريق تنشيط الحوار وتقديم حقيقة الدين الإسلامي ودعمها مبادراتٍ إقليمية وعالمية ودولية.. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر العالمي ظاهرة التكفير (الأسباب .. الآثار.. العلاج) تأكيداً لذلك، حيث حققت التجربة السعودية نجاحات كبيرة من خلال تبني برامج فكرية وحوارية حظيت بإشادةٍ عالمية وتمت الاستفادة منها في عدد من الدول الكبرى، الأمر الذي يؤكد التزام المملكة بمحاربة كل فكرٍ متطرّفٍ بجميع أشكاله ودعمها للمجتمع الدولي في مكافحة هذه الآفة.
إلى ذلك، أكّد صاحب السمو الملكي الأميرعبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنوّرة، أن جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز العالمية جسّدت جانباً مضيئاً في مسيرتها المتوجة بالعطاء لترقى سلم المعالي صعوداً بواجباتها تجاه كل ما فيه الخير والصلاح لأبناء العالم الإسلامي والبشرية جمعاء، ومن خلال طرحها المعاصر لظاهرة التكفير ومعالجة أسباب تجذرها فكرياً وكشف تفاصيل ضلالها وبراءة الإسلام منها، وقال إن انعقاد مؤتمر ظاهرة التكفير يأتي تأكيداً لدور المملكة العربية السعودية الريادي منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في خدمة الدين الإسلامي القويم وإبراز محاسن سماحته والتصدي في المقابل بشتى الوسائل والأسباب لكل مَن يفكر في النيل من مكانته أو تشويه صورته المشرقة. وانطلاقا لذلك يعقد هذا المؤتمر العالمي لظاهرة التكفير للإسهام في إيجاد حلولٍ علميةٍ وعمليةٍ للحدِّ من انتشار هذه المشكلة والوقاية منها و أخذ الحيطة والحذر من فتنة التكفير عقدياً وشرعياً واجتماعياً وأمنياً، واستكمالاً لعالمية رسالة جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسُّنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة في دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي، بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وإسهاما لدورها الرائد في خدمة القضايا الإسلامية والعالمية المعاصرة .
وتكمن أهداف المؤتمر المثلي في تسليط الضوء على الحكم الشرعي للتكفير وبيان الجذور الفكرية والتاريخية لظاهرة التكفير والوقوف على أسبابها وإبراز أخطارها وآثارها وتقديم الحلول المناسبة لعلاج ظاهرة التكفير وما يرتبط بذلك من الموضوعات المهمة في مقاصدها وأبعادها الآنية والمستقبلية على الأمة وعلى الفرد المسلم والمجتمع الإنساني وطرح مضامين وحلول تعزز مسؤولية مؤسسات المجتمع في علاج ظاهرة التكفير ومناقشة ذلك وفق إطار الضوابط الشرعية بهدف درء مخاطرها وتكوين حصانة فردية واجتماعية ضدها والبُعد عن الأسباب المؤدية للوقوع فيها.
وأنه لمن يُمن الطالع أن يعقد هذا المؤتمر بمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم الأمر الذي يؤكد مكانتها العظيمة فهي مهجر ومثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أرضها المسجد النبوي الشريف وعاصمة الإسلام الأولى، مواكبة لما تحقق للمنطقة من الإنجازات الحضارية والتنموية كما حظيت منطقة المدينة المنوّرة، كبقية مناطق بلادنا الغالية، بفضل الله، بالكثير من الرعاية الكريمة وفي مقدمتها عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف، ومشروع تطوير المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، وغيرها من المشروعات الضخمة التي يسطرها التاريخ بكل الفخر والاعتزاز.
وتجسّد الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر العالمي، اهتمام وعناية ولاة الأمر, كما نحمد الله تبارك وتعالى أن وفق لهذه البلاد قيادة حكيمة تولي قضايا الأمة الإسلامية المعاصرة جُلّ اهتمامها وتبذل الجهد والمال نصرةً للدين الإسلامي وإعلاءً لكلمة الحق.
وأضاف: بهذه المناسبة الغالية يشرفني أن أرحب باسمي شخصياً وباسم أهالي منطقة المدينة المنوّرة بالضيوف والمشاركين في هذا المؤتمر العالمي في مدينة المصطفي صلى الله عليه وسلم وأسأل المولى القدير أن يحفظ لهذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وأن يوفقهما لكل خير. وأسأل الله عزّ وجلّ أن يجزي راعي جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسُّنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة رئيس هيئتها العليا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية خير الجزاء، وأن يجعل ما قدّمه ويقدّمه لخدمة الإسلام والمسلمين في ميزان حسناته، وأن يحفظ بلادنا ويديم عليها أمنها ورخاءها واستقرارها في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو سيدي ولي العهد الأمين، وسمو النائب الثاني، يحفظهم الله، أنه سميع مجيب.
وبهذه المناسبة قال مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبدا لله آل الشيخ: إن الله تعالى أحبّ لعباده الإيمان والهدى، وكره لهم الكفر والضلال، قال تعالى: (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ).
ومن هنا أرسل الله الرسل مبشرين ومنذرين، وأقام عليهم الحجة، قال تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).
وبين لهم سبيل الهدى من الضلال، والإيمان من الكفر، وهداهم النجدين قال تعالى: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)، قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا).
فالشرع الحنيف يتشوف إلى دعوة الناس إلى الإيمان، وترغيبهم في الدخول في الإسلام، ويَسُدُّ طريقَ الكفر والنفاق ويحذّر منهما بكل وسيلة ممكنة.
ومن هنا كان الأصل في المؤمن بقاؤه على الإيمان، ولا يجوز تكفيره، ما لم يقم دليل يخرجه عن دائرة الإيمان بيقين.
ومن هذا ندرك أن التكفير قضية ذات خطورة بالغة، وهي بحاجة إلى تأصيلٍ شرعي، وبيانٍ وتوضيحٍ لأحكامه، وشروطه، وآثاره، وعلاج ما وقع فيه أهل الغلو من أخطاء، وسلوك منهج غير سويّ في تكفير عامة الناس، والمجتمعات المسلمة، وحكام المسلمين، وما جرّ هذا المسلك الخطير إلى استباحة دماء المعصومين، وما ترتب عليه من التخريب، والتدمير، والتفجير، والإخلال بالأمن في بلاد المسلمين ومجتمعاتهم.
ونظراً لخطورة هذه الظاهرة، والحاجة الماسة إلى إجراء بحوث ودراسات مؤصلة حولها تقوم جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسُّنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركةٍ من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعقد مؤتمرٍ عالمي حول (ظاهرة التكفير: الأسباب، الآثار، العلاج)، وذلك في شهر شوال لهذا العام 1432ه بالمدينة المنوّرة. ولا تخفى أهمية هذا المؤتمر، وما يُقَدَّمُ فيه من البحوث والدراسات حول هذا الموضوع.
فنسأل الله تعالى أن يجزي القائمين على هذا المؤتمر، وأن يبارك في جهودهم، وأن يوفقهم للخروج بنتائج مرضيةٍ، وأبحاثٍ قيّمة، وقراراتٍ سديدة تساهم في علاج هذه الظاهرة الخطيرة، وتحدُّ من انتشار أضرارها وآثارها السيئة في الفرد والمجتمع.
ونشكر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز والقائمين على جائزته، على اهتمامهم وعنايتهم، وجهودهم الكريمة في خدمة السُّنة النبوية ودراسة القضايا الإسلامية المعاصرة، ونسأله سبحانه أن يجعل ذلك في موازين أعمالهم الصالحة يوم القيامة.
اما المدير التنفيذي للجائزة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور مسفر بن عبد الله البشر، فقال: إن ظاهرة التكفير واحدة من أخطر الظواهر التي عانت – ولا تزال تعاني – منها الأمة الإسلامية، تلك الظاهرة التي أسهمت في إضعاف عُرى الوحدة بين المسلمين، وتسبّبت في تمزيق المجتمعات الإسلامية وأثرت سلباً في صورة الإسلام والمسلمين في الرأي العالمي المعاصر.
والتكفير مرحلة خطيرة تسبقها مراحل التفسيق والتبديع، والمنتسبون إلى هذا الفكر يركبون مركب الجهل والغوغائية التي تنشر الخوف، وتشيع الكراهية والبغضاء بين أفراد المجتمع المسلم، وتخل بأمن المسلمين وأمانهم واطمئنانهم، وتلقي بالمجتمع في مستنقع التخلف والانهيار الديني، والفكري، والتنموي، والحضاري.
ولخطورة هذه الظاهرة بالمجتمعات المسلمة احتضنت المملكة العربية السعودية هذا المؤتمر العالمي الذي يرعاه ويدعمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؛ لبيان أسباب ظاهرة وآثارها في المجتمعات وسبل علاجها.
وتأتي مبادرة جائزة نايف بن عبد العزيز العالمية للسُّنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بعقد مؤتمر عالمي بعنوان (ظاهرة التكفير: الأسباب.. الآثار.. العلاج) بالتعاون بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تلبيةً للتوجيه السامي الكريم، وتحقيقاً لأهداف الجائزة للإسهام في حل المشكلات المعاصرة بالعالم الإسلامي، وبيان محاسن الإسلام ونشرها.
واستجابة لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، شُكلت اللجان المشرفة والمنظمة والعاملة بالمؤتمر، ويتسنم منظومة تلك اللجان اللجنة الإشرافية العليا للمؤتمر، ثم اللجنة التحضيرية التي تضم اللجنة العلمية، واللجنة الإعلامية، واللجنة التقنية، ولجنة العلاقات العامة، ولجنة التنظيم، ولجنة المعرض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.