اهتمت الصحف العربية اليوم الثلاثاء 8 شوال بوقائع الجلسة الثالثة لمحاكمة مبارك أمس والوضع في سوريا وليبيا والسودان. صحيفة الشرق الأوسط قال عبد الرحمن الراشد بعنوان هؤلاء يريدون التدخل الدولي: بماذا نسمي المتظاهرين الذين رفعوا لافتات في أنحاء سوريا، وقبلها في ليبيا، تنادي جهارًا بالتدخل الدولي لإسقاط النظام؟ وآلاف المتظاهرين الذين حرقوا أعلام روسيا والصين لأنها تقف ضد دعوة التدخل؟ هل هم خونة؟ لا وطنيون؟ لا – كما يقول الراشد – فهم أكثر وطنية لأنهم على خط النار في مواجهة لا مثيل لها في تاريخنا المعاصر. هم أكثر وعيًا عندما هبوا لإسقاط النظام من كل المثقفين الحريصين على اللغة أكثر من حسم المواجهة. ملاحظتي أننا أمام إعادة تعريف المفاهيم؛ الوطني والأخلاقي وكل ما تم تسويقه فكريًّا منذ زمن محاربة الاستعمار في القرن الماضي. دعوة التدخل الدولي كانت تصنف أكبر الجرائم في حق الوطن، ولا ينادي بها إلا خائن. وأشار إلى أن ل"صامويل جونسون" جملته الشهيرة وهي أن «الوطنية ملجأ الأوغاد»، يعني بها أن هناك من يرفع شعار الوطنية لأغراضه الخاصة وليس للوطن حقًّا. فالنجدة الخارجية محرمة في إطار الخلافات الداخلية لكنها قد تكون مبررة ومباحة لشعب هب ضد نظام أوغل في القمع والدم ويحتمي وراء الوطنية. الآن – يضيف الراشد – لم يعد أمام الأنظمة المحاصرة سوى الترويج لرفض التدخل الدولي وتخوين من يدعو إليه؛ لأنها تعرف أن هذه ورقتها الأخيرة… دون تدخل دولي ستعيش دهرًا جاثمة على صدر شعبها. غدًا سأناقش أهمية التدخل الدولي عبر الأممالمتحدة في مرحلة ما بعد إسقاط النظام.
صحيفة القدس العربي الكويتيون عندما يدافعون عن مبارك: الظاهرة الأبرز التي خطفت الأضواء فعلاً، وأثارت اهتمام الصحف وكتَّاب الأعمدة في مصر ليس دخول الرئيس مبارك إلى قاعة المحكمة على سرير طبي محاطًا بنجليه، وإنما حضور مجموعة من المحامين الكويتيين بهدف الانضمام إلى فريق الدفاع عن الرئيس المخلوع. المحامون الكويتيون تقول القدس العربي قالوا بأنهم أقدموا على خطوتهم هذه كردٍّ لجميل الرئيس المخلوع الذي وقف إلى جانب بلادهم أثناء اجتياحها من قبل القوات العراقية في صيف عام 1990، ولعب دورًا كبيرًا في عملية تحريرها وإخراج القوات العراقية منها عندما أرسل قوات مصرية للقتال إلى جانب القوات الأمريكية من أجل هذا الغرض. الكويتيون عاطفيون – برأي القدس العربي – مثل معظم العرب الآخرين، وخطوتهم هذه مفهومة، وربما ينظر إليها كثيرون بالاحترام والتقدير؛ لأنها تعكس وفاءً لرئيس مصري في لحظة حرجة يمر بها، بل ربما أكثر اللحظات حراجة في حياته، في وقت تخلى عنه الكثيرون من رجالاته وزعماء قدم لبلادهم خدمات كبيرة.
الأهرام المصرية نحو مصر جديدة من هنا نبدأ بهذا العنوان قال د. وحيد عبد المجيد في صحيفة الأهرام: تحظى الانتخابات البرلمانية المقبلة بأهمية خاصة. فمن هذه الانتخابات نبدأ في بناء مصر الحرة العادلة. فهي أول انتخابات حرة تنافسية منذ أكثر من ستة عقود, الأمر الذي يتيح توقع مشاركة واسعة فيها وتعددًا لا سابق له في البرلمان الذي سينتج عنها. وأردف قائلاً: تظل المشاركة في الانتخابات ضرورةً وطنيةً ليس فقط لأنها نقطة التحول الرئيسة نحو نظام ديمقراطي, ولكن أيضًا لأنها البداية الحقيقية لبناء مصر الجديدة. فلن يبدأ هذا البناء فعليًّا إلا بوجود حكومة منتخبة لديها تفويض شعبي وتستطيع اتخاذ قرارات صعبة وشجاعة. ومضى يقول: لما كان مستبعدًا أن يحصل أي حزب على الأغلبية, لابد أن تكون هذه الحكومة ائتلافية، ولأن التركيب المتوقع للبرلمان الجديد لن يتيح تشكيل ائتلاف من أحزاب تعبر عن اتجاه واحد سيكون ضروريًّا تكوين حكومة وحدة وطنية تضم إسلاميين وليبراليين وناصريين وربما يساريين أيضًا. وختم بقوله: هذا هو الخيار الأفضل؛ لأن التركة ثقيلة لا يستطيع حزب أو اتجاه واحد أن يحملها بمفرده.
صحيفة دار الخليج افتتاحية صحيفة دار الخليج تحدثت عن السودان وجنوبه وقالت: كان منتظرًا بعد انفصال الجنوب – وهو مشروع معلن في تقسيم البلد – أن يلتفت الجنوبيون إلى ترتيب أوضاعهم وبيتهم الذي اقتطع على حساب البيت الأم، بمعنى تثبيت الاستقرار والشروع في بناء مؤسساتهم، وتنمية المناطق، وبناء علاقات سليمة مع "الجوار"، وخاصة مع إخوتهم في الوطن الذي كان واحدًا. وأشارت إلى أن المسارعة إلى بناء علاقات مع الكيان الصهيوني، حوَّلوها من السر إلى العلن، شكَّل خطوةً استفزازيةً بالغة الخطورة؛ لأن "إسرائيل" لا توجد في مكان إلا وكان التخريب توأمها، علمًا أن لها في السودان أغراضًا أخرى، تمسه وتمس الأمن القومي العربي بكليته. على الجنوبيين – كما تقول الخليج – التفكير مليًّا في الحاضر والمستقبل، وعدم الوقوع في فخ ما تخطط له "إسرائيل"، والكف عن التدخل في شؤون السودان، خصوصًا تجاه حركات التمرد التي تلجأ إلى أدوات القتل والتخريب، ومن أهدافها فرض تقسيمات جديدة في السودان متكئة على دعم خارجي من قوى لا تريد لهذا البلد الاستقرار والخير.
صحيفة البيان الإماراتية السودان وبوادر أزمة جديدة وقالت فيه: الاشتباكات الأخيرة في هذه الولاية، بين قوات الحكومة في الخرطوم وقادة مكاتب الحركة الشعبية لتحرير السودان (قطاع الشمال)، تثير المخاوف من توتر آخر، ربما يؤدي إلى تدويل إضافي لهذه الأزمة. ويعلم الجميع أن السودان كان وما زال يعاني من تدويل أزماته، فتدويل أزمة دارفور نتجت عنه عقوبات على القيادة السودانية، فضلاً عن أن تدويل أزمة الجنوب أدى إلى انفصاله، وتقطيع أوصال دولة عربية. ولفتت إلى أن الانقسام والفرقة لا ينتج عنهما سوى النزاع والصراع وضياع الجهود، التي كان الأولى أن تبذل في غير هذا الموضع. إن السودان – وهو في مرحلة جديدة عقب الانفصال – يجب أن يوجه جهوده نحو أولويات المرحلة التي تستدعي توحيد الجهود، وتغليب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. وبالإضافة إلى ما تقدم – كما تقول البيان – فإنه يخشى من أزمة إنسانية في ولاية النيل الأزرق إثر هذه الاشتباكات التي أدت إلى فرار أكثر من 20 ألف شخص إلى ولاية سنار المجاورة، وفقًا لتقارير إخبارية نشرت مؤخرًا، رغم تأكيد تلك التقارير أن منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية تسعى لمعالجة الوضع الإنساني لهؤلاء النازحين. كذلك فإن فرار نحو ثلاثة آلاف آخرين إلى إثيوبيا، وهروب المئات إلى جنوب السودان يؤديان إلى تعاظم تلك المخاوف.