أكدت حكومة ميانمار اليوم السبت أنها لن تسمح للمسلمين بتسجيل أنفسهم على أنهم من عرقية الروهينجا في أول إحصاء سكاني تجريه منذ ثلاثة عقود ويثير توترات طائفية. وتأتي هذه الخطوة بعد أن توعد البوذيون في ولاية راخين الغربية – التي تشهد أعمال عنف- بمقاطعة الإحصاء بسبب مخاوف من أن يؤدي إلى الاعتراف الرسمي بالروهينجا الذين تصنفهم الأممالمتحدة بين أكثر الأقليات في العالم تعرضاً للاضطهاد. وقال المتحدث باسم الحكومة يي هتوت للصحفيين في العاصمة رانغون "إذا أرادت عائلة التعريف بنفسها بأنها من الروهينجا فلن نسجلها"، وأضاف أنه يمكن لهؤلاء أن يُعرِّفوا أنفسهم بأنهم "بنغاليون"، وهي الصفة التي تطلقها السلطات على الروهينجا الذين تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش المجاورة. ويتعرض موظفو الإغاثة الإنسانية في المنطقة إلى ضغوط متزايدة من القوميين البوذيين الذين يتهمونهم بالتحيز للمسلمين من سكان المنطقة المحليين، وهاجم مئات البوذيين في الأيام الأخيرة مقار عدد من المنظمات الإنسانية والأممالمتحدة في أكياب، عاصمة ولاية أراكان التي تشهد منذ 2012 أعمال عنف طائفية تستهدف مسلمي أقلية الروهينجا المحرومة من الجنسية. وفرّ موظفو إغاثة أجانب من راخين الغربية المضطربة هذا الأسبوع بعد أن هاجمت عصابات من البوذيين مكاتبهم في الولاية مع تصاعد التوتر قبل إجراء الإحصاء السكاني. ونقلت وكالة أنباء "أراكان" أن فتاة في الحادية عشرة من عمرها قُتلت برصاصة طائشة عندما فرقت قوات الأمن التي أطلقت أعيرة نارية تحذيرية جموعا كانت تهاجم مبنى للأمم المتحدة في غرب بورما، كما أعلنت الشرطة أمس الجمعة. وأوضح اللفتنانت كولونيل مين أونج، أن "الفتاة قتلت بالرصاص لدى وجودها في منزلها عندما أطلقت قوات الأمن النار لتفريق الناس أمام مستودع لبرنامج الغذاء العالمي"، موضحا أن إطلاق النار لم يسفر عن إصابات أخرى.