بدأ إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم خطبته بوصاية الناس بتقوى الله سبحانه وتعالى وما يناله المتقي من عظيم الأجر وجزيل الثواب، وقال:" في مثل هذا الأيام والليالي تتشرب النفوس وتتوق وتلهج ألسن الناس سراً وجهراً أن يبلغها ربها شهراً أودع فيه من الخيرات والبركات والرحمات ما لا يودعه في غيره، إنه شهر القرآن والفرقان وباب الريان. مستدلاً فضيلته بقوله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) سورة البقرة 185″. وأضاف فضيلة الشيخ سعود الشريم:" إن الأمة الإسلامية على موعد مع كتاب الله في الشهر الذي أنزل فيه القرآن، إنهم على موعد أن ينصتوا له جميعاً بسكينته ووقار وخشوع ليلاً من شغاف قلوبهم ". واستطرد الشريم " إنه القرآن الذي أدهش عتبة بن ربيعة وهو من المشركين فقال عنه: والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة. إنه كتاب الله الكريم الذي من قام ليقرأه فكأنما خاطب الرحمن بالكلم ". ويصف فضيلته عظم هذا القرآن وغفلة الناس عنه فيقول " إنه لو نزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله.. ألا فليت شعري علام تقسوا القلوب أمام كتاب الله، علام يقرأ القرآن أقوام لا يجاوز تراقيهم وعلام يكثر ضحكهم ويقل بكاؤهم، ألم يقرؤوا قول الله (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنتُمْ سَامِدُونَ)". ويوصي فضيلته الناس بالتأهب لشهر الفضيلة والخيرات قائلاً: " واعلموا أن شهر رمضان قاب قوسين أو أدنى فالله الله بالبدار فيه بالعمل الصالح واستقباله استقبال المستبشرين الفرحين بفضل الله ورحمته، لا استقبال المتشائمين المشاغبين الذين لا يرون في الشهر إلا موسم العبث بما يشين ولا يزين وما يخدش الحياء من لهو مقيت". ويذكرنا فضيلته بإخوانٍ لنا روعهم الاقتتال وشردتهم الفتنة المقيتة قائلاً: " إنه شهر تشحذ فيهم الهمم العليِّة للإحساس بإخوان لنا في الدين أثخنتهم الحروب وروعهم الاقتتال، يفترشون الفقر ويتلحفون المسغبة". ويختتم فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم خطبته بقوله:" هلموا بقلوبكم الرحيمة وعواطفكم الرخيمة إلى استقبال شهر الجود بالجود وشهر القرآن بالقرآن وشهر الدعاء بالدعاء وشهر التوبة بالتوبة فإنه قريب الوصول لكنّه سريع الأفول، لن ينتظر كسلاناً ولن يجامل لاهياً شعاره قول النبي صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان إيماناً واحتساباً فقد غفر له ما تقدم من ذنبه )".