أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، المسلمين بتقوى الله – عز وجل – في السر والعلن وابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى، فمن اتقى الله كفاه ووقاه، وعافاه وأغناه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاً تَمُوتُنَّ إِلاً وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام اليوم: إن من ينظر إلى شريعتنا الغراء، يجد أنها تحرص على سمو المسلم إلى أعلى المراتب، بأسنى الشيم والمناقب، ليحقق الازدهار والآمال الكبار، التي تبعث على الإجلال والانبهار؛ وذلك من خلال الحث على فعل الخيرات، والمسارعة إلى اكتساب المكرمات، والدلالة عليها بالرؤى والمبادرات، وجعل ذلك لأهل الإيمان ميزة وخصيصة. وأضاف الدكتور السديس يقول: في هذا الزمان كثر فيه قراصنة العقول، ومروجو الإرهاب الفكري، من خلال بعض القنوات الفضائية والشبكات المعلوماتية لابتزاز عقول الناس، في مآرب أدناس، والمسلم الحصيف الأحوذي، ينشز عن تلك السفاسف والأغاليط التي لا تقتحم إلا عقول الدّهماء والرّعَاع، ولا تتَّطن إلا النفوس العقيمة، والأرواح السقيمة، ولينشغل شباب الأمة بما فيه صلاح أنفسهم وأوطانهم، من خلال الرؤى والمبادرات، التي تكون مدرجة متينة لتأصيل الوعي المزدهر في الأمة، والرأي المحنك الراجح، وتسهم في تقدم الأوطان والمجتمعات. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام: أن العزة المنشودة هي التي تكون وفق ضوابط الدين ورسوخ اليقين، وتتبنّى البناء والتعمير، البناء الفكري والعقدي، والتعمير العمراني والحضاري، وقد أنعم الله تعالى على هذه البلاد المباركة – بلاد الحرمين الشريفين – بقيادة حكيمة تشرُف بخدمتهما ورعايتهما، وتقديم أرقى الخدمات لقاصديهما، كما أنها قدمت مبادرات تاريخية موفقة في مختلف قضايا الأمة الإسلامية بما يحقق وحدة الصف وجمع الكلمة، وقد توجتها برؤية مباركة اقتصادية وثقافية وحضارية عملاقة، مبنية على العقيدة الصافية، والمنطلقات والثوابت الشرعية. وقال الشيخ السديس: إنه تنبلج من هذه الرؤية تباشير الآمال العريضة، والإيجابيات الشامخة الوطيدة، وتجدد لأبناء الأمة في مقوماتها وطموحاتها ومنجزاتها، كما أنها عمقت المكانة التاريخية والاستراتيجية لبلاد الحرمين الشريفين، ولم تغفل العمق العربي والإسلامي، وما يصحب ذلك من برامج نافعة في خدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين، فهي رؤية قادة، وطموح شعب، ووثبة وطن، وأمل أمة، ورسالة عالم، وبهذه الرؤية التاريخية سندلف إلى رُبى النبوغ والكمال، ومقومات السؤدد والإجلال. وفي المدنية المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ حسين آل الشيخ، عن ما تواجهه الأمة الإسلامية من تحديات ومصائب شتى، وما تقاسيه من محن عظمى. وقال فضيلته: إن الإسلام الذي هو عز المسلمين، وأساس فلاح الأمة، رسم للأمة قواعد عظيمة تنظم حياة الناس وتصلح الأحوال، وتحفظ المجتمعات وتوحد الصف، قال جل من قائل: ﴿والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾، فمتى عملت الأمة بما جاء في هذه السورة هدت ورشدت؛ فهي قد تضمنت أصول النجاة، وقواعد السلامة في الدنيا والآخرة. وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي: أن ما جاء في السورة هو إيضاح للمنهج الصحيح الذي يجب على المجتمع المسلم أن يسير على ضوئه بمستوياته كافة، مبيناً أن على المسلمين أن يتواصوا بالخير والهدى، والتعاون على البر والتقوى في مصالح الدين والدنيا قال تعالى: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى﴾. وقال فضيلته: إن على المسلمين أن يستلهموا رشدهم وصلاحهم في مجتمعاتهم بقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: (الدين النصيحة قالها ثلاثاً، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). وبيّن أنه لا خير في أمة لا تتناصح ولا تتحاور، وتتناقش حول ما يصلح أحوالها، قال جرير بن عبدالله بايعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم). وأضاف: أن في إرشادات هذا المنهج ما يوجب على الرعية التلاحم والتعاون مع ولي الأمر فيما يحقق خيري الدنيا والآخرة، مع بذل النصيحة الصادقة والدعاء الخالص، والحرص على كل ما يوحد الصف، ويجمع الكلمة، ويؤلف القلوب قال – صلى الله عليه وسلم -: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم). وأشار فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ إلى أن في دلالات المنهج الذي رسمته هذه السورة ما يفرض على أبناء المجتمع، وخاصةً حملة الأقلام وأصحاب الإعلام حفظ مكانة العلماء، ومعرفة مكانتهم وصيانة حقوقهم. ومضى فضيلته يقول: إن في سياق منهج التواصي بالحق ما يوجب على شباب الأمة البعد عن الاجتهادات الخاصة التي تمهد للعدو عدوانه، وتعطيه الذريعة لتحقيق مآربه، موضحاً أن على المجتمعات الإسلامية العمل بشريعة الإسلام، والتعاون على البر والتقوى، والحرص على طاعة الله جل وعلا. وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي: أن من مميزات المسلمين حسن النوايا، ومن خصائصهم حمل الناس على الخير، مبيناً أن ليس كل من نصح فأخطأ في الأسلوب يُعد حاقداً، فعلى المسلمين التمسك بالإسلام وتطبيق شريعة الإسلام في كل مناحي الحياة، منوهاً إلى أن الواجب على علماء الأمة الدعوة إلى لم صف الأمة، وجمع كلمتها، ووجوب نصرة الضعيف.