حصلت (تواصل) من مصدر خاص على نص الرسالة التي قام بكتابتها علاء وجمال مبارك نجلي الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية محمد حسني مبارك، والتي قاما فيها الشقيقان بتحريض السلطان قابوس سلطان عمان على المجلس العسكري المصري، واتهما الإعلام المصري بتلفيق الاتهامات لهما، كما استنجدا فيها بالعالم الخارجي لانقاذهما من السجن. وتأتي التفاصيل حينما تم العثور على رسالة موجهة من علاء وجمال مبارك للدكتور عمر الزواوي أحد أبرز رجال الأعمال العمانيين، والذي يعمل كمستشار مقرب من السلطان قابوس، قالا فيها أنهما يتعرضان لتلفيق الاتهامات ويواجهان حملة إعلامية زعما أنها تجري للتلاعب بالعملية القضائية ضدهما، وقد حاولا الأخوان الدفاع عن والدهما واصفين الأدلة المقدمة ضده ( بالمهذلة)، وحملت الرسالة عبارات تحريض واضحة دعا الشقيقان فيها العالم للتدخل. وحسب الخطاب فإن علاء وجمال قالا فى خطابهما للزواوى "أنهما يتعرضان لسلسلة من التحقيقات المسيسة، التى تستهدف تلطيخ سمعة عائلتهما"، وحسب عبارات الخطاب "مصر تمر بمرحلة حرجة فى تاريخها الحديث، فالشعارات والرؤية المعلنة هى الاستجابة للمزيد من الحريات وحقوق الإنسان والكرامة للجميع، لكن ما رأيناه عبر الشهور القليلة الماضية يسير عكس هذه الأهداف النبيلة". ويضيف خطاب علاء وجمال مبارك قائلا "وسائل الإعلام كلها موجهة ضدنا والتحقيقات التى تجرى معنا ومع غيرنا كلها فاسدة والاتهامات الموجهة لنا كلها مفبركة، ولا يمكننا الاستعانة بأى محامين للدفاع عنا". "عبر الشهور الثلاث الأخيرة – يقول خطاب علاء وجمال –نتعرض لحملة إعلامية منظمة تقودها وسائل الإعلام الحكومية وتقوم على تسريب تفاصيل مزورة عن التحقيقات، التى تجرى معنا وهذه الحملة تتواصل بدون رحمة وهدفها تشويه سمعتنا ونشر الأكاذيب عن تهم مفبركة عنا من غير السماح لنا بأى مساحة للرد عليها. كما امتدت الحملة لنشر الأكاذيب عن أى محامى يحاول الانضمام لفريق الدفاع عنا". واعتبر علاء وجمال مبارك أن هذه الحملة هدفها أرضاء الشارع والغوغاء، لذلك فإن التلاعب فى العملية القضائية هدفه إرضاء الغوغاء، وذلك هو الجانب المجهول، الذى لا يعرف العالم الخارجى شيئا عنه وعما يجرى فى مصر فى الشهور الثلاثة الأخيرة. ويضيف الخطاب: "لقد أجبرت المظاهرات والغوغاء فى الشارع السلطات على أصدار أوامر بمنعنا من السفر، وبعد ذلك قامت أجهزة إعلام الدولة بشحن الغوغاء من أجل أستصدارأمر بأعتقالنا وتم الأستجابة لذلك". وأضاف الخطاب: "وفى النهاية وقبل مظاهرة كانت تنوى المطالبة بمحاكمتنا قامت السلطات بالإسراع بالتحقيق معنا وفبركت التهم ضدنا وفى أقل من 24 ساعة تم تحويلنا للمحاكمة وتم إعلامنا بالقدوم للمحاكمة فى 3 أغسطس. لقد كانت تلك هى أم الاستجابات التى قدمتها السلطات للغوغاء وكلها تتعلق بتهم مفبركة ضد حسنى مبارك ونجليه". ويقول خطاب علاء وجمال: "إن إحدى هذه التهم هى اتهام مبارك بإصدار أوامر بقتل المتظاهرين ومن لديه ذرة من عقل أن يصدق أن حسنى مبارك بتاريخه فى الدفاع عن كرامة المصريين أن يفكر مجرد تفكير بارتكاب تلك الجريمة. فى الواقع إن ما فعله حسنى مبارك هو أنه قرر التنحى لكى يمنع أى تصاعد فى أعمال العنف. إن محاكمته سوف تكون مسخرة". ويقول علاء وجمال فى خطابهما "إن جماعة الإخوان المسلمين هى التى تقف وراء ذلك. وعلى العالم أن يعرف أن هذه المحاكمة سوف تخلو من أى سبب من أسباب العدالة والحقيقة أن الحكم ضدنا قد صدر بالفعل قبل منذ ثمانية أسابيع على لسان مسئول كبير بمجلس الوزراء، وكان نائبا عاما سابقا فى عصر والدنا وهو وزير العدل فى "مصر الجديدة" الآن. والشىء الصاعق أنه لم يوجه أحد على الاطلاق أى انتقاد لهذا الخرق الفاضح للقانون وللنظام القضائى لا من داخل الحكومة ولا من وسائل الاعلام الحكومية المأجورة. لاأحد يجرؤ على الحديث عن السيناريو الموضوع مسبقا بعناية. ويعتقد علاء وجمال مبارك فى خطابهما للزواوى مستشار سلطان عمان أن جماعة الاخوان المسلمين أقتنصت اللحظة مع حكومة ضعيفة تستجيب للغوغاء مع غياب لأى قيادة ووسائل إعلام حكومية وشنوا هجوما علينا وأغتابوا مبارك . لقد شاهدنا فى المعتقل الذي نقيم فيه عددا من الوزراء السابقين ممن تعرضوا لأحكام فى تهم تثير الفزع. وكل هم السلطات هو ادانة المسئولين السابقين لارضاء الغوغاء والمحاكم تستجيب لذلك. أن على العالم الخارجى أن يعلم مالذى يدور فى مصر وأن مبارك وعائلته تدفع الثمن لكل هذه الغوغائية. وفى النهاية استحث كل من علاء وجمال مبارك المستشار عمر الزواوى استخدام مكانته العالمية لالقاء الضوء على مايحدث فى "مصر الجديدة" وأن يعلم الغرب أن هذه ليست مصر الجديدة التى يتطلع إليها وليست تلك مصر التى نتمنى أن تكون عليه. أنتهى خطاب نجلى مبارك "علاء وجمال" الذى نشره الصحفى أرنولد بورشجراف – الذي كان مراسلا فى السابق فى القاهرة – وهو كبير المحررين فى وكالة يونايتد انترناشيونال برس الأمريكية ومقرها واشنطن. ويرى مراقبون أن هذه الرسالة هي بمثابة المثل المصري المعروف ( عليا وعلى أعدائي) بمعنى أن استنجاد نجلي مبارك بقوى خارجية يهدف لإشاعة الفوضى داخل مصر، وذلك بعد فضح تجاوزاتهما وإثبات تورطهما في قضايا فساد ومثولهما الآن بين يدي القضاء كمتهمين بعد أن كانا بالأمس القريب ابني رئيس الدولة.