أكد مؤتمر "تحقيق الاجتماع وترك التحزب والافتراق واجب شرعي ومطلب وطني" أن لزوم الجماعة أصل عظيم من أصول الإسلام، مبيناً أن الجماعة؛ هم الذين تمسكوا بهدي النبي وأصحابه في العلم والعمل، وتمسكوا بجماعة المسلمين وإمامهم، ولم ينزعوا يداً من طاعة لمن وجبت طاعته، خلافاً لأهل الأهواء والبدع من الخوارج وغيرهم. وأوصى المؤتمر، الذي اختتم أعماله بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، اليوم، بأنه "لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة، إذ إن طاعة ولي الأمر لها مقاصد ومصالح عظيمة في الشريعة الإسلامية، بها تنتظم أحوال الأمة وتعتدل شؤونها ويستقيم أمرها". وعبّر المؤتمر في توصياته عن تأييده للمنهج الشرعي الذي تقوم عليه المملكة وتطبيقها للكتاب والسنة في جميع أنظمتها وقراراتها وإجراءاتها للحفاظ على تماسك الجماعة ونبذ الفرقة والتحزب والتطرف ومحاربة الإرهاب، وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن وتقديمهم للقضاء، وإنفاذ الأحكام القضائية فيهم. وأشاد بالجهود العظيمة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لتحقيق الاجتماع ووحدة الصف وجمع الكلمة، ومن ذلك تكوين التحالف العربي والتحالف العسكري الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة الأخطار المحدقة بالعالمين العربي والإسلامي. وأوصى المؤتمر العلماء والدعاة وطلاب العلم بإرشاد الناس وتوجيه الشباب إلى أهمية اجتماع الكلمة وخطورة الافتراق والتحزب، كما أكد أهمية محافظة الأسرة على أبنائها لتلافي تورطهم في جماعات منحرفة أو إرهابية. كما أوصى المؤتمر بالتركيز على تحقيق الاجتماع، ونشر ثقافته في المجتمعات الإسلامية، في إطار الضوابط الشرعية، عن طريق المساجد، والمؤسسات التعليمية والتربوية، والجمعيات الخيرية والدعوية، وحذر من أسباب مفارقة الجماعة، وصرفها عن حقيقتها ومنها؛ وجود الأحزاب والتنظيمات السرية. حظي المؤتمر بقبول واهتمام كبيرين من العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين من داخل المملكة وخارجها، واستعرض على مدار يومين 277 بحثاً، تم تحكيمها علمياً، واجتاز التحكيم منها 67 بحثاً، تناولت الموضوعات المندرجة تحت محاور المؤتمر، وتم إلقاء ملخصاتها في 9 جلسات علمية.