طالب وزير الداخلية الفرنسي كلود جيون قوات الأمن والشرطة باستخدام أسلوب الإقناع والابتعاد عن أسلوب الإجبار والقسر عند تطبيق قانون منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة في البلاد وذلك عند دخوله حيذ التنفيذ اعتبارا من 11 أبريل الحالي. وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن جيون وقع منشورا تم توزيعه على جميع الأقسام ومديريات الأمن للبدء في تطبيق قانون منع النقاب في الأماكن العامة الصادر في 11 أكتوبر 2010م مع التشديد على ضرورة انتهاج أسلوب الإقناع خاصة عند مطالبة المنقبة بإظهار وجهها للتحقق من هويتها لاسيما في الضواحي الحساسة التي يتكاثر فيها المسلمون من المغرب العربي وأفريقيا جنوب الصحراء وتركيا. ويطالب المنشور رجال الأمن , عند تطبيق القانون , بعدم إجبار المنقبة على كشف وجهها واللجوء لأسلوب الإقناع باطلاعها على تداعيات رفضها الانصياع لقانون الدولة التي تعيش على أراضيها سواء كانت فرنسية الجنسية أو أجنبية. يشار إلى أن وزارة الداخلية تقدر عدد المنقبات في فرنسا بنحو 2000 فقط من إجمالي 8 ملايين مسلم يعيشون في فرنسا. ويشدد منشور وزارة الداخلية الفرنسية على أنه في حال تم اقتياد المنقبة إلى قسم الشرطة فإنه يستوجب مواصلة انتهاج أسلوب الإقناع على أن تتولى شرطية مهمة الكشف عن وجه المنقبة للتأكد من مطابقة وجهها لبطاقة هويتها في حال طالبت المنقبة بذلك , ونبه على ألا تزيد مدة احتجاز المنقبة خلال عملية التحقق من هويتها عن 4 ساعات على أن يتم في نهايتها إبلاغ النائب العام في حال أصرت المنقبة على مخالفة القانون. يشار إلى أن قانون منع النقاب في فرنسا سيطبق فقط على الأماكن العامة مثل المصالح الحكومية ودور السينما والمطاعم ومحطات السكك الحديدية والنقل الجماعي والمدارس. أما الأماكن الخاصة مثل المساجد والمنازل والشركات الخاصة أو حتى السيارات فلن يطبق عليها طالما لم تكن المنقبة هي التي تتولى قيادة السيارة. يذكر أن قانون منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة يندرج في إطار الحفاظ على علمانية الدولة الفرنسية بموجب قانون عام 1905م الذي فصل تماما بين الدولة والكنيسة لدرجة أنه أصبح يحظر منذ هذا التاريخ على رئيس الجمهورية بدء أي نشاط مسبوق بعبارة باسم الله. وينص قانون حظر النقاب في الأماكن العامة على معاقبة المرأة التي ترتدي النقاب بغرامة تصل إلى 150 يورو، وهى عقوبة مخففة جدا مقارنة بالعقوبة المفروضة على من يجبر امرأة على إخفاء وجهها , بالسجن عاما وغرامة 30 ألف يورو.