كتبت تغريدة في موقع تويتر قبل بضعت أيام ، ظننت في البداية أنها تغريدة اعتيادية ، لكن ثوان فقط و إذا بسيل من الردود مع إعادة ما كتبت ( رتويت ) ، و أسئلة كثيرة على الخاص سببها تلك التغريدة . تذكرت حينها دورة تدريبية حضرتها عام 1427ه ( 2007م ) عن الإدارة المالية للفرد ، و منذ تلك الدورة التدريبية و أنا أعمل جاهداً على ما استفدته منها . تقول الدراسات أن راتب الموظف ينبغي أن يقسم على النحو التالي : 30 % للأكل و الشرب و الترفيه 50 % للأقساط الدورية و الإيجارات 10 % إدخار للمستقبل 5 % لتطوير الذات 5 % لحالات الطوارئ في الحياة اليومية إن كان ذلك كله كلام نظري فقط ، فالواقع قد يختلف من فترة لأخرى ، و يختلف أيضا باختلاف الظروف المادية لكل فرد . أما المدرب في اللقاء التدريبي الذي حضرته كان له لفتة رائعة عن الكلام النظري المكتوب في الكتب الغربية ، فقد أضاف لنا بندين آخرين هما : بند الصدقة و أيضا ما يكون مخصصا للوالدين شهرياً . فكان للصدقة 2 % كمثال فقط ، و للوالدين 3 % ، مع التقليل من البنود الأساسية بحسب ظروف الشخص . فمن باب التوضيح أكثر لو كان هناك موظفا ً راتبه ( 5000 ريال ) سيكون التقسيم على النحو التالي : ( 2500 ريال ) للأقساط و الإيجار بنسبة 50 % ، و ( 1350 ريال ) للأكل و الشرب و الترفيه بنسبة 27 % ، و ( 450 ريال ) لإدخار المستقبل بنسبة 9 % ، و ( 250 ريال ) للطوارئ بنسبة 5 % ، و ( 200 ريال ) لتطوير الذات بنسبة 4 % ، و ( 100 ريال ) للصدقة بنسبة 2 % ، و ( 150 ريال ) بنسبة 3 % للوالدين إما بهدية أو أي أمر تراه مناسب لهما . تلمست أن هناك مشكلة في الكثير ، فهم لا يديرون الجوانب المالية بحياتهم ، و قس على ذلك للأسر المحتاجة أيضا ً ، فعند التدقيق تجد أن الأسر المحتاجة مصابة بهذا الداء ، مع إيماني و قناعتي بقلة مواردهم المالية ، في ظل الارتفاع المخيف للأسعار ، لكنهم في أمس الحاجة بزيادة الوعي المالي و الإدارة المالية الصحيحة أكثر من غيرهم ، فقلتها لديهم تجبرهم على ذلك . بعض المفاهيم الخاطئة المترسبة في المجتمع هي جزء أساسي في بعثرة الجهود المالية ، فمفهوم الكرم الخاطئ و الذي يصل بالأمر إلى التبذير في المناسبات أو الحفلات أو في أمور الحياة الاعتيادية و التي ترهق صاحب المال أي كان هو ، كل ذلك في إطار عادات بالية ، فتجد الصور و المقاطع لأصناف من المأكولات في أي مناسبة ما ، و تظن أنها لقبيلة كاملة ، بينما تتفاجأ أنها لشخص أو شخصين فقط . فثقافة " الهياط " عند البعض متجذرة ، فكل سنة لابد من صرعة اقتناء جهاز هاتف " جوال " جديد ، و أحدث الماركات الموسمية من ملابس و غيرها سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً . و لا أخفيكم دهشتي عندما سمعتها تقول عن إحداهن : تشتري شيئا بتلك القيمة ، لا لحاجتها لهذا الشيء ، و إنما لتقوم بتصويره ، و وضعه في مواقع التواصل الاجتماعي " سناب شات و انستقرام " ، ثم تركنه جانباً بعد إشباع غريزتها " الهياطية " ، فالبعض لديه من " الهياط " لو وزع على أهل بلده لكفاهم . قال الطائر الأزرق : هناك مبادرة رائعة من إحدى المؤسسات المانحة لزيادة الوعي المالي ببرنامج عملي متكامل تحت مسمى ( برنامج الوعي المالي "ريالي" ) لتدريب الشباب و الشابات على ذلك ، و لم ينسوا الصغار في مراحل التعليم المبكرة ، فهم يحتاجون دعم إعلامي لانتشار مبادرتهم الرائعة . و أيضاً يعجبني ما تقوم به بعض الأسر من تربية الأبناء منذ الصغر على الإدارة المالية الصحيحة و إن كانت في إطار مبسط لهم ، بالصدقة و الإدخار مثلا ، مع الحرص على تنسيق أمورهم المالية ولو كانت بضع ريالات يومية . فلمثل هذه المبادرات نربي أنفسنا و نغرسها في الأجيال ، ليكون لدينا الوعي اللازم لإدارة مواردنا المالية إدارة صحيحة .