رغم كثرة عشاق القهوة ومدمني تناولها؛ إلا أن أغلبهم لا يدركون مدى تأثير هذا المشروب على الجسم بأكمله، بدءاً من الدم، وحتى العينين بعد دقائق من تناوله. ويمر الجسم بحالة من التغيرات الحيوية والإيجابية بعد دقائق من ارتشاف القهوة، وهي تغيرات مذهلة تظهر على النحو التالي: – المخ: إذا كنت قد اقتربت من الموعد النهائي لتسليم مشروع ما، وتعاني من صعوبة التركيز فإن فنجاناً من القهوة هو حلك السريع، لأن الكافيين منشط ويعمل على تحفيز الأداء العقلي، ويعزز القدرة على التركيز، حيث يقوم بإرسال مواد كيميائية من خلال الشبكات العصبية بطريقة سريعة بحسب مارك ليفي اختصاصي الأعصاب بمركز ميرسي الطبي في بالتيمور. ويضيف "ليفي" أن العقل يصبح أكثر قدرة على التفاعل مع هذه الرسائل الكيميائية خصوصاً حين تستهلك القهوة باعتدال، مشيراً إلى أن للقهوة ميزة في تحفيز التنبيه العقلي خلال 30 دقيقة، وتدوم لساعات بعدها. وبطبيعة الحال، المفتاح هو الاعتدال فالكثير من الكافيين يؤثر سلباً على النظام العصبي، ويحد من القدرة على التركيز، وبدلاً من الشعور بالتيقظ تتحول لشخص متعب خائر القوى. -العينان: في الوقت الذي يشغل فيه الكافيين الجهاز العصبي، ويحفز وظيفته في تنظيم نشاطات الجسم خلال حالات عدم التركيز، فإن القهوة تحفز المستقبلات في الدماغ التي تأمر الجسم لتزيد من سرعة إنتاج الأدرينالين أكثر، وهذا يعني أن من يشرب القهوة يحصل على نظر أكثر حدة، ويتمتع برؤية أفضل سيما أن الجسم يكون في حالة تأهب. -الأسنان: على الرغم من التصبغ الذي تضيفه القهوة للون الأسنان، لكنها تعمل على إصلاح يومي في الفم، من خلال احتوائها على البوليفينول، وهي مغذيات دقيقة أثبتت فعاليتها في القضاء على البلاك الفموي والبكتيريا. فالقهوة سلاح ذو حدين، فحين يقوم البوليفينول بإذابة البلاك فإن الحليب والسكر يصلان بسهولة للمناطق العميقة للأسنان، وهذا يسبب التسوس في النهاية. بمعنى آخر أنه طالما تناولت القهوة فإنك تحمي الأسنان، وإلا فإنك تجعلها عرضة للتسوس حين تتناول الحليب والسكر والشاي وأي مشروب آخر. -القلب: هناك مبرر لشرب جرعة من الإسبرسو بعد وجبة دسمة، فبحسب ليفي فإن "الكافيين يزيد حساسية المسارات العصبية والنبضات الكهربائية المسؤولة في نظام القلب والأوعية الدموية، والتي تمر عبر الجسم بسهولة أكبر. ونتيجة لهذا فإنه بعد مضي 15 دقيقة من شرب كوب القهوة يرتفع نبض وضغط الدم من10- 15% في المتوسط. ويختلف هذا المعدل بحسب حالة الفرد بين الوزن والكتلة العامة للجسم، ومدى تعود الشخص على شرب القهوة وكمية الطعام التي يتناولها وحتى لمن يشرب الكحول. ويوضح "ليفي" أن استهلاك كوبين يومياً ليس خطراً لمعظم الناس، ولكن الزيادة في مثل هذه الكمية يتحول لمشكلة في حالة كان صاحبها يعاني من أمراض للقلب، أو ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام دقات القلب، خصوصاً وأن الكافيين يزيد من معدل نشاط القلب والأوعية الدموية بقدر ما يمكن أن يسبب أزمة. -المعدة: شرب القهوة بعد أي وجبة أمر مفيد لأنها تشغل المستقبلات في المعدة، وهذا يعني تحفيز إفرازات المعدة بنسبة 10-15%، وهي زيادة ذات مغزى لأنها تساعد على هضم الوجبات بسبب قيامها برفع الحموضة في المعدة. أما الوجه الآخر للقهوة في المعدة فهي تسبب لها الحرقة، وقد تؤدي إلى تشنجات محتملة، حيث يعمل الكافيين على إراحة مجموعة العضلات التي تقع في قاعدة المريء والذي يعمل كبوابة للحفاظ على الطعام من الدخول إلى القصبة الهوائية، ونتيجة لهذا يمكن أن تعود محتويات المعدة إلى المريء، إن شربت القهوة بكثرة. -الأمعاء: الكافيين يحفز الأمعاء على العمل وتسريع عملية طرح الفضلات من خلال دفعها للعمل بشكل أسرع. وهنا فإن الكافيين قد يؤثر على من يعاني من متلازمة الأمعاء؛ لذا وجب الحذر والابتعاد عن القهوة في هذه الحالة. -المثانة: القهوة مدرة للبول، وتؤثر على أنابيب الكليتين، وتحفزها لإرسال المزيد من الماء ما يعزز كمية النتاج البولي، كما أن القهوة تحتوي على مركبات أخرى غير الكافيين محفزة مثل: الستيرويد، وتثير فيسيولوجيا الأمعاء والمثانة.