القهوة، واحدة من أكثر المشروبات استهلاكاً بالعالم العربي، لذلك حذر باحثون أمريكيون من أن تناول 4 أكواب قهوة أو أكثر في اليوم يزيد خطر الوفاة بنسبة 50% لدى الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 55 سنة. وقال باحثون من قسم أمراض القلب الوعائية في مركز "أوشسنير" الطبي في نيو أورلينز إن الدراسة الأخيرة حول شرب القهوة وجدت أن 60% من الراشدين الأمريكيين يتناولون القهوة يومياً، ويستهلكون ما معدله 3 أكواب يومياً. وشملت الدراسة 43727 مشاركاً، بينهم 33900 رجل و9872 امرأة، وخلال فترة المتابعة، سجلت 2512 حالة وفاة، 87 % منهم رجال و12 % نساء، 32 % منها ناتجة عن أمراض قلب وعائية. ومن جهة أخرى، وصل باحثون أمريكيون إلى أن الكافيين قد يعمل كمضاد خفيف للاكتئاب، وذلك عبر قيامه بتحفيز الهرمونات المسؤولة عن المزاج وإشارات كيميائية أخرى في الدماغ، ولكنهم لفتوا إلى أن تناول أكثر من أربعمائة مليجرام من الكافيين يوميا لن يحدث على الأرجح فائدة إضافية في تحسين المزاج. وأجرى الدراسة فريق بحثي من كلية الصحة العامة في جامعة هارفرد، ونشرت في المجلة العالمية للطب النفسي الحيوي، وقاموا بدراسة بيانات 208424 شخصاً، وتابعوا معدلات الانتحار لديهم خلال فترة امتدت من عام 1988 وحتى 2008. وسجلت خلال فترة الدراسة 277 حالة انتحار، وكان 70% إلى 80% من المشاركين يشربون القهوة، ووجد الباحثون أن الذين شربوا كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة يومياً كانوا أقل عرضة للانتحار بنسبة 45%، مقارنة بأولئك الذين شربوا أقل من كوب واحد. أما أولئك الذين استهلكوا أكثر من أربعة أكواب يومياً فقد كانوا أقل عرضة للانتحار بنسبة 53%، ولكن الباحثين لفتوا إلى أنه في حال كان الشخص المصاب بالاكتئاب يشرب القهوة بالفعل، فإن زيادة مأخوذة منها لن يحدث أي تغيير في اكتئابه أو يحسن مزاجه على الأرجح. وكتب البروفيسور ألبرتو أسيشهيريو وزملاؤه في الفريق البحثي أن النتائج تشير إلى أن هناك القليل من الفائدة الإضافية لاستهلاك أكثر من كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة، أو أربعمائة مليجرام من الكافيين يوميا. وكانت أبحاث سابقة قد أظهرت أن الكافيين يمكن أن يزيد من تأثير الناقلات العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين، والتي تؤثر على العواطف. كما أكدت دراسة تجريبية، أن استهلاك القهوة يمكن أن يقلل من الالتهابات المزمنة، بل يزيد مستويات الكولسترول النافع، وتؤكد أنها ستستمتع بقهوتها في الأيام القادمة أكثر مما كانت تفعل في السابق. وفي سياق متصل، أشارت إحدى الدراسات إلى وجود مادة الكافيين بالقهوة، التي تنشط الجهاز العصبي وتساعد على مقاومة النعاس وتحدّ من الشهية المفرطة، لذلك فهي تفيد في خسارة الوزن، كما أن الكافيين يقلل من ألم العضلات أثناء ممارسة التمارين الرياضية؛ لأنه يقوي من انقباضها ويحفز عملية توفير الطاقة لها. وهناك تباين في ردود الفعل تجاه الكافيين من قبل الأشخاص، حيث يتحسس البعض من الكافيين أكثر من غيرهم، وذلك ناتج عن الاختلافات الجينية، ويعتبر الكافيين جرعة سامة عند تناول 10 جرامات منه، أي ما يعادل 100 كوب من القهوة في اليوم. كما أن القهوة غنية بالمواد المضادة للأكسدة التي تحد من المواد الضارة (الجذور الحرة) المسببة للأورام السرطانية والتي تضعف المناعة وتتسبب في الإصابة بأمراض القلب والشرايين. وعن زيادة حساسية الجسم للأنسولين، فالأنسولين سيعمل بكفاءة أكثر في تخفيض السكر عند تناول القهوة، وهذا مهم لمرضى السكري من النوع الثاني والذين يشكون من السمنة. كما أنها تعمل على التقليل من إنزيمات الكبد، إذ تقي القهوة من تليف الكبد وتسرطنه، وتقوم بخفض خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، وتعمل على تأثيرات إيجابية على أمراض كثيرة أخرى كالشلل الرعاش الباركنسون. كما أن إضافة الهيل أو بعض المنكهات الأخرى كالزنجبيل أو القرفة والقرنفل أو الزعفران تزيد من الفوائد الصحية للقهوة العربية وتكسبها طعماً ونكهة مميزة ولذيذة.