كتب الشاعر الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي قصيدة جديدة، تبكي خمول وضعف الأمة بعد اقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى المبارك، وجريان دماءها أشلاء في أكثر من بقعة. وجاءت القصيدة كالتالي: أين أنتم أيها العرب على الأسرّةِ أنتم أيها العربُ ونحن في وهج الأحداث نلتهبُ على الأسرّة أنتم تنظرون إلى مأساة شعب بها الشّاشاتُ تَصْطخب شاشاتكم لم تزل تروي لكم خبراً عن طفلةٍ قُتلتْ عن ظالمٍ يَثِبُ عن ألف طفلٍ يتيم في مدامعه تَساؤلٌ أين منا الأم أين أبُ؟؟ عن أُسرة هدم الصاروخُ منزلَها فكل زاوية في الدار تنتحب عن ألفِ ألفِ قتيلٍ في مصارعهم أدَلّةٌ لم يُلامسْ قولَها الكذبُ شكرا لكم حين تابعتم مجازرَنا على الأثير وقد ضاقت بنا الكُرَبُ شكرا لأن المآسي لا تفارقكم أخبارُها فالمآسي بحرُها لَجِبُ لا تغضبوا إن قطعنا حبل راحتكم أمام شاشاتكم فالظالمُ السببُ باراكُ أشعل نار الحرب فاحترقت جميعُ أوراقِ من قالوا ومن كتبوا قولوا لواسعةِ الشِّدْقَيْنِ تَزجرُه فربّما يزجرُ المستعصيَ النّسَبُ أخبارنا أزعجتْكم فهي داميةٌ تبكي العيون لها والقلب َينشعِبُ لو استطعنا كتمنا نارَ حسرتِنا عنكم، ولو نالنا من كتمها العطبُ لكنها قنوات القوم تخبركم عن حالنا فعليها اللومُ والعتَبُ أمَا فتحتم لها الأبوابَ مُشرَعةً تجري إليكم بما يشقى به الأدب؟ تُقدّم الخبرَ الدّامي مُراسلةٌ بدا لكم صدرُها والسّاقُ والرُّكَبُ؟! لا تقلقوا فالمآسي قُوْتُها دَمُنا ولحمُنا فاسمعوا الأخبار واحتسبوا وإن قسا منظرُ الأحداث فانصرفوا إلى قناةٍ من الأفلام وانسحبوا هم ينقلون لكم مأساةَ مَقْدِسنا وبعدها تُعرَض الأفلامُ والطَرَبُ تشابهت صور المأساة في زمنٍ شمسُ المروءاتِ عن عينيه تحتجبُ على الأسرّة أنتم يا أحبَّتنا يا خيرَ من أنكروا يا خيرَ من شجَبوا يا خيرَ من أسندوا ظهرَ الخضوع على وسائدِ الذّلِّ يا نِبْراسَ من هربوا نعم بذلتم لنا مالاً ونشكركم لكنه وحدَه لا يَنفعُ الذّهبُ في مُقلةِ الظلم مالا تبصرون وقد أراكم الظُّلمُ ليلاً مالَه شُهُبُ عذراً إذا أقسمتْ أشلاؤنا قسماً بأنكم لم تكونوا مثلما يَجبُ كأنّكم في مجال العصر ذاكرةٌ مثقوبةٌ وَعْيُها بالعصر مُضطرِبُ عذراً لكم أيها الأحبابُ إنْ صرختْ جراحُنا: أين أنتم أيها العربُ؟! د.عبدالرحمن العشماوي