بسم الله الرحمن الرحيم بعض من يسمى بالمثقف أو يسمي نفسه أو يعتقد أنه كذلك يصوم وهذا لا ريب من الإيمان…. لكن ألم يحمله صيامه وطاعته لربه على التساؤل: لماذا يقع في أعراض الدعاة إلى الله على طول الخط ولا يعرف لهم فضلاً؟ أليس صيامه إيماناً بالله وبكل ما فرض وأوجب وأمر ونهى، والدعوة إلى الله فرض وواجب على كل مسلم يقوم به الدعاة إلى الله فخففوا عني وحملوه؟ أفلا يجب علي شكرهم والثناء عليهم؟ لماذا أجاهر بأني أشاهد ما حرمه الله من مسلسلات تعرض فيها النساء، وتقوم فيها علاقات بين ممثلين وممثلات مما حرمه الله، ولا أرضاه أبداً لقريباتي.. أليس صيامه لله الذي أمر بالصوم، وأمر بغض البصر، وبإنكار المنكر، وحجاب وستر النساء، وحرم ما يقوم به أهل التمثيل من استهانة وتدنيس للعرض؟ لماذا يمدح الكاتب الفلاني الذي تمتلئ كتبه بتنقص دين الإسلام طعناً في أحكامه، وإباحة للعلاقات المحرمة في رواياته ومقالاته.. وتشكيكاً في الغيب والبعث والجنة والنار.. وتمتلئ بالعبارات الزائغة والصور الفاجرة؟ والصوم الذي يصومه هذا المثقف هو استجابة لله الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر وهؤلاء الكتاب الذين يمدحهم هنا وهناك هم أنصار الفحشاء والمنكر؟ لماذا يعرض بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ويغمزهم هنا وهناك وهم يقومون بأمر الله الذي أمره بالصيام فصام.. أم أن الصيام شيء منفصل عن باقي الأحكام والآداب والقيم التي جاءت في القرآن والسنة.. وأن من حقه أن يصوم عن الأكل والشرب والجماع نهار رمضان، ثم يكون من حقه في الوقت نفسه أن يخوض مع الخائضين دون محاسبة للنفس ومعرفة موقع ذلك كله من دينه الذي أمره بالصيام فاستجاب.. وأمره بغض البصر وحفظ اللسان من الوقوع في الدعاة إلى الله والآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، وحفظه من الثناء على أعداء الله من كتاب وممثلين وشعراء، ومدح ما يقومون به ونشر شرهم، وإعانتهم في رسالتهم المنافية لحقيقة الصيام الذي يصومه.. وأخيراً، أين أثر عقيدة الصيام التي يرجو بها وجه الله في كتاباته وآرائه ومنشوراته وتغريداته وربما في كتبه – إذا كان له كتب – فلا نجد فيها دعماً للحياة التي تنطلق منها عقيدة الصيام؟ السؤال: هل صيام هذا عبادة أم عادة؟ هل صيامه متسق مع ما يقوم به؟ وهل هذا المثقف عارف بحقيقة حاله؟ الثقافة معرفة ووعي، فأين وعيه بهذا التناقض بين عقيدة الصيام ومواقفه وآرائه المناقضة لعقيدة الصيام؟ علي التمني أبها الجمعة 23/9/1436