(يا عرب أين أنتم منّا؟ يا مسلمون هل أنتم نائمون؟)، طلقات وليست كلمات، قالتها طفلة سورية لا يتعدي عمرها 4 سنوات في أحد مخيمات اللاجئين في لبنان، موجهة إياها إلى الأمتين العربية والإسلامية، ومنفعلة مع الأحرف والكلمات، لأنها ممن عايشوا الحدث، تشردت عن بلدها، تغربت عن أهلها، جاعت فلم تجد ما يسد جوعها، بردت في مسكنها (خيمة) نصبت كي تكون سكناً لها ولذويها. الطفلة السورية أطلقت سهامها ملوحة بيدها، قائلة: "يا عرب يا مسلمون ألم تفيقوا بعد، يا عرب يا مسلمون هل يرضيكم ما يفعله بشار بنا، قتل شعبنا ودمر بلدنا وشرد أهلنا"، وتهكمت من السلبية واللامبالاة التي ظهر بها المجتمعين الإسلامي والعربي اتجاه قضيتها بالقول: "يا عرب يا مسلمون نحن أطفال سوريا بلغنا الدنيا صراخاً، وبلغت صرخاتنا للسماء لكنها لم تبلغ آذانكم بعد!". وتساءلت الطفلة التي احتشد الأطفال والكبار لسماع كلماتها متهكمة: "يا عرب يا مسلمون هل أخبركم ماذا فعل بشار بي؟ أبعدني عن بلدي وطردني من بيتي واقتلعني من سرير نومي، سرق مني أحلامي وحرمني أمني وأماني". وأنهت الطفلة السورية كلمتها التي هي أكبر من سنها: "يا عرب يا مسلمون هكذا أوصاكم الرسول الكريم؟ يا عرب يا مسلمون لقد خذلتمونا، ولكن اعلموا أن الله معنا".