كشفت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن رصدها تجاوزات في آلية إدخال بعض المواطنين والمقيمين المصاحف إلى المساجد من باب جعلها وقفاً لأقربائهم المتوفين. وأوضح المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في جدة فهيد البرقي أن التجاوزات المرصودة تجري بحسن نية، معتبراً أن هذا التصرف خاطئ ومخالف للأنظمة والقوانين. وقال البرقي إن هذه التجاوزات قليلة ونادرة، مضيفاً: «بحسب المعلومات والأنظمة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فإنها تفيد بمنع دخول المصاحف التي تطبع خارج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للمساجد»، لافتاً إلى أن تموين المساجد بالمصاحف الشريفة لا يكون إلا من طريق مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة. وبين أن الوزارة تصادر كل المصاحف التي تأتي من خارج المجمع، مفيداً بأن مراقبة ذلك أمر صعب، منوهاً بضرورة تعاون المصلين في الإبلاغ عن النسخ المخالفة. ويأتي حديث مدير أوقاف جدة بعد منع مصلحة الجمارك أخيراً، دخول مجموعة كبيرة من المصاحف عنوانها «العمدة في غريب القرآن الكريم» صادرة من البينة للطباعة والنشر في العاصمة السورية، بعد أن لوحظت فيها أخطاء عدة في تفسير الآيات على هامش المصحف، خصوصاً في الأحرف المتقطعة مثل «ألم» التي فسرت بمعنى «أنا الله أعلم». من جهته، حذر عضو المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي الدكتور حسن سفر من استغلال نسخ المصاحف المطبوعة خارج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف التي تحوي مغالطات في التفسير ما قد يؤدي إلى افتتان المسلمين بها، مشيراً إلى أن المسألة قد تستغل لتأييد المعتقدات والفرق البعيدة عن الإسلام، وهذا ما يؤدي إلى خطورة فهم القارئ غير المتعمق في العلوم الشرعية والتفسير لمعاني القرآن الكريم. وأكد أنه لا بد من توقيف نسخ المصاحف الشريفة الواردة من الخارج إلا بعد التدقيق فيها، وأن يكتفى بما هو موجود من النسخ التي يقدمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للمساجد، لافتاً إلى أن المجمع يراجع القرآن من قبل متخصصين في القراءات والتفسير، إضافة إلى ترتيب السور وأسباب نزولها وفق ما أجمع عليه علماء الأمة. وبين أنه من باب سد الذرائع ينبغي الحذر من النسخ غير الموثوق بها، خصوصاً وأن بعض الدول تاريخياً فسرت معاني القرآن الكريم بما يخدم التوجهات السياسية لها كالدولة الصفوية. وشدد على ضرورة أن توحد الجهات المختصة المتمثلة في وزارتي الأوقاف والشؤون الإسلامية والثقافة والإعلام ومصلحة الجمارك في التصدي لهذه الطرق. يذكر أن السعودية تمنع استيراد المصاحف المفسرة وغيرها من الخارج لغرض البيع التجاري، إذ يتكفل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بتزويد المساجد بالمصاحف المطلوبة. حسب «الحياة».