أصدر العلماء والدعاة في مملكة البحرين بياناً أدانوا فيه "العدوان الغاشم" الذي تشنه فرنسا ضد المسلمين في مالي، واعتبروا الأمر "تدخلاً سافراً في شؤون الدول الإسلامية، وتعدّياً لا يمكن السكوت عنه". وحذر البيان الذي "الدول العربية والإسلامية من مغبّةِ معاونة الجيش الفرنسي في حربه لمالي"، مستندين إلى ما أجمع عليه الأئمة الأعلام بشأن "حرمة دعم ومساندة الكافرين في حربهم على المسلمين، بل عدّه جماعة من المحقّقين من نواقض الإسلام". ودعا البيان "قادة الدول الإسلامية لتحمل مسؤوليتهم تجاه ما يحدث لإخواننا في مالي"، كما طالب "منظمة التعاون الإسلامي أن يكون لها دورٌ في وقف هذه الحرب الجائرة". وحث علماء البحرين في ختام البيان "الأئمة والخطباء والدعاة إلى تعريف الناس بمحنة الشعب المالي، وواجب المسلم تجاه هذه المحنة، وبيان أهمية مساندة الشعب المالي ودعمهم وإغاثتهم والدعاء لهم بأن يفرج الله عنهم". وهذا نص البيان: بيان العلماء والدعاة بمملكة البحرين بشأن العدوان الفرنسي على مالي بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد : فمنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر ( 2001م ) ونحن نتابع ببالغ القلق ما يجري لبلداننا العربية والإسلامية الواحدة تلو الأخرى تحت ذريعة الحرب على الإرهاب ، هذه الحجة التي باتت مُعدة مسبقًا لتبرير استباحة أي دولة من دولنا العربية والإسلامية ، وآخرها العدوان الفرنسي على مالي ، الذي لم يُخفِ الرئيس الفرنسي أنه يهدف من خلال عدوانه إلى محاربة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في مالي لتحقيق السلام العالمي – بزعمه – . وإن مما يؤسف له أن يأتي هذا العدوان الآثم تحت مظلة مجلس الأمن الذي من المفترض أن يكون حامياً للسلام العالمي – بحسب ما يُدَّعى – ، وبدعمٍ من الدول الكبرى بهذا المجلس ، الأمر الذي يذكرنا بالحقبة البائدة لاحتلال العالم العربي والإسلامي . ولم تعد سياسة الكيل بمكيالين التي تتعامل بها الدول الغربية ومؤسساتها معنا بخافية على أحد ، ففي الوقت الذي تتدخل فيه بمالي تتعامى هذه الدول وتلكم المنظمات تمامًا عن الجرائم اليومية البشعة التي يعاني منها الشعب السوري منذ قرابة السنتين ، ناهيك عن حملات الإبادة والتهجير التي تلاقيها الأقلية المسلمة في بورما ( أراكان ) ! وإنه من واجب مسؤوليتنا الدينية فإننا نُدين هذا العدوان الغاشم على إخواننا في مالي والذي يُعتبر تدخلاً سافراً في شؤون الدول الإسلامية ، وتعدِّياً لا يمكن السكوت عنه ، وندعو الشعب المالي إلى الوقوف صفاً واحداً لصد هذا العدوان عن بلادهم والدفاع عن أعراضهم وأموالهم ، ونبشرهم بأن من مات منهم مُقبلاً غير مُدبر مدافعاً بذلك عن دينه ونفسه وعرضه وماله فإنه يكون شهيداً بإذن الله ، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله : ( من قُتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد ) ، والعاقبة وإن طال أمدها فإنها لأهل التقوى { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلُيَبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعَبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور: 55] . كما نُحذِّر الدول العربية والإسلامية من مغبَّةِ معاونة الجيش الفرنسي في حربه لمالي ، فقد قال الله تبارك وتعالى: { لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } [آل عمران: 28] قال الإمام الطبري – رحمه الله – في تفسير هذه الآية (5/315-316) : ( معنى ذلك : لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهراً وأنصاراً ، توالونهم على دينهم ، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين ، وتدلونهم على عوراتهم ، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شيء ، يعني بذلك فقد برِئَ من الله ، وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر ، إلا أن تتقوا منهم تقاة : إلا أن تكونوا في سلطانهم ، فتخافوهم على أنفسكم ، فتُظهروا لهم الولاية بألسنتكم ، وتضمروا لهم العداوة ، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ، ولا تعينوهم على مسلم بفعل ) ا.ه وقد أجمع الأئمة الأعلام على حُرمة دعم ومساندة الكافرين في حربهم على المسلمين ، بل عدَّه جماعة من المحقِّقين من نواقض الإسلام . والواجب على المسلم أن يُناصر إخوانه ويكون عوناً لهم ، فالمسلمون كما ورد في الحديث تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم ، وهم يدٌ على من سواهم ، قال تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [التوبة: 71] . ومن هنا فإننا ندعو قادة الدول الإسلامية لتحمل مسؤوليتهم تجاه ما يحدث لإخواننا في مالي ، انطلاقاً من الأخوة الإيمانية التي تربط بيننا ، كما ندعو منظمة التعاون الإسلامي أن يكون لها دورٌ في وقف هذه الحرب الجائرة على إخواننا ، والتي تستهدف الشعب المالي الذي يمثل المسلمون منه أكثر من خمس وتسعين بالمائة . كما نحث الأئمة والخطباء والدعاة إلى تعريف الناس بمحنة الشعب المالي ، وواجب المسلم تجاه هذه المحنة، وبيان أهمية مساندة الشعب المالي ودعمهم وإغاثتهم والدعاء لهم بأن يفرج الله عنهم . نسأل الله تعالى أن يكتب نصره المبين لأوليائه الصالحين ، وأن يكف أيدي الكافرين والظالمين ، ويكفِناهم بما شاء وكيف شاء ، فهو نعم المولى ونعم النصير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين . صدر : يوم الإثنين 9 ربيع الأول 1434 ه – 21/1/2013 م أسماء الموقعين على البيان : 1. القاضي سماحة الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل سعد 2. فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن محمود آل محمود 3. فضيلة الشيخ المقرئ قاري محمد سعيد الحسيني 4. فضيلة الشيخ مصطفى بن نور الواعظ 5. القاضي فضيلة الشيخ جلال بن يوسف الشرقي 6. القاضي فضيلة الشيخ حمد الفضل الدوسري 7. القاضي فضيلة الشيخ راشد بن حسن البوعينين 8. القاضي فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم آل خليفة 9. القاضي فضيلة الشيخ عبد الله بن حسين المالكي 10. القاضي فضيلة الشيخ عبد الله بن عدنان القطان 11. القاضي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن ضرار الشاعر 12. القاضي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن محمد الفاضل 13. القاضي فضيلة الشيخ عبد الإله بن أحمد المرزوقي 14. القاضي فضيلة الشيخ عدنان بن عبدالله القطان 15. القاضي فضيلة الشيخ الدكتور فيصل بن عبد الله الغرير 16. القاضي فضيلة الشيخ الدكتور ياسر بن عبد الرحمن المحميد 17. فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن محمود آل محمود 18. فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن يعقوب العطاوي 19. فضيلة الشيخ الدكتور باسم بن أحمد بن عامر 20. فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن خليفة السعد 21. فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن علي الزياني 22. فضيلة الشيخ الدكتور عادل بن حسن الحمد 23. فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد الحاي 24. فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحيم بن محمود آل محمود 25. فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن أحمد الشيخ 26. فضيلة الشيخ الدكتور عيسى بن جاسم المطوع 27. فضيلة الشيخ الدكتور ناجي بن راشد العربي 28. فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن عبدالله الفضالة 29. فضيلة الشيخ إبراهيم بن طارق بن منصور 30. فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن الخدري 31. فضيلة الشيخ إبراهيم بن قاسم الغانم 32. فضيلة الشيخ إبراهيم بن محمد الحادي 33. فضيلة الشيخ إبراهيم بن محمد بوصندل 34. فضيلة الشيخ أحمد بن إبراهيم صويلح 35. فضيلة الشيخ أحمد بن عادل العازمي 36. فضيلة الشيخ أحمد بن عبدالرحمن العسيري 37. فضيلة الشيخ أحمد بن عبدالرحيم آل محمود 38. فضيلة الشيخ أحمد بن محمد بن يوسف 39. فضيلة الشيخ أمين بن عبدالقادر بن نور الدين 40. فضيلة الشيخ أمين بن محمد النوبي 41. فضيلة الشيخ أيوب محمد بن عرفة 42. فضيلة الشيخ بدر بن علي السورتي 43. فضيلة الشيخ جاسم بن أحمد السعيدي 44. فضيلة الشيخ جمعان بن جاسم الرويعي 45. فضيلة الشيخ حسن بن قاري محمد سعيد الحسيني 46. فضيلة الشيخ حمد بن فاروق الشيخ 47. فضيلة الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشنو 48. فضيلة الشيخ زكريا بن عمر الكواري 49. فضيلة الشيخ سلمان بن دعيج بن حمد 50. فضيلة الشيخ سلمان بن سائد المشعل 51. فضيلة الشيخ طارق بن خليفة البنخليل 52. فضيلة الشيخ طه بن حسن القلداري 53. فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الحمادي 54. فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الكوهجي 55. فضيلة الشيخ عبد الله بن قاري محمد سعيد الحسيني 56. فضيلة الشيخ عبد الباسط بن صالح الدوسري 57. فضيلة الشيخ عبدالخالق بن أمين بن عبدالقادر 58. فضيلة الشيخ عبدالناصر بن عبدالله بن إبراهيم 59. فضيلة الشيخ عصام بن محمد بن إسحاق العباسي 60. فضيلة الشيخ عفان بن حسان الزيادي 61. فضيلة الشيخ علي بن خليفة الزياني 62. فضيلة الشيخ علي بن محمد بن مطر 63. فضيلة الشيخ مبارك بن حمد المضحي الدوسري 64. فضيلة الشيخ محمد بن أحمد المعلا 65. فضيلة الشيخ محمد بن جمعة المالكي 66. فضيلة الشيخ محمد بن حمزة فلامرزي 67. فضيلة الشيخ محمد بن خالد بن إبراهيم 68. فضيلة الشيخ محمد بن سالم بو قيس 69. فضيلة الشيخ محمد بن الصديق بن أحمد 70. فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله جناحي 71. فضيلة الشيخ محمد بن علي الشافعي 72. فضيلة الشيخ محمد بن وليد الخاجة 73. فضيلة الشيخ محمد رفيق بن قاري محمد سعيد الحسيني 74. فضيلة الشيخ محمود بن أحمد النعيمي 75. فضيلة الشيخ ناصر بن جاسم الفايز 76. فضيلة الشيخ نبيل بن خليل بن علي بن صالح 77. فضيلة الشيخ نبيل بن محمد بن صالح 78. فضيلة الشيخ نصيب بن خضر بن سعيد 79. فضيلة الشيخ هشام بن حسين الرميثي 80. فضيلة الشيخ وضاح بن علي العبسي 81. فضيلة الشيخ يوسف بن عبد الرحمن فقيه 82. فضيلة الشيخ يوسف بن محمد الريس