يستقبل أهل مصر شهر رمضان الكريم بإضاءة الشوارع، ويسهر الصائمون إلى السحور لأداء صلاة الفجر، وتضج الأسواق بالبائعين والمشترين. وما إن تثبت رؤية الهلال إيذاناً ببدء الصوم حتى يجتمع الناس رجالاً ونساءً وأطفالاً في المساجد والساحات العامة يستمعون إلى الخطب، ودروس العلم؛ ابتهاجاً بقدوم هذا الشهر الكريم، كما تستعد المساجد والزوايا بالتنظيف وإصلاح وتعليق قناديل، وإضاءة شموع، والتعطير بأنواع البخور، والمسك والعود الهندي والكافور. مائدة الإفطار يبدأ المصريون في الإفطار بمشروب مثلج في شهر الصيف كالعرقسوس؛ نظراً لتميزه في أنه يمنع العطش نهاراً في الصيف، أو قمر الدين، أو المانجو، أو البرتقال الذي تم تخزينه ليبدؤوا بعد ذلك في تناول الإفطار الذي عادة ما يضم بعض الحساء منها شوربة لسان العصفور، أو قليل من شوربة العدس، ثم تناول الإفطار، وهو يختلف من عائلة لأخرى، فالبعض يتناول اللحوم الحمراء والبيضاء والبعض الآخر يتناول الفول والبيض سواء على السحور أو الإفطار وهم من فئة محدودي الدخل ويطلقون عليه "لحوم الغلابة". كما تنتشر موائد الرحمن، في الشوارع بهدف إطعام المساكين والمسافرين على الطرقات، وتحتوي المائدة على العديد من الأطعمة التي لا تخلو من اللحوم والمشروبات. عزومات رمضان وهي عادة لم تنقطع لدى المصريين لدرجة أن فاتورة الشهر قدرها البعض ب100 مليون دولار، حيث يتجه المصريون إلى عزومة الأهل والأصدقاء إلى الموائد الرمضانية في البيوت، وعادة ما يكون التجمع في بيت العائلة. صلاة التراويح ينطلق المصريون لأداء صلاة التراويح في مختلف المساجد، حيث تمتلئ عن آخرها بالمصلين من مختلف المراحل العمريّة، وللنساء نصيبٌ في هذا الميدان، فقد خصّصت كثير من المساجد قسماً للنساء لتأدية الصلاة، وتُصلّى التراويح متوسّطة الطول حيث يقرأ الإمام فيها جزءاً أو أقل منه بقليل، لكن ذلك ليس على عمومه، فهناك العديد من المساجد التي يُصلّي فيها المصلّون ثلاثة أجزاء، بل وُجد هناك من يُصلّي بعشرة أجزاء، حيث يبدأ في الصلاة بعد العشاء وينتهي في ساعة متأخّرة في الليل.