هو : صبغ المجتمع الإسلامي بالثقافة الغربية ، وأسلوب حياتها . ويشمل ذلك القوانين و التشريعات والأدب واللغة ، و القيم و الأخلاق التي تُسير حياة الناس .و التغريبيون أناس من المسلمين تأثروا بالحضارة الغربية خاصة ممن درسوا في الغرب . وهؤلاء لا يعملون للحاق بالغرب في الجوانب الصناعية و التقنية ، وإنما يركزون على الجانب الأخلاقي بحيث تصبح المرأة المسلمة صورة طبق الأصل للمرأة الغربية ، ويصبح الرجل المسلم رجلا غربيا في سلوكه وعاداته . زار أحد المتأثرين بالثقافة الغربية إحدى الجامعات الألمانية ، ورأى هناك الأولاد و البنات مستلقين على الحشائش في فناء الجامعة فقال : ( قلت لنفسي متى أرى ذلك المنظر في جامعة … ؟ لكي تراه عيون أهل الصعيد وتتعود عليه ! ) ..فهذا المستغرب لم ير من الحضارة الغربية إلا ذلك الانحلال الذي تمناه واقعا حاضرا في حياة المسلمين ، بينما غض الطرف عن التطور التقني و الصناعي . وهكذا الوضيع لا يعيش إلا في الوضاعة و مراحيضها .بدأ التغريب في العالم الإسلامي مع نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر بتحديث الجيوش العثمانية وذلك بإرسال البعثات إلى البلاد الأوروبية وباستقدام الخبراء الغربيين للتدريس و التخطيط للنهضة الحديثة . و ظهر التغريب جليا عندما أمر السلطان محمود الثاني في عام 1826م باتخاذ الزي الأوروبي للمدنيين و العسكريين . وفي عام 1839م سمح السلطان عبدالمجيد لغير المسلمين أن يلتحقوا بالخدمة العسكرية . كما أن السلطان سليم الثالث استقدم المهندسين من السويد وفرنسا و المجر و انجلترا لإنشاء مدراس حربية وبحرية . شراء الأسلحة من الغرب أمر لا ينكر لكن أن يستقدم هؤلاء لتدريب الجيوش العثمانية وهم أعداء لهم فهذا أمر غريب وكان من نتائجه زوال الخلافة العثمانية فيما بعد . وقد واكب محمد علي والي مصر ذلك التغريب فقام ببناء جيش على النظام الأوروبي وبدأ بعملية ابتعاث خريجي الأزهر للتخصص في أوروبا مثل رفاعة الطهطاوي الذي كان مرشدا للبعثة التي أرسلها محمد علي ، و كذلك خير الدين التونسي . وفي عام 1860م تعددت الإرساليات من لبنان ومصر ، وكان هدف الخديوي إسماعيل من ذلك جعل مصر قطعة من أوروبا . وكان من نتيجة البعثات في العالم الإسلامي القيام بترجمة كتب فولتير و منستكو ، لنشر الفكر الأوروبي . وكان لنصارى الشام العرب دور كبير في تغريب المجتمع الإسلامي أمثال : بطرس البستاني ، وجورجي زيدان ، وسليم تقلا ، وقد أنشأ هؤلاء الصحف و المجلات لخدمة أهدافهم .ولا يستغرب البعض إذا قلنا بأن جمال الدين الأفغاني – الشيعي – ومحمد عبده ، وقاسم أمين ، وطه حسين ، وعلى عبد الرزاق من أوائل دعاة التغريب .