أكّدت دراسة مصرية حديثة أن الإصابة بالذبحة الصدرية وجلطات القلب تتزايد مع برودة الجو؛ إذ تقلّ الفترة التي يتعرض فيها الإنسان للضوء، مما يجعل الجسم يفرز المزيد من هرمون الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يسبب حالة من الخمول والكسل؛ لذا يكون المرء في الشتاء في حاجة مستمرة إلى قدر إضافي من النوم، كما يعاني الافتقار المستمر إلى الطاقة والقوة، ويعاني القدرة على التركيز، وكذا الافتقار إلى الحيوية بوجه عام. والسبب في ذلك -كما تقول الدراسة- هو أن الشرايين تتقلّص في الشتاء، كما أن لزوجة الدم تزداد، وتقلّ الرغبة في الحركة، وتطول فترة الانكماش تحت البطاطين بحثاً عن الدفء. وتنصح الدراسة بتناول المزيد من السوائل، والمشي، والحرص على التطعيم باللقاح الواقي من فيروس الأنفلونزا؛ حتى يتمكن الجسم من حشد الأجسام المضادة للفيروس مع بداية الشتاء. كما كشفت دراسة حديثة أخرى عن أن الاستحمام فترة طويلة في حوض ماء ساخن من أجل الشعور بالدفء في فصل الشتاء قد يترتب عليه بعض المخاطر غير المتوقعة. وأشار فريق الدراسة، بقيادة تشيكا نيشياما من كلية التمريض بجامعة كيوتو اليابانية، إلى أن الاستحمام بالماء الساخن في يوم بارد يسبب مشكلات للقلب مع ارتفاع معدل الإصابة بالسكتة القلبية أثناء الاستحمام عشرة أمثاله في الشتاء عنه في الصيف. ونفت دراسة حديثة أخرى صحة الاعتقاد السائد بأن المشروبات الباردة تخفض حرارة الجسم، وتشعر الإنسان بالبرودة، بينما ترفع المشروبات الساخنة بأنواعها درجات حرارة الجسم، مؤكدةً عكس هذا المفهوم تماماً. وأكدت الدراسة أن احتساء السوائل الباردة يسهم في تضييق الأوعية الدموية وشعيراتها الموجودة في الأطراف (الذراعين والساقين والأصابع)، ومن ثم يحدث تدفق في الدم إلى الجسم الداخلي والأعضاء الداخلية، مما يحدث الشعور بالدفء، كما أنها تسبب انكماش المعدة بما يقلل من الجوع. ويرافق تناول المشروبات الساخنة شعور مؤقت بالتدفئة لفترة 20- 25 دقيقة، لكنها تسبب توسعة أوعية الدم بما يسرب الدماء للأطراف، مما يفسر احتياج الشخص للطعام والسكريات للحصول على مزيد من الدفء وهو ما يزيد الوزن. ونصح الخبراء بالتدرب على شرب الماء والمشروبات الباردة في فصل الشتاء، وعدم الخوف من الشعور بالبرودة، فهي تسهم في تدفئة الجسم، وتحد من الجوع الناتج من البرد بما يقي من زيادة الوزن.
