بعد وعد ووعيد أن تدخل مليشيا الحوثي المتمردة والمدعومة من إيران، إلى جبهات القتال في مأرب وتعلن السيطرة عليها، وصلت جثمان سفير إيران في صنعاء إلى طهران بدلا من الوعود الكاذبة. مقتل رجل طهران وسفيرها في صنعاء فيه الكثير من المفاجآت، والتي يكشف عنها تدريجيا، خاصة وبأنه كان يلقب ب" قاسم سليماني" اليمن. وكان " إيرلو" يعرف أيضا باسم " اسم الجنرال شهلائي"، حيث كتبت وكالة أنباء "إرنا" الحكومية اليوم في تقريرها عن إيرلو، بأنه "كان يُعرف أيضًا باسم الجنرال شهلائي" ولكن حذفت هذه الفقرة من التقرير بسرعة، بحسب ما أكده الصحفي والباحث في الشأن الإيراني محمد مجيد الأحوازي. الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أعلن وفاة إيرلو، اليوم، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، وسط أنباء متضاربة عن حقيقة ما حصل للسفير وحقيقة شخصيته. وصرح زاده لوسائل الإعلام المحلية الرسمية أن إيرلو تم نقله في حالة صحية سيئة بسبب تأخر التعاون من دول بعينها. وكما وصفه بالشهيد على عادة وصف جنرالات الحرس الثوري الذين يقتلون في اليمن أو سوريا أو العراق ب«الشهداء». ويبدو أن وصف زاده لإيرلو بأنه شهيد فتح باب التساؤلات حول حقيقة السفير ودوره. وقد تصدّر خبر وفاة إيرلو وسائل الإعلام الإيرانية، بسبب دوره القيادي البارز والكبير في دعم الحوثيين في اليمن. كما لم تنشر وسائل الإعلام الإيرانية أي صورة أو مقطع فيديو لإيرلو منذ وصوله إلى طهران. تساؤلات كثيرة أثيرت حول وضعه الصحي غير مرتبط بفيروس كورونا، أو أنه كان جريحا، ما يعني التعتيم عليه حتى لا يظهر أنه كان يتحرك عسكريا في الإشراف على أنشطة ميليشيات الحوثي في اليمن. وكان إيرلو قد لعب دورا حيويا في عمليات نقل المقاتلين من حزب الله اللبناني والحرس الثوري والميليشيات العراقية والأفغانية إلى سوريا، وشارك في معارك حلب ودير الزور وحمص. وقد انتقل إيرلو سراً من طهران أواخر عام 2020 بعنوان «سفير إيران لدى الحوثيين في اليمن»، وكان يلعب دور القائد العسكري للميليشيات الحوثية، وساهم بنقل المئات من عناصر حزب الله وضباط من الحرس الثوري إلى اليمن. وأشرف إيرلو شخصيا على سير التطورات الميدانية والعسكرية والأمنية ضد الحكومة الشرعية اليمنية، ووصفه البعض بأنه أصبح الحاكم العسكري للميليشيات الحوثية في اليمن. فيما يصف الإيرانيون إيرلو بأنه «قاسم سليماني اليمن»، حيث كان دوره كدور سليماني في العراق، ويبدو أن مصيرهما كان مشتركا، بالطريقة التي انتهى فيها دورهما العسكري والأمني. يذكر أن وزارة الخزانة الأميركية كانت قد أدرجت إيرلو في ديسمبر الماضي على القائمة السوداء، قائلة إنه مسؤول في فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري في الخارج.