شهد معلم آيا صوفيا الشهير في إسطنبول تلاوة آيات من القرآن الكريم للمرة الأولى منذ 85 عامًا داخل حرم الصرح، الذي كان في الأساس كاتدرائية قبل أن يحول إلى مسجد ومن ثم إلى متحف. وظلت آيا صوفيا، الصرح المعماري الضخم المشيد في القرن السادس، موقعًا مهجورًا لفترة قبل أن تصبح متحفًا في ثلاثينيات القرن الماضي إبان حكم مصطفى كمال أتاتورك العلماني. وشهد الموقع تلاوة آيات من القرآن، مساء الجمعة، خلال تدشين معرض يحمل عنوان "العشق النبوي"، شارك فيه مسؤولون أتراك بينهم رئيس هيئة الشؤون الدينية في تركيا محمد غورمز. وتولى إمام مسجد أحمد حمدي إكسكي في أنقرة تلاوة آيات من القرآن للمرة الأولى داخل حرم آيا صوفيا منذ 85 عامًا، حسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. وشيدت كنيسة آيا صوفيا عند مدخل مضيق البوسفور والقرن الذهبي، وكانت تشهد تتويج الأباطرة البيزنطيين، قبل أن يتم تحويلها إلى مسجد في القرن الخامس عشر إثر سقوط القسطنطينية بأيدي العثمانيين سنة 1453، وجرى حينها تشييد مآذن في محيط القبة البيزنطية. وبقي معلم آيا صوفيا مستخدما كمسجد بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية حتى منتصف ثلاثينيات القرن الماضي عندما حولها مؤسسو تركيا العلمانية إلى متحف مفتوح للجميع. لكن منذ وصول حزب التنمية والعدالة الإسلامي المحافظ بزعامة الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان إلى الحكم سنة 2002، يخشى المدافعون عن العلمانية في تركيا إعادة تحويل صرح آيا صوفيا إلى مسجد مجددًا. وأثار نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينش في نوفمبر 2013 جدلاً كبيرًا إثر تلميحه بإمكان تغيير الطبيعة الحالية لمعلم آيا صوفيا قائلاً: إن هذا الصرح "حزين" لكنه أعرب عن أمله في أن "يستعيد ابتسامته قريبًا".