يتوقع البعض أن يلعب فصل الصيف والطقس الحار دوراً في كبح انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، لكن ليس القضاء على الفيروس، فلم يتوقف “سارس” بسبب الصيف وإنما إجراءات الوقاية حدت من انتشاره. وعادة ما تستسلم فيروسات الإنفلونزا خلال موسم الصيف وارتفاع حرارة الطقس، فهل يخضع فيروس كورونا (كوفيد-19) لهذه القاعدة؟ وأشارت دراسة أجريت في جامعة أدنبره، أن فيروس كورونا المستجد مازال حديثاً بالنسبة للمعرفة العلمية، ونظراً لأن موجة “سارس” الأولى عام 2003 تم السيطرة عليها مبكراً لم تتوفر معرفة كافية عن سلوك الفيروس مع تبدّل المواسم، لكن توجد بعض الإشارات تبيّنتها دراسات أجريت وقتها وتمت مراجعتها في ضوء موجة كورونا المستجد، وهي: وبحسب الدراسة تميل الفيروسات التاجية إلى الانتشار في موسم بين ديسمبر وإبريل، ووفقاً للموقف الحالي يبدو أن (كوفيد-19) يفضّل البيئة الباردة التي تشهد رياحاً سريعة ورطوبة. كذلك بينت دراسة أخرى حديثة لا تزال قيد النشر أن (كوفيد-19) يقل انتشاره كلما ارتفعت الحرارة، لكن ذلك لا يعني القضاء التام على المرض مع ارتفاع حرارة الطقس، وإنما تناقص انتشاره تدريجياً كلما زادت حرارة الجو في المنطقة، كما يتوقع الخبراء أن يكون تأثير الفيروس محدوداً في المناطق الاستوائية. ويشدد خبراء الصحة العامة على أنه لا ينبغي الرهان على ذلك الاحتمال قبل التأكّد من سلوك الفيروس المستجد، فقد بلغت ذروة انتشار الإنفلونزا الإسبانية خلال الصيف وليس الشتاء. وبحسب تقرير د. دال فيشر كبير استشاري الأمراض المعدية بجامعة سنغافورة نشرته أسوشيتدبرس: “ربما بعد أن يستمر انتشار فيروس كوفيد-19 عدة سنوات، ويصاب به معظم الناس يصبح انتشاره مرتبطاً بالمواسم مثل الإنفلونزا”. بينما يقدّم د. محمد سجادي من جامعة ميريلاند رؤية أقل تشاؤما: “قد يلعب الطقس دوراً في كبح الانتشار، فمن الملاحظ أن مناطق تفشي كوفيد-19 إلى درجة الوباء تراوحت الحرارة فيها بين 5 و11 مئوية، لكن علينا أن نتذكر أن الصيف لم يكن هو من أوقف انتشار “سارس” وإنما الإجراءات الوقائية”، حسب قوله.