الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الأصيل
الأنباء السعودية
الأولى
البطولة
البلاد
التميز
الجزيرة
الحياة
الخرج اليوم
الداير
الرأي
الرياض
الشرق
الطائف
المدينة
المواطن
الندوة
الوطن
الوكاد
الوئام
اليوم
إخبارية عفيف
أزد
أملج
أنباؤكم
تواصل
جازان نيوز
ذات الخبر
سبق
سبورت السعودية
سعودي عاجل
شبرقة
شرق
شمس
صوت حائل
عاجل
عكاظ
عناوين
عناية
مسارات
مكة الآن
نجران نيوز
وكالة الأنباء السعودية
موضوع
كاتب
منطقة
Sauress
الذهب يتحرك في نطاق ضيق
الأمم المتحدة تدعو إلى تحرك دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني
الشتاء يحل أرصادياً بعد 3 أيام
عامان للتجربة.. 8 شروط للتعيين في وظائف «معلم ممارس» و«مساعد معلم»
أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030
وصول الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت
التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»
الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية
الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"
في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً
الفالح: المستثمرون الأجانب يتوافدون إلى «نيوم»
السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول
أمير الرياض يطلع على جهود "العناية بالمكتبات الخاصة"
خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء
«التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية
أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»
«فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال
7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها
الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي
اكتشاف كوكب عملاق خارج النظام الشمسي
«شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية
مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق
أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل
سيتي سكيب.. ميلاد هوية عمرانية
كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟
حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت
أكد أهمية الحل الدائم للأزمة السودانية.. وزير الخارجية: ضرورة تجسيد الدولة الفلسطينية واحترام سيادة لبنان
بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار
شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية
«هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل
الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة
كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه
حوادث الطائرات
المملكة وتعزيز أمنها البحري
مبدعون.. مبتكرون
ملتقى الميزانية.. الدروس المستفادة للمواطن والمسؤول !
معاطف من حُب
الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع
جذوة من نار
لا فاز الأهلي أنتشي..!
هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية
هؤلاء هم المرجفون
الرياض الجميلة الصديقة
اكتشاف علاج جديد للسمنة
السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً
خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل
مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا
«السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات
أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن
المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح
مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"
"سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية
حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام
استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق
الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات
محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة
زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة
نوافذ للحياة
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
خطيب المسجد الحرام: إدخال السرور على قلوب الناس من أبواب الخير والأجر
واس
نشر في
تواصل
يوم 28 - 02 - 2020
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي المسلمين بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجلَّ، فَإِنَّها أَمَانٌ مِنَ الفِتَنِ والبَلاَيا، ومُكَفِّرَةٌ لِلذُّنُوبِ والخَطَايَا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام أُمَّةَ الإسْلَام: إِنَّ الْفَرَحَ وَالسُرُور، مِنْ نَعِيمِ الْقَلْبِ وَلَذَّتِهِ وَبَهْجَتِهِ، كَمَا أَنَّ الْهَمَّ وَالْحُزْن، مِنْ أَسْبَابِ نَكَدِهِ وَبُؤسِه، وَلَقَدْ جَاءَتْ شَرِيْعَةُ الْرَّحْمَن، بِمَا يُرَاعِي حَاجَاتِ الْفِطْرَةِ الْبَشَرِية، وَبِمَا يُهَذِبُ سُلُوْكَهَا وَانْفِعَالاَتِهَا، فَاللهُ جَلَّ جَلاَلُه، خَالِقُ الْخَلْق، وَهُوَ أَعْلَمُ بِحَالِهِم، وَبِمَا يَصْلُحُ لَهُم، وَقَدْ جَعَلَ سُبْحَانَهُ الْفَرَحَ وَالْسُرُوْر، ثَمَرَةً لِلْرِضَى وَالْيَقِيْن، ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )، فَأَهْلُ الْإِيْمَان، يَفْرَحُوْنَ بِمَا بَعَثَ اللهُ بِهِ رَسُوْلَهُ مِنَ الْهُدَى، ( وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) وَلِذَلِكَ فَإِنَّ أَجَلَّ مَرَاتِبَ الْفَرَحَ وَأَسْمَاهَا وَأَعْلاَهَا، الْفَرَحُ بِاْلإِسْلاَمِ وَالْإِيْمَان، وَبِهِدَايَةِ الْسُنَّةِ وَالْقُرْآن، مِمَّا يُوْجِبُ اْنْبِسَاطَ الْنَفْسِ وَانْشِرَاحِهَا، وَسُرُوْرُهَا وَنَشَاطُهَا، وَرَغْبَتَهَا فِي الْعِلْمِ وَالإِيْمَان، وَشُكْرِ المُنْعِمِ المَنَّان، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
وأضاف إْخْوَةَ الإِيْمَان: إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ بَهْجَةِ الْقَلْبِ وَسُرُوْرِه، فِي الْدُنْيَا وَالْآخِرَة، إِدْخَالَ الْفَرَحِ وَالْسُرُوْرِ عَلَى قُلُوْبِ الْنَّاس، وَكُلَّمَا زَادَ عَطَاءُ الإِنسَان، كُلَّمَا زَادَتْ سَعَادَتُهُ وَسُرُوْرُه، فَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَل، وَهَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ، وَفِي مُعْجَمِ الْطَّبَرَانِيِّ بإِسْنَادٍ حَسَن، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِمَا يُحِب، لِيَسُرَّهُ بِذَلِكَ، سَرَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، فَإِدْخَالُ الْسُرُوْرِ عَلَى الْآخَرِيْن، مِنْ أَفْضَلِ الأعْمَالِ وَأَحَبِهَا إلْىَ الله، وَمِنْ أَسْبَابِ نَيْلِ رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِه، وَدُخُوْلِ جَنَّتِه، فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى، سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْرًا)، يَعْنِي مَسْجِدَهُ صَلَى اللهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإسْنَادٍ حَسَنٍ.
وَأوضح الدكتور المعيقلي أن ّ مِنْ طُرُقِ إِدْخَالِ الْسُرُوْرِ عَلَى الْنَّاس، الْاِهْتِمَامَ بِشُؤُوُنِهِم، وَتَفْرِيْجَ كُرُبَاتِهِم، وَالْسَّعْيَ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِم، وَهَذَا بَابٌ عَظِيْم، مِنْ أَبْوَابِ الْخَيْرِ وَالأَجْر، وَسِمَةٌ مِنْ سِمَاتِ المُؤمِنِيْنَ الْصَّاَدِقِيْن، الْذِيْنَ هُمْ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى.، فَلِذَا كَانَ سَلَفُنَا الْصَالِح، مِنْ نُبَلاَءِ الإسْلاَمِ وَأَعْلاَمِ الأُمَّة، يَتَقَرَبُوْنَ إلىَ اللهِ تَعَالى، بِقَضَاءِ حَوَائِجِ الآخَرِيْن، وَنَفْعِهِم، وَالْسَّعْيِّ إلىَ تَفْرِيْجِ كُرُبَاتِهِم، وَبَذْلِ الْشَفَاعَةِ الْحَسَنَةِ لَهُم.
وبين انه َفِي شُعَبِ الإِيْمَانِ لِلْبَيْهَقِي: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، كَانَ مُعْتَكِفًا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا فُلَانُ أَرَاكَ كَئِيبًا حَزِينًا، قَالَ: نَعَمْ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِفُلَانٍ عَلَيَّ حَقٌّ، وَمَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَفَلَا أُكَلِّمُهُ فِيكَ، قَالَ: إِنْ أَحْبَبْتَ، قَالَ: فَانْتَقلَ ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَنَسِيتَ مَا كُنْتَ فِيهِ، أي من الاعتكاف، قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: (مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، وَبَلَغَ فِيهَا، كَانَ خَيْرًا مِنِ اعْتِكَافِ عَشْرِ سِنِينَ)، وَفِي مُعْجَمِ الْطَّبَرَانِي: (وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ، حَتَّى يَتَهَيَّأَ لَهُ، أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامِ).
وأبان الدكتور ماهر المعيقلي أن مِنْ صُورِ إدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الآخَرِيْن: الاِبْتِسَامَةُ فِي وُجُوهِهِم، وَلَقَدْ كَانَ صَلى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ النَّاسِ تَبَسُمَا، قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْبَجَلِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْه: “مَا رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلاَّ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي”، وَفِي سُنَنِ الْتِرْمِذِي، قَالَ صَلىَ اللهُ عَلِيهِ وَسَلَّم: (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ).
وأكد أن َالْهَدِيَةُ تَجْلِبُ الْمَحَبَّة، وَتُثْبِتُ الْمَوَدَّة، وَتُؤلِفُ الْقُلُوب، وتُذْهِبُ ضَغَائِنَ الْصُدُوْر، وَقَدْ كَانَ صَلىَ اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَدْيِه، أَنْ يُهْدِيَ وَيَقْبَلَ الْهَدِيَّة، وَفِي صَحِيْحِ الْبُخَارِي: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثِيَابٍ، فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ: (مَنْ تَرَوْنَ أَنْ نَكْسُوَ هَذِهِ )، فَسَكَتَ القَوْمُ، قَالَ: (ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ)، طِفْلَةٌ صَغِيرَةٌ، كَانَتْ قَدْ وُلِدَتْ فِي أرض الْحَبَشَةِ، فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ، فَأَخَذَ الخَمِيصَةَ بِيَدِهِ فَأَلْبَسَهَا، وَهِي تَنَظُرُ إِلَى الثَّوْبِ، فَرِحَةً مُسْتَبْشِرَةً مَسْرُورَةً، وَالنَبِيُ صَلىَ اللهُ عَليِهِ وَسَلَّمَ يَقُوْل: (أَبْلِي وَأَخْلِقِي، سَنَه يَا أُمَّ خَالِد)، وَسَنَهْ، يَعْنِي: حَسَنٌ بِالحَبَشِيَّةِ.
وَأضاف فضيلته َأنَ مِنْ هَدْيِهِ صَلىَ اللهُ عَليهِ وَسَلَّم، أَنْ يُمَازِحَ أهْلَهُ وَأَصْحَابَه، لإِدْخَالِ الْبَهْجَةِ وَالْسُرُوْرِ عَلِيْهِم، فَفِي مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَد، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، كَانَ اسْمُهُ زَاهِرًا، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ، وَقال: (مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا وَاللهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَكِنْ عِنْدَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ)،أَوْ قَالَ: (لَكِنْ عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ).
وقال فضيلته إن َفِي قِصَّةِ الْثَلاَثَةِ الْذِيْنَ تَخَلَفُوْا عَنْ غَزْوَةِ تَبُوْك، نَرَى حِرْصَ الْصَحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُم، فِي تَسَابُقِهِمْ لإِدْخَالِ الْسُرُوْرِ عَليهم، وَتَبْشِيْرِهِمْ بِمَا يُحِبُوْن، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى تَوْبَتَهُ عَلَى كَعْبٍ وَصَاحِبَيْه، وَذَلِكَ حِيْنَ بَقِيَ الْثُلُثُ الآخِرُ مِنَ الْلِّيْل، وَكَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلى اللهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا أُمَّ سَلَمَةَ، تِيبَ عَلَى كَعْبٍ)، قَالَتْ: أَفَلاَ أُرْسِلُ إِلَيْهِ فَأُبَشِّرَهُ؟ قَالَ: (إِذًا يَحْطِمُكُمُ النَّاسُ، فَيَمْنَعُونَكُمُ النَّوْمَ سَائِرَ اللَّيْلَةِ)، حَتَّى إِذَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الفَجْرِ، آذَنَ بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْهم، فَمِنَ الْصَّحَابَةِ مَنْ رَكِبَ فَرَسَهُ لِيُبَشِرَهُم، وَمِنْهُمْ مَنْ صَعَدَ عَلَى جَبَلِ سَلْع، فَصَاحَ بِأَعْلىَ صَوْتَهُ بِبِشَاْرَتِهِم، قَالَ كَعبٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي، وَضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ، أَوْفَى عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ، قَالَ: فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ، وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا، يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ، قَالَ كَعْبٌ: حَتَّى دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ، فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيه، قَالَ وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ: (أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ)، قَالَ: قُلْتُ: أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: (لاَ بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ)، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ. رَوَاهُ الْبُخَاْرِي.
ودعا فضيلته المؤمنين الى ادخال الْفَرَحَ وَالْسُرُوْرَ عَلىَ قُلُوْبِ إِخْوَانِهم، بِالْسُؤَالِ عَنْ غَاْئِبِهِم، وَعِيَادَةِ مَرِيْضِهِم، وَالإِصْلاَحِ بَيْنَهُم، وَتَخْفِيْفِ آلاَمِهِمْ وَأَحْزَاْنِهِم، وَإِطْعَاْمِ جَاْئِعِهِم، وَقَضَاءِ دُيُوْنِهِم، وَالْكَيّْسُ الْفَطِن، لَنْ يَعْدِمَ طَرِيْقَاً لإِدْخَالِ الْسُرُوْرِ عَلىَ أَخِيْهِ المُسْلِم.
قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: ” وَقَدْ دَلَّ الْعَقْلُ وَالنَّقْلُ، وَالْفِطْرَةُ وَتَجَارِبُ الْأُمَمِ، عَلَى اخْتِلَافِ أَجْنَاسِهَا وَمِلَلِهَا وَنِحَلِهَا، عَلَى أَنَّ التَّقَرُّبَ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَطَلَبَ مَرْضَاتِهِ، وَالْبِرَّ وَالْإِحْسَانَ إِلَى خَلْقِهِ، مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ الْجَالِبَةِ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَأَضْدَادَهَا، مِنْ أَكْبَرِ الْأَسْبَابِ الْجَالِبَةِ لِكُلِّ شَرٍّ، فَمَا اسْتُجْلِبَتْ نِعَمُ اللَّهِ، وَاسْتُدْفِعَتْ نِقْمَتُهُ، بِمِثْلِ طَاعَتِهِ وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى خَلْقِهِ”.
وبين إمام و خطيب المسجد الحرام أن الْفَرَحَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ الْخَالِقِ جَلَّ جَلاَلُهُ وَتَقَدَسَتْ أَسْمَاؤُه، وَهُوَ فَرَحٌ يَلِيْقُ بِجَلاَلِهِ وَعَظَمَتِه، مِنْ غَيْرِ تَحْرِيْفٍ وَلَا تَعْطِيْل، وَلاَ تَكْيِّيْفٍ وَلاَ تَمْثِيْل، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، فَفِي صَحِيْحِ مُسْلِم، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ، وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا، قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ)، ((فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ، مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ) ذَكَرَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: “أنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ خَلَقَ عِبَادَهُ لَه، وَلِهَذَا اشْتَرَى مِنْهُمْ أَنْفُسَهُم، وَهَذَا الْشِرَاَء، دَلِيْلٌ عَلىَ أَنَّهَا مَحْبُوْبَةٌ لَه، مُصْطَفَاةٌ عِنْدَه، مَرْضِيْةٌ لَدِيْه، وَقَدْرُ الْسِّلْعَة، يُعْرَفُ بِجَلاَلَةِ قَدْرِ مُشْتَرِيْهَا، وَبِمِقْدَارِ ثَمَنِهَا، فَالْسِّلْعَةُ أَنْت، وَاللهُ المُشْتَرِى، وَالْثَمَنُ جَنَتُه، وَالْنَظَرُ إِلىَ وَجْهِهِ وَسَمَاعُ كَلاَمِه، فِى دَارِ الأَمْنِ وَالْسَّلاَم، فَإِذَا هَرَبَ الْعَبْدُ عَنْ سَيِّدِهِ وَمَالِكِه، مُعْرِضَاً عَنْ رِضَاه، وَصَالَحَ عَدُوَهَ وَوَالاَه، وَصَارَ مِنْ جُنْدِه، مُؤْثِرَاً لمِرَضَاتِهِ عَلىَ مَرْضَاةِ وَلِيْهِ وَمَالِكِه، فَقَدْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلْعُقُوْبَة، فِإِذَا عَاوَدَهُ وَأَقْبَلَ إِلِيْه، وَتَخَلَّى عَنْ غَيْرِه، كَيْفَ لاَ يَفْرَحُ بِهِ مُحِبُه؟، أَعْظَمَ فَرَحٍ وَأَكْمَلَه، وَذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيِهِ مَنْ يَشَاءُ، وَاللهُ ذُوْ الْفَضْلِ الْعَظِيْم”.
وقال فضيلته إِخْوَةَ الإِيْمَان: إِذَا أَقْبَلَ الْعَبْدُ تَائِبَاً لِرَبِه، مُقِرَّاً بِذَنْبِه، نَادِمَاً عَلِيْه، عَازِمَاً أَلاَّ يَعُوْدَ إِلِيْه، فَرِحَ الْرَّبُ جَلَّ جَلاَلُهُ بِتَوْبَتِه، فَرَحَ إِحْسَانٍ وَبِرٍ وَلُطْف، وَهُوَ الْغَنِيُّ عَنْ عِبَادِه، فَيُجَازِيْ سُبْحَانَهُ عَبْدَهُ الْتَائِب، فَرَحَاً وَسُرُوْرَا، وَلَذَّةً وَحُبُوْرَا، فَلَّمَا فَرِحَ اللهُ تَعَالىَ بِتَوْبَةِ عَبْدِه، أَعْقَبَهُ فَرَحَاً وَبَهْجَةً فِي قَلْبِه وَفِي الْحَدِيْثِ الْقُدْسِي: (يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ، فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ، فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً، لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً)، رَوَاهُ مُسْلِم.
وبين الشيخ ماهر المعيقلي أن َاللهُ جَلَّ جَلاَلُه، يُحِبُ لِعِبَادِهِ أَنَّ يَتُوْبُوْا إِلِيْه، وَأَنْ يَسْتَقِيْمُوْا عَلىَ طَاعَتِه، حَتَى يَفُوْزُوْا بِجَنَتِهِ وَرِضْوَانِه، (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)، بَلْ وَمِنْ رَحْمَتِهِ وَكَرَمِهِ وَجُوْدِه، يُبَدِّلُ سَيِئَاتِ الْتَائِبِ بِالْحَسَنَات: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)، فَلْنَصْدُقْ فِي تَوْبَتِنَا يَا عِبَادَ الله، فَالْتَوْبَةُ هِيَ أَوْلُ مَنَازِلِ الْسَائِرِيْنَ إِلىَ الله، وَأَوْسَطُهَا وآخرُها، فلا يفارقُها العبد حتى الممات، (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
خطيب المسجد الحرام: تلمَّسوا الخيرَ والبركة مع كبار السن
خطيب المسجد الحرام: تلمَّسوا الخيرَ والبركة مع كبار السن
المعيقلي في خطبة الجمعة: كيف لا نجلّ كبير السن فينا ورسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:(الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ)
خطيب المسجد الحرام: تلمَّسوا الخيرَ والبركة مع كبار السن
خطيب المسجد الحرام: جبر الخواطر سجيةٌ تدل على سمو نفس صاحبها ورجاحة عقله
أبلغ عن إشهار غير لائق