تصدرت مدارس تحفيظ القرآن الكريم في المملكة، المراكز الأولى في نتائج اختبار القدرات، التي أعلنها المركز الوطني للقياس، لتحافظ على تفوقها وتصدرها قائمة العشر الأوائل في القدرات العامة (نظري) بنين وبنات، على مدار السنوات الماضية، وتظهر تفوق طلابها في التحصيل العلمي. وتعد نتائج القدرات التي يُنظّمها ويشرف عليها المركز الوطني للقياس،مؤشراً مهما على قدرات الطلاب والطالبات ومستوى تحصيلهم، وتفوقهم، فهي اختبارات تعد بعناية فائقة، وَفْقَ معايير علمية ومنهجية لقياس مستوى وقدرات طلاب وطالبات المرحلة الثانوية، وتدخل نتائج القدرات في تحديد مستوى الطلاب والطالبات وتأهيلهم للجامعات، إِضَافَةً إلى نسب معدلاتهم في التحصيل العلمي في الثاني والثالث الثانوي، والمعدل التراكمي. وطِبْقَاً للنتائج المعلنة من قياس لاختبارات البنين "نظري"، خلال العام الحالي 1441ه جاءت في المركز الأول ثانوية الإمام عاصم بن أبي النجود لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة ، والثاني ثانوية الإمام ابن كثير المكي لتحفيظ القرآن الكريم، والثالث ثانوية أبي عمرو البصري للتحفيظ بالرياض ،والرابع المعهد العلمي في الدرعية ، والخامس ثانوية تحفيظ القرآن الكريم بالظهران، والسادس ثانوية مجمع الإمام الدوري لتحفيظ القرآن الكريم بالدمام ، والسابع ثانوية مجمع صالح الراجحي لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض ، والثامن ثانوية الإمام شعبة لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض ، والتاسع ثانوية الأرقم بن أبي الأرقم لتحفيظ القرآن الكريم بخميس مشيط ، وجاء في المركز العاشر ثانوية مجمع الشيخ عبد العزيز المسند لتحفيظ القرآن الكريم ببريدة ، وكذلك جاءت قائمة العشر الأوائل للمدارس المتصدرة نتائج قياس القدرات بمدارس البنات. وهي نتائج قريبة من تلك التي حققتها مدارس تحفيظ القرآن الكريم في الأعوام السابقة، طبقاً للنتائج المعلنة من المركز الوطني للقياس. وفي دراسة ميدانية قام بها الباحث الاجتماعي، سلمان بن محمد العُمري، شارك فيها مجموعة من المتسابقين على جائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم، كان من محاورها: مدى التعارض مع التحصيل، أَوْضَحَتِ الدراسة أن (98.2%) من عينة البنين، أكدوا أن الحفظ لم يتعارض مع التحصيل الدراسي، وأن ما يقارب (30%) قد شجعهم الحفظ على الدراسة، وساعدهم على التفوق، في حين أن عينة البنات كشفتْ أن (91.5) أكدن أن الحفظ لم يتعارض عندهن مع التحصيل الدراسي. ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، مدارس حكومية وأهلية، تابعة لوزارة التربية والتعليم، تقع ضمن منظومة التعليم العام في المملكة، وهي كغيرها من مدارس التعليم العام تشمل المراحل الدراسية الثلاث: الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية، والمناهج والمقررات الدراسية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة مطابقة – بوجه عام – لمناهج ومقررات مدارس التعليم العام الأخرى، غير أنه يضاف لها منهج مكثف لحفظ القرآن الكريم، حيث يتم الطالب حفظ القرآن الكريم كاملاً بنهاية المرحلة المتوسطة، أما المرحلة الثانوية فهي مرحلة تخصصية في القرآن الكريم والعلوم الشرعية، مع دراسة لمواد الإعداد العامة التي يدرسها الطلاب في جميع الثانويات العامة الأخرى، وهي بذلك تشكل مساراً يوازي التخصصات في الثانويات العامة الأخرى الشرعية والطبيعية وغيرها، وهذا المسار هو مسار الثانوية العامة لتحفيظ القرآن الكريم.