لا يمكن أن يمضي موسم الحج ويقف الكاتب والصحفي والمصور والمغرد متفرجاً دون أن ينقل صورة حية للعالم أجمع للجهود الكبيرة والجبارة والإنجازات العظيمة التي تقدمها المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، والتي لم نكن لنشاهدها لولا توفيق الله أولاً ثم عناية وحرص قيادة هذه البلاد المباركة بكامل طاقاتها البشرية والمادية في تقديم الغالي والنفيس في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين والبلدتين الطيبتين المقدستين. وقد ساهمت جُل وسائل الإعلام الرسمية والحرة -ولله الحمد -خلال الأيام الماضية في نقل صورة مشرفة للعالم في خدمة وتنظيم الحشود البشرية، ولا زالت تطالعنا بالمشاهد الحية والصور الرائعة والمواقف النبيلة للقائمين على خدمة الحجيج في أطهر وأقدس الأماكن المقدسة. فمن مشهد ينقل لك مشاعر فياضة ودموع صادقة لحاج أقعده المرض حين وصوله للمدينة المنورة، وساوره الخوف ألا يتمكن من إتمام نسكه، وهي الرحلة العظيمة التي يتمناها كل مسلم، ويعمل سنوات حتى يبلغها ويسعى جاهداً كي يؤديها على الوجه الأتم؛ ثم يقعده المرض عن مواصلة نسكه، فتقوم الدولة كعادتها ممثلة في وزارة الصحة في نقله مع جميع المرضى المنومين في المستشفيات عبر سيارات إسعاف بكامل تجهيزاتها وكوادرها الطبية المتخصصة وتأمين كل مايحتاجونه أثناء نقلهم من المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة ثم تنقلهم بين المشاعر وسط عناية طبية فائقة. وتنتقل إلى زاوية أخرى فتجد مريضاً يحتاج لعملية جراحية تكلف 70 الف ريال وربما أكثر، فتجرى له مجاناً دون أي تكاليف يتحملها الحاج أو أسرته. وفي مشهد آخر تشاهد رجال الأمن يتعاملون مع الحجاج والزوار بمنتهى الرقي والرحمة والشفقة، فهذا يحمل الكبير، وذاك يساعد المريض، وآخر يعين الضعيف، ولم يشغلهم ذلك كله عن ملاعبة الأطفال والتلطف معهم. وتنتقل بك العدسة لمكان آخر فتشاهد التنظيم والترتيب والانسيابية في مشهد يعجز القلم عن تصويره والبيان أن يحيط به، ليؤدي أكثر من مليونين ونصف المليون حاج فريضتهم بكل راحة ويسر في زمان ومكان واحد. وفي مشهد ثان وثالث ورابع … تشاهد الجهات الحكومية والخيرية بكامل جاهزيتها والفرق التطوعية بدون استثناء يساهمون في خدمة الحجيج ويقدمون لهم مختلف المآكل والمشارب أثناء تنقلهم في المشاعر. بقي القول يا ساده … إن إدارة المملكة العربية السعودية للحج إدارة كفاءة واقتدار، مستمدة العون من الله تعالى ثم بعزم وإصرار قادتها لتسهيل الخدمات كافة لقاصدي الحرمين الشريفين، لا ترجو من أحد من البشر جزاءً أو شكوراً، لم يشغلها عن ذلك مناصرة الشرعية في اليمن، وحماية حدودها مترامية الأطراف، وحفظ الأمن في مناطقها الشاسعة. فاللهم وفق قادة هذه البلاد والقائمين على خدمة الحجيج من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده إلى الجندي المخلص في الميدان الذي لا يتوانى في أداء عمله على الوجه الأكمل … فشكراً لكم جميعاً. يسرني جميل تواصلكم @m2025a