يرصد الإعلامي الدكتور فهد بن عبد العزيز السنيدي، بكتابه «في صحبة السميط رحمه الله.. رحلة في أعماق القارة المنسية»، الذي سيكون مطروحاً بمعرض الرياض الدولي للكتاب الأربعاء المقبل، رحلة مع الدكتور عبدالرحمن حمود السميط، تحوي الكثير، وضح من خلاله خوافي الرحلة بدء بالحديث عن الدكتور السميط وأسرار حياته هناك وبعض القصص الغريبة في عمله الدعوي والإغاثي مثل حديثه عن عائلته. كتاب ( في صحبة السميط رحمه الله …. رحلة في أعماق القارة المنسية) من منشورات دار عالم الكتب بالرياض مدعما بالصور التي تم التقاطها أثناء الرحلة . ويذكر الدكتور السنيدي، في الكتاب بعض أحاديث الشيخ السميط عن أسرته فيقول على لسان الشيخ، «وأحمد الله وأشكره أن زوجتي ساعدتني كثيراً في عملي، فكانت زاهدة لا تريد مالاً في هذه الدنيا، فلذلك كل سنة نذهب فيها إلى إفريقيا كانت تصبر هي والأولاد على الحياة الصعبة، ننام بمساجد طينية، ونجلس اليوم الكامل دون نأكل، أو نجلس على نوع واحد من الأكل أياماً عديدة». ويتابع، «لازلت أذكر يوما من الأيام كنا نائمين مع أولادي في مسجد من مساجد ملاوي، فقالوا: يا أبانا مضى لنا خمسة أيام لا نأكل إلا الموز، نشعر أن بطوننا تقلصت، فاشتر لنا شيئاً ساخناً نأكله، قلت لهم: نحن في قرية نائية من أين آتي بالأشياء الساخنة! فقالوا: اشتر لنا أي شيء، قلت لهم: مثل ماذا؟ قالوا: مثل البيض، قلتلهم: اصبروا على يومين وأعاهدكم أن تأكلوا دجاجاً؛ لأننا سنصل إلى مدينة كبيرة ونستطيع أن نحصل على دجاج فيها، فأصروا على طلب البيض، فذهبنا وجمعنا البيض من الأكواخ؛ لأنه لا توجد سوق في القرية آنذاك، وكنا كلما كسرنا بيضة وجدناها فاسدة، فقلت لهم: هذا عقاب الله لكم». ويواصل الدكتور السنيدي، لقد عوّد الدكتور السميط أبناءه وأهل بيته على الإنفاق، فيقول «البخيل من أبنائي من ينفق نصف ماله لله»، ويتابع جلست زوجته في كندا في دراسته سنوات معه، وهي بنت عائلة ثرية وعندها خير ومال لكنها تصدقت به، وظلت سنوات لا تملك إلا القليل من الملابس، هذه المرأة الفاضلة التي هي وراء هذا الرجل العظيم، والأبناء الصالحون الذين ضحوا بحياتهم وبأموالهم وبوظائفهم لله جل وعلا هم نتاج هذه الأسرة المباركة. وأشار بكتابه إلى ما يلاقيه الدعاة في مدغشقر من مآسٍ ومصاعب حيث رصدها المؤلف، كما قام بتصوير الرحلة تصويرا تاما بين من خلاله المواقف الصعبة التي مرت بهم مثل سقوطهم في المستنقعات ومهاجمة التماسيح والأفاعي لهم. ورصد المؤلف في الكتاب غرائب القبائل مثل قبيلة الماساي، فقال «قبيلة الماساي معروفون بأنهم محاربون أشداء وبالذات في قتل الأسود، ولهذا فإن كثيرًا من المختصين في دائرة الحديث عن الحيوانات يؤكدون أن الأسود تعرف رائحة أحد أفراد قبيلة الماساي، وأجريت تجارب في بعض حدائق الحيوان وخصوصًا في نيروبي؛ حيث يمر الناس أمام الأسد فلا يتغير، فإذا مر أحد المحاربين من قبيلة الماساي وخصوصًا الأشداء منهم فزع الأسد». ويضيف المؤلف، «زرنا قرية أخرى من قبائل الماساي، ومعظم أهل القرية من المسلمين، ودار بيننا حوار طويل حول رعاية أيتامهم، وتعليمهم الإسلام، وطلبوا بناء مسجد من الطين أو الخشب لهم، وطلبوا حفر بئر»، مشيرا إلى أنه عند نهاية اللقاء أصر زعيم القبيلة على أن يُهديني رابطة اليد الخاصة به، فأخبرته أننا لا نلبسها، لكن الشخص المرافق معي رفض الترجمة، وقال ليخذها لأنه من العيب عندهم أن ترفض هذه الرابطة، وهم لا يهدونها إلا للشخص الغالي عندهم فأخذتها مرغمًا». ويحتوي الكتاب على «خادم الدعوة، مدغشقر جزيرة الواقواق, السميط ولذة الدعوة بمدغشقر، إطلالة على حياة الدعاة في مدغشق، ماجونقا..كعبة مدغشقر, زيارة قرية مكة، يوم أن تهنا في الغابة، الدعاة وخطرالتماسيح، زيارة لرئيس ملوك قبائل الأنتيمور، التنصيرفي مقديشيو». الدكتور عبدالرحمن حمود السميط، رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر «مسلمي إفريقيا سابقًا»، تخرَّج من جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطبِّ والجراحة، حصل على دبلوم أمراض مناطق حارَّة من جامعة ليفربول عام 1974م، واستكمل دراساته العليا في جامعة ماكجل الكنديَّة، متخصِّصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، عمل إخصائيًّا في مستشفى الصباح في الفترة من 1980 – 1983م، ونشر العديد من الأبحاث العلميَّة والطبية في مجال القولون والفحص بالمنظار لأورام السرطان، كما أصدر أربعة كتب هي: "لبيك إفريقيا"، و"دمعة على إفريقيا"، "رسالة إلى ولدي"، "العرب والمسلمون في مدغشقر"، بالإضافة إلى العديد من البحوث وأوراق العمل ومئات المقالات التي نُشِرت في صحف متنوِّعة.