لربما ترغب بالانعزال عن هذا العالم المتلاطم المليء بمشاعر انكفأت في حنايا النسيان لتتوجس الكثير من الأمل الموصد الأبواب تداعب ذكريات لطالما لطمت جروح الزمان لتعيد ذاك المسلسل الذي ما زال يعرض على مسرح الفشل. تترقب الأقدار بوجل ولهفة لعلها تحمل بشائر استنزفت كل طاقات الفرح وجففت منابع الكلمات حتى تلاشت الحروف بين كثبان المشاعر. تجري بك رياح التفاؤل نحو صحراء متعطشة لرمق الحياة فتعصف بك توجسات الماضي بمزيج من عبق المستقبل المجهول لترسم في روحك لوحة سيريالية بألوان تداخلت أصباغها بحبات من رمال الحقيقة لتتمازج تلك بتلك. لوحة لم أستطع أن أقرأ بدايتها لتنتهي نهايتها دون أن تنطق بتفاصيل صمتت عن البوح الخفي. تنزوي في زوايا هذا العالم تأسرك فكرة وتقتلك أخرى. تلتهمك دمعة عصت قدرها فأبت أن تعبر عن حالها فجاهدت لتكون في مهجعها دون أن تكشف عن سترها. شريط الأيام ما أطوله …ما أسرعه …كم هو ممل وكم هو جميل. سهام الوقت تدق طبول الفرح بنكهة الخذلان لترتشف قهوة اليأس على قارعة الحياة. وتمضي تلك الأيام بطيئة متهالكة تنازع لحظات البقاء وتنزف الكثير من دماء الأمل المسكوب على أعتاب العمر. تغزو عارضك سحائب الوقار لترسم لوحة بيضاء على وجهك الذي مازال شاهدا على العصر . تستفيق فجأة من سكرة الأمل المخدوع على الشواطئ القاحلة لتتوهج بإيمان طاغٍ أنساك ما أبكاك. تلملم بقايا عيدان لم تنكسر لتشتعل حباً وشوقاً نحو ذاك الأمل البعيد تناجي وتبتهل وتنتعش برائحة زكية طارت بك نحو ذاك المصير المجهول المعلوم. تتنادى في فؤادك حروف الهيه وتنسكب أحزانك على ذاك الباب العظيم فتنهمر مشاعر العنفوان فتصمت بكلمات مبهمة وغموض تاهت بوصلته كثيرا . هكذا كنت ومازلت ذاك العبد المتلهف لرداء الرحمة في حر الهجيرة. أمسي كنهاري أعيشه دون كلمات …دون عبارات … دون تفصيلات. فورود الأمس لم تعد سوى لوحات صامتة زاحمت فنائي الذي لم يعد فناء . بساتين العمر أزفت على الرحيل وحانت ساعات الرحيل الأبدي للقاء جميل في ارض لم تعد كما كانت . إلهي قد أتيتك والخجل يعتصرني فلم أكن بهذا اللقاء قد ارتأيت ولكنه قرارك الصارم الذي قصم كل حي. يحدوني ظن يخجل منه ظني وأنت يا إلهي بعبدك بصير بل وبه عليم خبير. عيد بن محمد العويش * مستشار أسري ومدرب معتمد