بفضل الله وكرمه أسدل الستار عن أكبر وأضخم ميزانية في تاريخ المملكة العربية السعودية، ميزانية الخير والعطاء، بجهود جبارة قام بها سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – بتوجيهات حثيثة من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه ورعاه -. فاليوم تثبت مملكة العز والشموخ أن هذا الوطن قوي بولاة أمره العظام وشعبه الكريم، فميزانية هذا العام أكدت للجميع أن مملكتنا الغالية تسير في الطريق الصحيح لرؤية 2030 التي ستساهم في تطوير مقدرات ومكتسبات هذا الوطن. ومن اللافت للانتباه أن ارتفاع حجم ميزانية هذا العام كان بعيداً عن صادرات النفط، وذلك بتطوير وتنظيم موارد الدخل التي تكفل للمملكة مصادر أخرى بعيدة كل البعد عن النفط، وهذا لم يأتِ من فراغ بل جاء وفق رؤية عظيمة ثاقبة يشرف عليها بشكل مباشر سمو ولي العهد الذي سخر جل وقته من أجل رقي هذا الوطن ورفعته. وقد أصبح حجم العمل على جميع المسؤولين بالمملكة دون استثناء كبيراً وكبيراً جداً، فلا مكان بعد اليوم لمن يعمل من أجل المنصب أو من يفكر في تضخم حجم ثروته، فالبقاء دائماً لمن يعمل لرقي هذا الوطن وإسعاد شعبه الكريم، فليس هناك بعد اليوم أعذار أو مبررات لأحد فولاة أمر هذا الوطن سخروا الغالي والنفيس من أجل رفعة هذا الوطن ورفاهية المواطن. لقد ساهمت حكمة القيادة الرشيدة في ارتفاع ميزانية هذا العام رغم ظروف الحرب التي تشهدها المملكة مع الحوثيين، ورغم تقلبات أسعار النفط، ورغم ضخامة حجم المشاريع التي تقوم بها الدولة، وهذا إن دل فإنما يدل على أنّ هناك عملاً جباراً وخططاً حكيمة ترسمها الدولة من أجل الوصول إلى أفضل السبل، ولعل حجم هذه الميزانية سيسهم بشكل كبير في زيادة التنمية في شتى ربوع الوطن للوصول للهدف المنشود رؤية 2030 المباركة التي ستنقل المملكة لمصاف الدول الكبرى بإذن الله. لقد حملت الميزانية المباركة مضامين مهمة نستشرف من خلالها حرص الحكومة الرشيدة على توفير كل ما ينعم به الوطن والمواطن من أمن ورخاء وطيب العيش، كما أنها تكرس واقع المرحلة الخاصة في تنفيذ رؤية 2030م، وكذلك متطلبات المرحلة المستقبلية وأولويات نمو الوطن، وتعزيز قدراته في جميع المجالات. إننا أمام ميزانية ضخمة وقادرة على استكمال مسيرة النمو والعطاء لهذا البلد الغالي، فلله الحمد والشكر على هذه النعمة الفضلى التي يفتقدها غيرنا وبهذه المناسبة الكريمة؛ أرفع لمولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – يحفظهم الله – التهنئة القلبية بهذه المناسبة الكريمة التي أثلجت صدورنا جميعاً. دمت لنا يا وطن ودام عزك سعيد محمد الهاجري