«موديز» ترفع تصنيف السعودية إلى «Aa3» مع نظرة مستقبلية مستقرة    ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الأخدود والشباب    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطيب المسجد الحرام يدعو الرعية والعلماء والكبراء لمؤازرة خادم الحرمين
نشر في تواصل يوم 23 - 01 - 2015

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام اليوم " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رحيله عز رحيل وفي وفاته عزاء وسلوى عما مضى في ذلك السبيل قال تعالى (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ) والموت في هذه الدنيا نهاية كل حي وختام كل شيء ، قال تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) والرحيل عن هذه الدنيا ووداع الأحياء هو القدر الذي ليس عنه مناص والحتم الذي لا مهرب منه فهو قدر الحياة والأحياء منتهى الخلائق ومآل الأشياء وهو المصيبة التي قال الله عنها ( فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ) ورغم يقين الخلق وانتظارهم له إلا أن لحضوره هيبة ولوقعه في النفس رهبة يترك حضوره في النفس انكسارا ويخلف مروره في الأفئدة لوعة وأشجانا ، وإن استحكم الحزن على النفس بوفاة حبيب أو قريب فإن الخطب يجل والمصيبة تعظم حين يخطف الموت الأمهات والآباء والعلماء والفضلاء فكيف إذا غيب الموت قائدا وحاكما لبلد وإماما وملكا لدولة ورمزا لأمة ولقد رزئت هذه البلاد المملكة العربية السعودية يوم أمس بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود رحم الله منه الجسد والروح وأقال الله عثاره وأعلى في الجنة مقامه وتغمده بواسع عفوه وسكب عليه من فيوض رحماته وأخلف الله على بلادنا والمسلمين خيرا.
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام بأن العرب والمسلمين قد افتقدوه وافتقدوا هيبته الأمم والدول وافتقدت حزمه للمواقف والأزمات إلا أن عزاءنا في أثره الخالد وتركته الباقية وأعماله الشاهدة تشهد بذلك مآذن المسجد الحرام وسواريه ومطاف الكعبة الشريفة وأروقة الصلاة ومباني مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وساحاته ، وتعترف بفضله حدود البلاد التي بعون الله أمنها وأرجاء الدولة التي بتوفيق الله نماها وأصلحها والتعليم الذي أعلى من شأنه وصروح الصحة التي شادها فحق علينا أن ندعوا له ونكثر فقد كان كثيرا ما يسأل شعبه الدعوات يأمل منهم أن يسألوا الله العافية والرحمات، إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ودعا فضيلته الله أن يجبرنا في مصيبتنا ، فأحسن الله عزاءنا وعزاء المسلمين وجبر مصابنا ومصاب المسلمين وأخلف علينا خيرا ولا نقول إلا ما يرضي ربنا والحمد لله رب العالمين .
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أنه منذ ثلاثة قرون وحين مكن لهذه الأسرة الحاكمة الكريمة على هذه الأرض الطيبة المملكة العربية السعودية والحكام والأمراء منها يتعاقبون في الحكم والقيام بمسؤولياته ما غاب منهم سيد إلا قام سيد آخر وحين ولدت هذه البلاد ولدت واقفة وسرعان ما أصبحت شابًّا ولم تزل ولم يكن لهذا أن يستمر ويكون لولا توفيق الله تعالى وإرادته الخير لهذه البلاد وشعبها الذين هم معدن العرب ومادة الإسلام وأن النهج الذي صارت عليه هذه البلاد والبناء الذي أسست به كان على تقوى من الله واتباع لرسول الله وإعلاء لشريعة الله وبسطا لكلمته وستبقى ما بقيت على هذا النهج وستدوم ما دامت محافظة على هذا الأساس ومن جميل الحال وحسن التوفيق أن الملوك والأمراء من ذهب منهم إلى رحمة الله ومن بقي محفوفا برعاية الله واعون لهذه الحقيقة مدركون لهذا الأمر زادهم الله ثباتا وتوفيقا.
وأضاف آل طالب أن أبلغ العزاء في فقيد المملكة العربية السعودية أن خلفه كبير في نفسه وكبير في نفوس شعبه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، سلمان الفأل والسلامة سلمه الله وحفظه وأخذ بيده في دروب التوفيق وسهل الله له كل أمر وطوع له كل صعب ، فألقت إليه البلاد بمقاليد الرئاسة وتوجته بتاج الملك والبلاد تستحضر تاريخه الطويل في القيادة والحكم والعزم والحزم وتتفاءل بمستقبل نير وقادم خير يتضمن كما عودها إجلالا لشرع الله وحملته وحفظ الشريعة وحماية جنباتها ودفع عجلة التنمية والتطوير في جميع المناحي وقيادة سفينة البلاد في تلك الظروف المعقدة المحيطة ، فحق له أن نبايعه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر وحق له أن ننصح له ونعينه وأن تلتف الرعية حوله خصوصا العلماء والأمراء والكبراء في تلاحم يغيظ العدو و يكبد الشامت ويخلف ظنون المرجفين الذين ما فتئوا أن يزايدوا على كل موقف ويراهنون على كل حدث.
وأكد فضيلته أن هذه البلاد لا يوهنها فقد القادة وإن جلوا ولا يضرها رحيل الملوك وإن عظموا ، فإن سر قوتها ومدد بقائها هو منهجها الذي تترسم وشريعتها التي تطبقها وتحكمها ، فأيها المسلمون عموما والمملكة العربية السعودية خصوصا كلما عظم الحدث ثارت حوله الأقاويل والتكهنات وصارت خلفه الأكاذيب وبثت الإشاعات ، والإشاعات سلاح العدو منذ القرون السالفات ، فاحذروا أن تعينوا العدو على أنفسكم وتؤتونهم مهلة النيل منكم بأيديكم خصوصا مع سهولة تناقل الأخبار في هذه الأوقات فإن لكم أعداء هذا سلاحهم فلتكن أجهزتكم مدفنا لمثل هذه الإشاعات والأقاويل ، وليكن منهجكم وصية الله لكم قال تعالى (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) .
وأبان فضيلته أن من بركة الشريعة اجتماع الكلمة والتوافق في الأمر وإذا بايع أهل العقد والحل حاكما انعقد له الأمر ووجب على الجميع طاعته بالمعروف ويكفي في البيعة انعقاد القلب بها وقبول النفس بالحاكم والرضا به وذلك لمن لم تتيسر له البيعة المباشرة وفي الحديث ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ).
وأشار فضيلته إلى أن البيعة من هدي الإسلام وهي من معالي أمن الدول واستقرار البلاد ، ومقتضيات البيعة ولوازمها على المبايع والمبايع عظيمة عند الله وعند الناس ، أعان الله الجميع على القيام بها والوفاء بعقدها.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام : إننا نشهد الله أننا بايعنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونبايعه على السمع والطاعة وعلى ما أمر الله به وأمر به الرسول كما نبايع الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد على السمع والطاعة وعلى ما أمر الله به ورسوله وفقهم الله وأعانهم وسدد خطاهم وأجرى الخير على أيديهم ونبايع ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وفقه الله وأعانه وسدده .
وتحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة اليوم عن المصاب الجلل الذي أصاب الأمة برحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله الذي كان زعيما فذا من عظماء القادة اتخذ الكتاب والسنة نبراسا له في شؤونه وبسط حكم الشريعة على بلاد الحرمين.
وأكد أنه بفضل من الله تعالى وبتمسك هذه البلاد بشريعة الله قد بايع أهل الحل والعقد والرعية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكا لهذه البلاد, بيعة شرعية نابعة من الكتاب والسنة , اتسمت بالود والألفة والدعاء , كما بايعوا أخاه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء , يؤازره ويناصره.
وقد استهل إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة بحث المسلمين على تقوى الله سبحانه حق التقوى, لأن النعيم في الهدى والشقاء في موافقة الهوى.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم أن مِنن الله على عباده جسام ونعمه عليهم عظام ومن أجل نعمه أن أرسل الرسل به معرفين ولتوحيده داعين وهم وسائط بين الله وخلقه في أمره ونهيه والسفراء بينه وبين عباده قال سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) لا سبيل إلى السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة إلا على أيديهم ولا طريق إلى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل إلا من جهتهم ولاينال رضى الله تعالى إلا عن طريقهم.
وأكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ القاسم أن خير الرسل هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وشرف أمته وعلو منزلتها به.
وأوضح أنه لفضله عليه السلام كان صحبه خير صحبٍ لنبي وقرنه خير قرن وما فضل إلا به , وأنه لفضل الله عليه كان أكبر تابع يوم القيامة اختاره الله من بين الناس فكان سيد ولد آدم واصطفاه الله على الخلق فكان خيرهم, موردا قوله عليه السلام " إِن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ، وَاصْطَفَى مِن ْكِنَانَةَ قُرَيْشًا ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ ، وَاصْطَفَانِي مِن ْبَنِي هَاشِمٍ" .
وبين الشيخ القاسم أن من فضل النبي عليه الصلاة والسلام أن عظمه الله تعالى فأقسم بعمره ولم يناده في كتابه الكريم باسم مجرد كسائر الأنبياء بل ناداه باسم النبوة والرسالة شرح الله عز وجل صدره وغفر ذنبه ورفع ذكره وأخذ الله على النبيين الميثاق بالإيمان مستشهدا فضيلته بقول الله تعالى ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا ).
وأفاد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله تعالى ختم برسول الله صلى الله عليه وسلم, النبوة والرسالة وأتم به الدين قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ).
وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم أن الله سبحانه وتعالى قد أيد نبيه صلى الله عليه وسلم بالآيات وأنزل عليه أفضل كتاب وحفظ دينه ووعد بنصره.
وذكر فضيلته أن الإيمان به عليه الصلاة والسلام ومحبته وتصديقه أصل من أصول الدين قرنت الشهادة له بالرسالة, بالشهادة لله بالوحدانية أرسله الله تعالى إلى العرب والعجم والإنس والجن, مورداً قول الحق تبارك تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) أرسله تعالى رحمة للعالمين فحصل لهم النفع برسالته ورحمته بالمؤمنين خاصة وما ترك خيرا إلا ودل الأمة عليه ولا شرا إلا حذرها منه, مستشهدا كذلك بقوله عليه الصلاة و السلام " مَايَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ , وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ , وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ , وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ".
وأوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أنه وجب على أهل الكتاب الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم , وأن من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ويتبعه توعده الله عز وجل بالنار مستشهدا فضيلته بقول الله تعالى (وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا ), مضيفا أنه لا غنى للناس عن الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وطاعته في كل مكان وزمان ليلا ونهارا سفرا وحضرا علانية وسرا جماعة وفرادى , وأن الله سبحانه وتعالى قد علمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم ما لم نكن نعلم.
وأشار إلى أنه لا يتحقق إيمان العبد بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا بطاعته قال تعالى (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) , حيث أمر الله سبحانه وتعالى بطاعته في أكثر من ثلاثين موضعًا في القرآن وقرن طاعته بطاعته عز وجل وقرن بين مخالفة الله عز وجل ومخالفة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الشيخ القاسم إن من أعظم خصال التقوى وأصلها إفراد الله بالعبادة وإفراد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمتابعة قال تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) وفي ذلك حياة المرء وسعادته.
وحذر فضيلة الشيخ القاسم المسلمين من مخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم قائلا إن الفتنة في مخالفته فمن حادّ الرسول عليه الصلاة والسلام أذله الله قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ) فلا رأي لأحد مع سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأبان إمام وخطيب المسجد النبوي أن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم من أسس الدين ومن حكم بعثته, وأن حبه عليه السلام من أعظم واجبات الدين فلا يكفي فيها أصل المحبة بل واجب أن تكون محبة زائدة على محبة جميع الخلق حتى على النفس قال عليه الصلاة والسلام " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده،وولده، والناس أجمعين" ولا ينال العبد حلاوة الإيمان إلا بذلك.
ووجه الشيخ القاسم حديثه للمصلين بقوله كتب الله لنفسه البقاء وحكم على خلقه بالفناء وجميع من في السموات والأرض إلى الزوال ولن يبقى أحد سوى الحي الذي لا يموت قال سبحانه (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) له سبحانه ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
وتحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي عن المصاب الجلل الذي أصاب الأمة. حيث قال في هذا الصدد لقد أصاب العالم اليوم أمر جلل وخطب جسيم ونبأ عظيم فجع برحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله زعيما فذا من عظماء القادة اتخذ الكتاب والسنة نبراسا له في شؤونه وبسط حكم الشريعة على بلاد الحرمين, ملك معتز بدينه أظهر شعائر الإسلام وحمل لواء التوحيد ونبذ الشرك والبدع والخرافات أخذ على عاتقه خدمة الإسلام فبنى في بيت الله الحرام وفي مسجد نبيه عليه السلام أعظم بناية في التاريخ, وكتاب الله العزيز يهب منه الملايين للمسلمين ليتلوه في الآفاق , سعى بكل طريق الألفة المسلمين واتفاقهم, فيما عصفت أمواج الفتن على بلدان حوله , وبتأييد من الله له ثم بحكمته وبحنكته سار بالبلاد إلى الأمن والأمان والرخاء.
ومضى الشيخ القاسم قائلا إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله كان رؤوفا رحيما برعيته عاش على فطرته بصفاء القلب ونقاء السريرة ونقاء الصدر أحبه رعيته فأحبوه فكان من خيار الولاة قال عليه الصلاة والسلام " خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ " .
وأكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أنه بفضل من الله تعالى وبتمسك هذه البلاد بشريعة الله قد بايع أهل الحل والعقد والرعية الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملكًا لهذه البلاد بيعة شرعية نابعة من الكتاب والسنة, اتسمت بالود والألفة والدعاء وبايعوا أخاه الأمير مقرن وليًّا لعهده يؤازره ويناصره وقد قال عليه الصلاة والسلام " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ", مردفا القول إن من حقوق الراعي على الرعية السمع له والطاعة في غير معصية والنصيحة له والدعاء.
ودعا فضيلة الشيخ القاسم في نهاية خطبته الله عز وجل أن يرحم فقيد هذه الأمة, وأن يرفع درجته في عليين ويلحقه بصالح سلف المؤمنين, ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين, وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة, وأن يجعل الله تعالى فقيد الأمة يوم الفزع الأكبر من الآمنين ولحوض نبيه عليه السلام من الواردين ولكأسه من الشاربين , وأن يحشره ربنا بغير حساب ولا عذاب عنده عز وجل في عليين وأن يخلف له في عقبه وشعبه خيرا للإسلام والمسلمين, وأن يجازيه الله سبحانه وتعالى بالحسنات إحسانًا, وأن يجزيه على ما قدم للإسلام والمسلمين خير الجزاء.
وابتهل فضيلة الشيخ القاسم إلى المولى عز وجل أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لما فيه عز الإسلام والمسلمين وأن يعلي به الدين, وأن يسدد أقواله وأفعاله وأن يجعله ذخرا للإسلام والمسلمين , كما دعا المولى جلت قدرته أن يوفق ولي عهده لما فيه خير الإسلام والمسلمين , وأن يعز به الدين ويرفع به كلمة الإسلام , وأن يوفقهما لما يحب ويرضى , وأن يجعل بلادنا بلاد أمن وأمان إيمان وخير واستقرار ورخاء وجميع بلدان المسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.