يخطط أحدنا لمشروع من مشاريعه، ويبدأ فيها بحماسة كبيرة، فيحقق نجاحات في بعضها وإخفاقاً في أخرى، وفي خضم تلك الحماسة، والنتائج المتوقعة وغير المتوقعة، تتسلل إليه أحياناً حالة من الإحباط حين يركّز تفكيره على عدد من جوانب الفشل التي وقعت، فيضخّمها، وتطغى على مزاجه، وهاهنا يبرز دور مهم ل (الأمل) إذ لا بد أن يعوّد مريد النجاح نفسه على (طول النَفَس)، وأن لا ينظر إلى إخفاقه الجزئي والمؤقت، أو تأخر النجاح عن وقته على أنه فشل عام في جميع مسارات الحياة. أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ وعليه أن يدرك أن النتائج لا تحدث بين عشية وضحاها، وأن حل المشكلات المزمنة ليس من خلال قرارات سريعة وآنية، بل بتقديم المرء لأفضل ما لديه، و فعل كل الأسباب المؤهلة لتحقيق الأهداف المطلوبة، ثم القيام بتعديل الصورة الذهنية للمستقبل في عقله، فيتخيله مستقبلاً مشرقاً مطرزاً بالنجاحات المتتالية، فإن حسن الظن، والفأل الحسن أمران مطلوبان لتحقيق النجاح، وأحد العوامل المؤثرة جداً أن يدرك المرء أنه قد يحزن لأنه فاته شيء، ويكون الخير كل الخير في ذلك الفوات ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم). وبرغم أن قانون “الجذب” أو “السر” كما يطلق عليه أحياناً قد بات محل نزاع وخلاف فكري كبير بين من يراه سرّ النجاح، ومن يراه لوناً من الأساطير والخزعبلات، إلا أن الجميع متفقون على أهمية التفاؤل، والتحذير من التشاؤم، وأن (البلاء موكل بالمنطق) كما حدثنا بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم. وقد قيل: ( الناس معادن، تصدأ بالملل، وتتمدد بالأمل، وتنكمش بالألم )، فلنتخذ قرارنا .. سنعمل بكل جدّ، وسنواجه الإخفاقات والأخطاء التي هي من طبيعة كل جهد بشري، وسنصلح ما يمكننا إصلاحه، وسنتعلم من الدرس، وسنواصل المسيرة، وسنؤمل خيراً كثيراًَ ، ولن يفتّ في عزيمتنا شيء، متوكلين قبل ذلك وأثناءه وبعده على السميع العليم، مدركين أنه لن يتحقق لنا شيء إلا بإذنه. ولندرك أن الضربة التي لا تكسر ظهرك فإنها تقوّيك، وتعلمك، وتنضجك، ولهذا يقدّر الناس للخبير خبرته، والتي هي نتاج العدد الكبير من المحاولات الصائبة والخاطئة، والإخفاقات والنجاحات، والتي بمجموعها أخرجت لنا هذا (الخبير). وبدون “الأمل” فإننا نعيش حياة كئيبة، مملوءة بالإحباط والتشكي والبؤس، وننظر حينها للحياة بنظارة سوداء لا ترى شيئاً مبهجاً، ويؤثر فقدان الأمل على صحتنا النفسية والجسدية في آن واحد، كما أنه يجعلنا نتوقف عن التقدم، وحينها فإننا نبدأ في طريق الانحدار الذي لا قاع له. دمتم بخير ،،، محمد سعد العوشن @bin_oshan