لليوم الثامن على التوالي، واصلت سوق الأسهم السعودية تراجعها إلى مستويات قياسية، لم تصلها منذ 2011، واستذكر المتداولون، اليوم الثلاثاء، سيناريوهات 2006، التي ألحقت بالأسهم السعودية خسائر فادحة، بعد أن خسر المؤشر خلال التداولات أكثر من 620 نقطة. وكان مؤشر السوق السعودية قد سجل أكبر خسائر يومية بالنقاط في السنوات ال7 الأخيرة، خلال جلسة 22 يناير 2008، حيث مُني مؤشر السوق آنذاك بخسائر بلغت نحو 977 نقطة، فيما سجل أكبر تراجع يومي من حيث النسبة في السنوات ال7 سنوات، خلال جلسة 6 أكتوبر 2008 بنحو 9.8%. 3 أسباب رئيسية للانهيار عبدالحميد العمري الكاتب الاقتصادي، قال: إن خسائر سوق الأسهم السعودية الرأسمالية بلغت من نهاية أغسطس 2014 إلى يوم 14 ديسمبر الجاري نحو 495.9 مليار ريال. ويرى "العمري": أن الانهيار الذي تشهده السوق المالية يعود لثلاثة أسباب رئيسية، الأول سبب (هيكلي)، حيث يرى أن السوق منخفضة الكفاءة والشفافية منذ تأسيسها، وهو ما ينكشف وجهه مع كل انهيار، ولم يعالج إلى الآن – بحسب تعبيره -. السبب الثاني تراجع أسعار النفط، وهو أحد أقوى العوامل التي تتحكم بالسوق، خاصة عند الانخفاض، ومع ضعف الشفافية ينتشر الخوف، وتضعف الثقة، السبب الثالث (وقتي)، وهو قيام البنوك بتسييل المحافظ الممنوحة تسهيلات بصورة مفرطة، لا تختلف عن الإفراط مسبقاً في ضخها للمحافظ، وعلق قائلاً: "بنوك تلهث وراء الربح فقط! ". حلول عاجلة وأكد الكاتب الاقتصادي شجاع البقمي، أن ما يحدث في سوق الأسهم السعودية انهيار كامل، مضيفاً: "نحتاج إلى سوق مال تستطيع أن تكون مرآة عاكسة لاقتصاد البلد، السوق الحالية محرقة". ووضع "البقمي" عدداً من الحلول التي وصفها بالعاجلة أمام هيئة سوق المال؛ لمواجهة هذا الانهيار منها: خفض نسبة التذبذب إلى 5٪، ومنع تسهيلات البنوك، وتفعيل دور المتحدث الرسمي. وتابع قائلاً: "أتمنى من هيئة السوق المالية أن تقرر إيقاف تداول كل سهم ينخفض 5٪ على غرار سوق أبو ظبي، حيث يقرر إيقاف كل سهم ينخفض 5٪ وأكثر لمدة 5 دقائق، لحماية المستثمرين من بيوع الهلع، الأسهم لدينا.. تنهار ب50٪، ولا أحد يسأل!". ورفض "البقمي" الربط بين النفط وسوق الأسهم، حيث قال: "شماعة الانهيار في سوق الأسهم مجرد كذبة، اليوم الأسهم السعودية تنهار والنفط أخضر!". صمت مريب وقال المستشار المالي علي الجعفري: "أعتقد تسييل البنوك للتسهيلات له دور فيما يدور الآن في تاسي". وأضاف: "أن تتذبذب السوق طبيعي، ولكن أن تفقد من قمتها 569 ملياراً في أقل من 3 أشهر، ومن دون أي ظهور لمسؤولين لإيضاح الوضع؟؟". وسخر "الجعفري" من صمت المسؤولين إلى الآن قائلاً: "خسارة تاسي تقريباً 25٪، و28٪ من قيمة المؤشر والمسؤولين عن المالية، والاقتصاد، لا يتحدثون! يجب إفهام المستثمر أن عندنا سوقاً، وليست بقالة". دور هيئة سوق المال وقال محمد الشميمري مدير استشارات مالية: إن دور هيئة سوق المالية تنظيمي بحت، ولا يصح التعليق إلا بما يخص التنظيم والتثقيف، التعليق الفني دور وزارة المالية، والتجارة، والنقد. وأضاف: "نحتاج مؤتمراً صحفياً شهرياً من محافظ مؤسسة النقد عن البيانات الشهرية، كما يحصل بالدول، وأيضاً من المالية لتعزيز الثقة بالاقتصاد". وتابع: "أسواق المال.. البيع يبدأ بالخوف، ويزيد بالفزع، ويعمق بالهلع، نحن الآن بالمرحلة الثالثة ينبغي من المالية بيان عن الميزانية". ويرى "الشميمري": أن أكبر مؤثر أدى لهذا الهبوط الحاد هو تسييل القروض، أو ما يعرف بالمارجن كول، حينما يبقى 30% من سيولة المحفظة؛ أي 130% مع القرض يتم التسييل القسري". ورفض "الشميمري" الربط بين الهبوط وبين بيع صندوق الاستثمارات، أو التقاعد، أو غيره من الصناديق الحكومية، حيث علق على هذا الرأي قائلاً: "خطأ لم نشهد تغيراً بالتملك، الأرقام هي الحكم".