علي بطيح العمري يعاني من يتصفح بريده الإلكتروني من الرسائل المزعجة التي تقتحم إيميله.. ومعاناتي معها تكمن في أنني من النوع الذي يتصفح بريده الإلكتروني يومياً.. عشرات الرسائل تنهمر علي وإن كانت بدأتْ الآن تقل "قليلاً".. تتنوع هذه الرسائل وأكثرها شباك صيد يقذفها لك هواة الاحتيال.. تارة تأتيك رسالة تقول لك مبروك وتستأهل كل خير لقد فاز إيميلك بجائزة من…. فقط وافنا بعناوينك!.. رسالة أخرى تداعب شهية الدراهم لديك تقول: الأمير الوليد بن طلال أهداك خمسة ملايين دولار!! وننتقل من الرسائل التبشيرية إلى رسائل أخرى تأتيني بأسماء "سوريات" وهي غالب رسائل بريدية.. واحدة تقول إنها أرملة وتشكو حالها، والثانية تقول إنها غنية جداً وتحتاج إلى واحد محترف في التجارة يشغل أموالها.. وثالثة تقول إنها تبحث عن مساعدة وقد تقطعت بها السبل.. ورابعة تقول إنها ورثت أموالاً طائلة ولا تعلم "وين توديها"!!، هذه الرسائل تكتب باللغة العربية وأحياناً بالإنجليزية، والجامع في بينها أنها تطلب بياناتك وعناوينك، وهذه الرسائل تأتيني عبر "الهوت ميل"، أما "الجي ميل" فحتى تاريخ هذه السطور هو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف! لا أخفيكم – قرائي الكرام – استغرابي ما سر التركيز على السوريات تحديداً؟ وبالنسبة لي لا أعرف الجواب فاتركه لكم. والسؤال الذي يتبادر للذهن: هل ما زالت هذه الرسائل تجد من يُلقي لها بالاً وتَلقى من يصدقها.. أشك في ذلك.. وإن كان هناك ناس نُهبت منهم المئات واحتمال الآلاف وهم ينتظرون سراب الملايين!! رسائل النصب التي تعدك بالمساهمات والثراء وتمنيك بدخول نادي الأغنياء.. ونحو ذلك، تتنقل بين الرسائل القصيرة خاصة في السابق، إلى حسابات التواصل الاجتماعي وإلى البرد الإلكترونية.. وغداً سيغير المحتال الوسيلة والطريقة طمعاً في اصطياد الفرائس! الجهات الحكومية تحذر من هذه الرسائل، وكذا "الاتصالات" تحذر عملاءها من تصديق هذه الرسائل، وكذا "البنوك" تبث رسائل توعوية إلى عملائها بضرورة عدم الإفصاح عن بيات العميل.. الانسياق وراء مثل هذه الرسائل قد يورط أي شخص في مواقف لن يحسد عليها بل سيلام عليها.. ففي حال تحويلك لمبالغ لمن لا تعرفهم قد تتورط بدعم الإرهاب فالنية وطيبتك الزائدة لن تشفع لك.. وتسلمك لمبالغ – على افتراض جديتهم – لربما تصبح أحد المتعاونين لعصابات غسيل الأموال أو تجار المخدرات مثلاً.. أضف لذلك اختراق حساباتك البنكية والتقنية.. وبالتالي سيجد الضحية نفسه في كارثة هو في غنى عنها.. لذا كان الحذر والتحذير منها مهماً وضرورياً، أما حكاية حصولك على ثروة طائلة بلا سبب وجيه؛ فهو شبيه بأمل إبليس في الجنة!! * * * * هذه الأبيات الرائعة أبيات للشاعر المصري "محمود غنيم" يقول فيها: مالي وللنجم يرعاني وأرعاه أمسى كلانا يعاف الغمض جفناه لي فيك يا ليل آهات أرددها أواه لو أجدت المحزون أواه لا تحسبني محباً أشتكي وصباً أهّون بما في سبيل الحب ألقاه إني تذكرت والذكرى مؤرقة مجداً تليداً بأيدينا أضعناه ويح العروبة كان الكون مسرحها فأصبحت تتوارى في زواياه أنّى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحاه اليوم حال الخريطة العربية لربما كانت أسوأ مما يصوره الشاعر قبل عقود من الزمن بالطائر مقصوص الجناحين! ولكم تحياااااتي – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – * كاتب إعلامي للتواصل تويتر: @alomary2008 إيميل: [email protected]