قبل خمسة أيام من إقدام "ليث" الطفل اللبناني ابن السادسة عشرة على "رمي نفسه" من شرفة شقته، بدأت والدته تستغرب أموراً ظهرت عليه. وتمثلت العلامات الغربية في سؤاله عن الانتحار وتعلقه غير الطبيعي بالهاتف، سهره طوال الليل وهو يقلب شاشته، رسم وشم على جسمه، وصولاً إلى ظهور علامات الخوف عليه بالإضافة لحركته غير الطبيعية في أرجاء المنزل. وكان من الصعب التكهن أنه من أحد ضحايا الحوت الأزرق، فكيف لأهله أن يعلموا بذلك، وهم لا يدرون شيئاً عن أسرار اللعبة، بحسب صحيفة "النهار" اللبنانية. ففي الأول من مايو عند حوالي الساعة السابعة مساء، كانت الأم "غادة" تقف أمام باب غرفة ليث تحادثه، لكنه "غافلها وطار" على حد قولها. وأضافت: "طار في لحظة تشبه مشهد فيلم هندي، لم أستوعب ما جرى"، ركضت الأم على الدرج من دون أن تصدق ما رأته، وإذا بمالك المبنى يقول لها إن شاباً وقع من الشقة، ثم حضر الصليب الأحمر ونقله إلى أحد المستشفيات وسط ذهول كبير. بعد وقوع الكارثة أطلع مصطفى صديق "ليث"، الأم غادة بأن ابنها كان يلعب لعبة الحوت الأزرق، كما شاهده وهو يمشي على حافة جسر المشاة على رأس النبع حيث يسمونها لعبة الموت. أما شقيقته "رين" فقد رأته عدة مرات يمشي على حافة الشرفة، ويعلق أصابعه على حافتها ويدلي كامل جسده إلى الخارج، إلا أنه كان يطلب منها إلا تخبر أحداً". وتعد هذه أول حالة انتحار في لبنان بينما، شهدت مؤخراً عدة دول عربية منها مصر والجزائر حالات انتحار متعددة لأطفال ومراهقين بسبب لعبة "الحوت الأزرق"؛ الأمر الذي دفع جهات رسمية في الدول للتحذير منها.