بعد تنهيدة عميقة لخصت فكرته وفهمت من خلالها مراده، أنهيت النقاش معه؛ فالوقت أثمن من تضييعه في نقاش بيزنطي عقيم. لكل امرئ من دهره ما تعود، عادات صنعت أطراً وقناعات، ننظر لحياتنا وقدراتنا والعالم من حولنا من خلالها، أدمنا التفكير فيها فبررنا تخبطاتنا وجعلناها أحكاماً قطعية لا يمكن كسرها. إن الله تعالى جعل لكل سبب مسبباً، فخلق الكون بحكمة متناهية، فلا وجود للمصادفة في حياتنا؛ فلكل سبب نتيجة، ولكل نتيجة سواء كنا نعرفها أم لا سبب أو أسباب محددة. يا حظه… كلمة تخرج من أفواهنا كردة فعل مباشرة تجاه أخبار طموحة خارج نطاق تركيبتنا الذهنية. إن الحظ الذي نراه سراباً ما هو إلا فرصة واستعداد والمحظوظ بشر. كمثل البشر لم يسكن القمر ، ولم ينزل علينا من السماء، ولكن عرف السر الإلهي فهُدي إلى السبيل (والذينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَاۚ…) كثيراً ما نخدع أنفسنا بتحجيم دورنا حتى نتجه إلى المبالغة في توصيف الواقع من حولنا، فنصُبّ عليه القطران، الذي تبدد قتامته نجاحات تجعلنا خصماء لأنفسنا. عندما تتغير الحياة لتكون أصعب غير نفسك لتكون أقوى، لا أن تجعلها شماعة تعلق عليها تأخرك عن الركب، وانحرافك عن الجادة. فالمبرر واللوام يترقب السماء أن تمطر ذهباً وفضة ولو فعلت لما تقدم خطوة. يستحيل أن تسوّق ذاتك فضلاً أن تكون ماركة في حياتك وأنت ترى من الزهرة شوكها، وتجعل من الحبة قبة، وتغص في شربة. ما أوصلك إلى هنا لن يوصلك إلى هناك، القناعات التي حملتك لتأخذ وتدع وترفع وتضع؛ لن توصلك إلى ما تأمل حتى تحدث تغييراً بما تقتنع. عندما نتفهّم العوامل التي توقفنا عن المسير، ونتحمل مسؤولية حياتنا، سنخطو خطوات واثقة، وسنصنع إنجازات ما كانت تطرأ على بال بإذن الله. فهد بن عبدالعزيز النقيثان مختص بتسويق الذات