هناك من يرى بعدم أهمية تعليق الدراسة أثناء التقلبات الجوية ويعتبرونها تعطيلاً للتعليم، أو "دلعاً" أو"تدليلاً"، وهناك في المقابل من يرى ضرورتها المُلحة لتفادي المخاطر من جهات عِدّة. لنرى بعين العقل أي الطرفين الصحيح بوجهة نظره؟! فعند من يرى ألا أهمية لتعليق الدراسة فهذا يرى بعين ظروفه الخاصة مُبتعداً عن دراسة الحالة سواء للطلاب والطالبات أو للمعلمين والمعلمات، فيرى بعين قصيرة المدى ومن منحى عملي بحت بعيد كل البعد عن الإنسانية والأضرار وراء عدم تعليق الدراسة لكي لا يكون هناك ضياع للطالب دراسياً ولوكان على حساب أرواحهم وصحتهم. وفِي المقابل من يرى تلك الضرورة المُلحة التي بها نحمي مئات الطلاب والطالبات مِمَّن يعانون مشاكل تنفسية عندما يكون هناك تحذيرات من الأرصاد ووزارة الصحة والتنبيه لملازمة المنازل لكي لا يتعرض أحد للأذى لا سمح الله، وكذلك التحذيرات عند هطول الأمطار والتي بها تصبح بعض الشوارع مصائد خطيرة على من يمر بها أو الالتماسات التي لا تنكشف إلا مع ملامسة الماء للأسلاك المكشوفة في بعض المنشآت، وكذلك الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات الذين يعانون طول المسافات بين منازلهم ومدارسهم أو جامعاتهم ،وفِي بعض الحالات من يكون طريقهم على معبر سيول أو تجمعات مياه لا يُدرى عنها إلا بعد تجمع المياه مسببةً بذلك احتجازات قد تُكلف حياة البعض. لكل من يرى بأن تعليق الدراسة غير ضروري، أتمنى أن يذهب بنفسه للمدارس ويعمل على إحصاء عدد الطلاب والطالبات أو حتى المعلمين والمعلمات الذين يعانون مشاكل نفسية، أو من يقطعون مئات الكيلو مترات للوصول لصروح التعليم، أقول لهم قف على المنطق ولا تنظر من فوق برج العقلانية الزائدة التي ربما تجعل من الصحيح خطأ في بعض الأحيان.