يبيع الهواة في سوق الطيور الكثير مما يرسم علامات الاستفهام والدهشة أحيانا , ومن ذلك ماوصل له بعض محبي تربية طائر الببغاء في السعودية في مجال تعليمها وتدريبها على الكلام , لدرجة أن أحد الهواة يدرب الببغاء على نطق بعض آيات القرآن الكريم وإقامة الصلاة، بل إنهم يؤكدون أن هذه الظاهرة أصبحت موضة انتشرت في الأعوام الأخيرة، كما أصبح الناس ومحبو الطيور يقبلون عليها بشكل كبير. وعن ذلك يؤكد عبد الرحمن العروان أحد الهواة أن تعليم الببغاء للقرآن الكريم ليس جديدا وأنه يعود لما قبل ثمانية أعوام حيث كان الناس "يعلمونها الأغاني مثل "ياللومي ياللومي"، حامض حلو" و"صبوحة خطبها نصيب" وكل الأغاني القديمة وبدأت بعدها وكما قلت من ثمانية أعوام تعليمها القرآن، وأصبحت بعدها موضة يعني عندما يقول أحد عندي طير ببغاء يسألونه هل يحفظ قرآنا، فإذا قال لا، يقولون له لا يستحق سعرا عاليا، حتى لو كان يحفظ جملا وشعرا". وأكد العراون أن ذلك له دور كبير في السعر وأنه إذا كان الببغاء "يحفظ آيات من القرآن وصوته واضح فتتراوح أسعارها من ثمانية آلاف وأعلى، فإذا حفظ سورة واحدة فبثمانية آلاف أو تسعة، وإذا كان حافظا سورتين من 12 ألفا إلى 13 ألفا، وثلاث سور مثل الفاتحة والإخلاص والكوثر يصل إلى 20 ألفا، وإذا كان مع هذه السور إقامة الصلاة ولبيك اللهم لبيك تكون أسعارها أعلى". وأشار العروان إلى بعض أسرار التعليم لها بقوله " ذلك يتم بالتدرج، مثلا سورة الإخلاص إبدأ: بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله أحد، وأتوقف وفي اليوم الثاني أكمل الله الصمد حتى نكمل السورة وهكذا، حتى يحفظ السورة، وكذلك أحيانا أدربه على قول من ربك، وأقول الله وبالتكرار والمقارنة أسأله، وأقول من ربك فيقول الله، وهو يسألني من ربك فأقول له الله، فهو يقارن من خلال التدريب، فمثلا لما يسمع صوت جوال يقول ألو، وهي تأتي عن طريق المقارنة بين الأشياء، فذكاء الببغاء حركي لا يفهم مثل الآدمي، بل عن طريق تكرار الأشياء من حوله وذلك وفق مانقلته صحيفة شمس السعودية 5-7-2010 . وأكد العروان أنه إذا كان الببغاء صغيرا يتم البدء معه من البدايه "وإذا كان كبيرا أعطيه كلاما وجملا طويلة، والصغير يختلف عن الكبير، حيث تبدأ معه بكلمات مثل "ألو" و"بابا" و"تعال"، ولا يمكن أن تعطيه آيات قرآنية وجملا طويلة لأنك تبدأ معه بالتدرج، ويتميز الطير الإفريقي بالذكاء فهو يعرف صاحبه مهما تغير مكانه، وإذا رأى صاحبه يتكلم أو شخصا جديدا صمت لأنه يستنكره، وتريده أن يتكلم ولا يتكلم، ولكن عندما يخرج هذا الشخص من البيت يبدأ الببغاء يتكلم، ويمكن أن يستغرق يومين دون أن يتكلم لأنه تغير عليه أو تغيرت عليه الوجبة". وعن الطريقة والأسلوب المعتاد في تدريب الببغاء على الكلام، يوضح: "لا بد أن تجلس معه فترة طويلة، وخصوصا بعد صلاة الفجر أو الساعة السابعة أو الثامنة صباحا لأنه منذ أول قيام الطير من نومه يكون نشيطا لا بد أن تكون معه، تكلمه وتعطيه الكلام الذي يريده، وتعيد عليه لمدة ساعة أو نصف ساعة على حسب وقت فراغك وتعطيه أكله وماءه وتقضي أشغالك، وإذا جاء بعد الظهر تمر عليه مرة ثانية". ويضيف العروان أنه صار من الطبيعي أن يسأل الزبون عما إذا كان الببغاء " يحفظ قرآنا، فإذا قال لا، يقولون له لا يستحق سعرا عاليا، حتى لو كان يحفظ جملا وشعرا". وعن أكبر مبلغ تقاضاه عن ببغاء: "كان 19 ألف ريال و40 ألف ريال، بيع من شخص آخر يعرفه شخصيا لشخص بالكويت"، مضيفا: "هناك أنواع من طيور الببغاء داهية، وأذكر أن أحدها كان يقلد أصوات الرجال والنساء على حد سواء، ويغني أغاني الطقاقات والأعراس، وعلى هذا الأساس بيع أحدها لرجل بالكويت بمبلغ 35 ألف ريال".