علمت بي بي سي ان مياه شرب ملوثة بالزرنيخ يقال انها من بئر زمزم في مكة تباع حاليا في محلات ببريطانيا. وتبين من تحليل عينات من هذه المياه من مصدرها من البئر انها تحتوي على مكونات كيمياوية وبيولوجية ضارة بصحة الانسان. يشار الى ان زوار وحجيج السعودية مسموح لهم العودة بكميات محدودة من هذه المياه، لكن لا يمكن استيرادها للاستخدامات التجارية. الا ان باحثا يعمل متخفيا وجد ان كميات كبيرة من عبوات تعبئة هذه المياه تباع في ضواح بجنوبي وشرقي لندن، وبلدة لوتن شمال العاصمة. وقال رئيس جمعية المحلليين للشؤون العامة دونكان كامبل: "نحن لا ننصح بشرب هذا الماء على الاطلاق". واظهر تحقيق صحفي قام به فريق من بي بي سي ان ماء زمزم يباع في محلات بيع الكتب الاسلامية في مناطق وندزورث، وجنوب غربي لندن، وابتون بارك، وشرقي لندن، الى جانب لوتن وبدفوردشير. وقال كامبل ان "هذا الماء مسموم بسبب وجود مستويات عالية من الزرنيخ، وهو مادة مسرطنة، ويمكن ان تؤدي للاصابة بالسرطان". واضاف انه "بسبب الاهمية الدينية لهذا الماء عند المسلمين الساعين الى حج مكة ندعو الى ان تستهلك كمية محدودة معروفة فقط، ولا يجب تجاوزها حفاظا على الصحة الفردية". وقد اظهرت تسجيلات سرية كيف يصف بعض زبائن محلات لندن اعتمادهم على الشرب اليومي لهذه المياه. وقال صاحب محل لبيع الكتب الاسلامية في ضاحية ابتون بارك اللندنية ان مستهلكيها يعتمدون عليها كليا، ولا يشربون غيرها، وبشكل يومي. وكانت هيئة الرقابة على المواد الغذائية في بريطانيا قد اوصت العام الماضي بتجنب ادخال هذه المياه الى بريطانيا، وتقول انها تأتي من مصادر مشكوك فيها. فحص عينات وطلبت بي بي سي من احد الحجاج اخذ عينات من صنابير مياه مرتبطة ببئر زمزم، وكذلك شراء عبوات منها معبأة هناك، ومقارنتها بالمياه التي تباع بشكل غير مشروع في بريطانيا. وتبين ان تلك العينات من المصدرين تحتوي على مستويات عالية من النيترات، وانواع ضارة من البكتيريا، وآثار من الزرنيخ، اعلى ثلاث مرات من المستوى المسموح به. وقال الدكتور يونس رمضان تيناز، وهو خبير صحة بيئية كان قد حذر من موضوع مياه زمزم، ان الموضوع يحمل حساسية دينية، لان المسلمين يرون فيها مياه مقدسة. واضاف ان المسلمين قد يجدون صعوبة في تصديق انها مياه ملوثة، داعيا السلطات السعودية والبريطانية الى اتخاذ ما يلزم لمعالجة الموضوع. ورفضت السفارة السعودية في لندن التعليق على موضوع تلوث مياه زمزم من مصدرها في مكة.