يوم الخميس الماضي نشر موقع البي بي سي تقريراً عن اختبارات تظهر أن مياه شرب ملوثة من زمزم تُباع في بريطانيا ، ومع أن السائد هناك هو السماح للحجاج والمعتمرين أن يحملوا معهم كميات محدودة لاستخدامهم الخاص ، ولا يمكن استيرادها للاستخدامات التجارية ، إلا أن باحثاً متخفياً وجد كميات كبيرة تُباع في أماكن عديدة في لندن. أورد التقرير ما قاله رئيس جمعية المحللين للشؤون العامة (دونكان كامبل) : نحن لا ننصح بشرب هذا الماء على الإطلاق ، وأنه مسموم بسبب وجود مستويات عالية من الزرنيخ وهو مادة مسرطنة ويمكن أن تؤدي للإصابة بالسرطان. كما طلبت بي بي سي من أحد الحجاج أخذ عينات من صنابير مياه مرتبطة ببئر زمزم ، وكذلك شراء عبوات منها معبأة هناك كي تقارنها مع التي تُباع في المحلات التجارية ببريطانيا ، فتبين أن العينات التي أحضرها الحاج من المصدرين تحتوي على مستويات عالية من النترات وأنواع ضارة من البكتريات وآثار من الزرنيخ ، أعلى ثلاث مرات من المستوى المسموح به. واحتوى التقرير على تحذير من موضوع مياه زمزم للدكتور (يونس رمضان تيناز) خبير الصحة البيئية لما يحمله من حساسية دينية للمسلمين الذين يرون فيها مياها مقدسة ، ويجدون صعوبة في تصديق أنها ملوثة. وقد رفضت السفارة السعودية في لندن بحسب الخبر التعليق على موضوع تلوث مياه زمزم من مصدرها في مكة ، لكن عادت وأوضحت في بيان صحفي صدر يوم السبت ونقلته وكالة الأنباء السعودية عدم تلوث المياه وأنها صالحة للاستهلاك البشري ، ثم نفى المتحدث الرسمي باسم رئاسة شؤون الحرمين الشريفين يوم الأحد ما ورد في التقرير البريطاني وأن فحوصات يومية تجري على مياه زمزم منذ مدة طويلة للتأكد من صلاحيتها للاستخدام البشري. المعركة في نظري غير متكافئة، والضحية مياه زمزم المباركة، فالتقرير الإخباري يتحدث عن اختبارات ويشير إلى عينات ومختصين بأسمائهم ، والنفي الإعلامي للسفارة ولرئاسة شؤون الحرمين لا يشير إلا إلى عموميات ، بدون أسماء. هناك معامل في الجامعات ، وفي هيئة الغذاء والدواء ، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وغيرها ، ولأننا في عصر الإعلام والعلم معاً ، فلابد من ذكر المختبرات وشهادات الفحص ، ومع أننا لا نحمل ذرة شك واحدة في ماء زمزم وأنه (لما شرب له) و (طعام طعم وشفاء سقم) ، ولكن الحجة بالحجة ، والدليل بالدليل. ولعل من المناسب الإشارة إلى محاضرة القيت في كلية دار الحكمة في جدة للدكتور (مسارو إيموتو) للبحوث العلمية في طوكيو ، وأبحاثه التي أجراها على الماء بتقنية (النانو) في كتابه (رسالة من الماء) ووجد أن لزمزم هوية لا تتغير أي من خواصه ، وأن قطرة منه حين إضافتها إلى (1000) قطرة من الماء العادي تجعله يكتسب خصائص ماء زمزم ، علماً بأن أبحاثه كانت عن الماء بشكل عام ، وخص ماء زمزم في محاضرته. أهمية الموضوع تأتي من أهمية ماء زمزم عندنا ، ولعل السؤالين المناسبين ، هل لأعمال الإنشاءات حول الحرم تأثير على البئر ؟ وهل لعمليات النقل والتعبئة تأثير على الماء بعد خروجه من البئر ؟ ثم أين هي التقارير العلمية التي نرد بها على هؤلاء المشككين ؟ خاصة وأن بعضهم يعيشون بين ظهرانينا ولا يجهلون حقائقنا !! .