رفض حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والثوار، السبت، عرض الزعيم الليبي، معمر القذافي، للتفاوض لإنهاء الضربات الجوية، بالإشارة إلى أن القذافي فقد مصداقيته. ودعت المتحدثة باسم حلف الأطلسي، كارمن روميرو، القذافي إلى أفعال وليس مجرد أقوال، مضيفة: "هذا النظام أعلن عدة مرات من قبل وقف إطلاق النار وواصل مهاجمة المدنيين والمدن." وأضافت روميرو في بيان: "قبيل ساعات من حديث القذافي عن هدنة، قصفت قواته بشكل عشوائي مصراتة، وقتلت العديد من الناس، بيهم أطفال، حاولت قواته تلغيم الميناء لمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين.. كل هذا يجب أن يتوقف والآن." وبدورها، رفضت المعارضة الليبية دعوة وقف إطلاق النار، وقال الناطق باسمها، جلال الجلال، إن القذافي فقد مصداقيته، مضيفاً: "إنه يحاول كسب الوقت بزعم أنه يسعى لإيجاد حل للمشكلة، وعلى واقع الأرض، هو الذي يقتل ويرتكب كافة أنواع الجرائم ضد الشعب الليبي." وكان الزعيم الليبي قد حث في خطاب متلفز السبت، دول حلف شمال الأطلسي على التفاوض لإنهاء الضربات الجوية، متهماً التحالف الدولي بقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية للبلاد، في محاولة للاستيلاء على إنتاجها من النفط. وقال القذافي في كلمة مباشرة بثها التلفزيون الليبي إنه لا ينوى التنحي أو مغادرة البلاد، وإن بإمكان الليبيين حل خلافاتهم إذا توقفت غارات حلف الأطلسي، وأضاف "ليبيا ترحب بوقف إطلاق النار، وأعلنت موقفها أكثر من مرة، ومستعدة في هذه اللحظة لوقف إطلاق النار من طرفها، ولكن لا يمكن وقف إطلاق النار من جانب واحد." وتابع قائلاً: "نتحداكم أن يلتزم الإرهابيون بوقف إطلاق النار.. نحن أول من وافق على وقف إطلاق النار، ولكن هل وقف الهجوم الجوي الصليبي.. لم يتوقف." وقال إن على الليبين أن لا يقتتلوا، مضيفاً "بالنسبة لنا نحن الليبيين لا نقاتل بعض نحن عائلة واحدة"، مجدداً تمسكه بمكانته كزعيم لليبيا، قائلاً: "بلادي ما نتركها وبندقيتي في يدي للدفاع عن بلادي.. بلادي ما حد يجبرني على تركها." ويعد ظهور الزعيم الليبي هذا نادراً، إذ أنه لم يظهر علناً منذ بدأت القوات الدولية قصف أهداف في بلاده الشهر الماضي، بعد موافقة مجلس الأمن على قرار يسمح بأي وسيلة ضرورية لحماية المدنيين. وخاطب القذافي حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة قائلاً: "ماذا تحاولون أن تفعلوا؟ تحاولون أن تأخذوا النفط.. الشعب الليبي لن يسمح لك... النفط تحت سيطرة الحكومة الليبية والشعب." يأتي خطاب القذافي بعد أن توعدت قواته بإغراق أي سفينة تقترب من مدينة مصراتة المحاصرة، ما يهدد بشكل أساسي دوريات حلف شمال الأطلسي وسفن المساعدات الإنسانية التي تحمل المواد الغذائية والإمدادات الطبية وتنقل اللاجئين والجرحى. وقد سمع في الساعات الأولى من صباح السبت دوي انفجارات في العاصمة الليبية، بينما سمعت أصوات طائرات تحلق في الأجواء، غير أنه لم يعرف بعد المناطق التي استهدفتها الهجمات، التي يعتقد أن طائرات تابعة لحلف الناتو قامت بها. وفي وقت سابق الجمعة، وجه التلفزيون الليبي نداءً إلى أهالي مصراتة، طالبهم فيه بتسليم أسلحتهم مقابل العفو عنهم، وأمهلهم لغاية الثلاثاء لتنفيذ ذلك، وفي الوقت نفسه هدد جميع أنواع السفن التي تقترب من ميناء مصراتة بالاستهداف، وقال إن الميناء أصبح "خارج نطاق العمل." وحول مهلة العفو، تابع التلفزيون الليبي في ما وصفه ب"نداء هام إلى أهالي مصراتة" قائلاً: "ندعو المسلحين لتسليم أسلحتهم مقابل العفو عنهم دون ملاحقة قانونية.. ويسرى العفو بدءاً من الجمعة إلى الثلاثاء المقبل."