باشرت محكمة بداية جزاء عمان بالمحاكمة غيابيا للمتهمين بنشر صور كاريكاتورية اعتبرت مسيئة للنبي محمد، وذلك في مبادرة أطلقتها حملة أهلية محلية تستهدف عدداً من الصحف الغربية، ومجموعة من الرسامين. ووفقاً لأعضاء في حملة "رسول لله يوحدنا" وهي الحملة التي حركت الدعوة القضائية، فإن المحكمة قررت دعوة شهود الحق العام لسماع شهاداتهم وأقوالهم، ورفعت الجلسة إلى يوم الأحد الموافق الثامن من أيار المقبل. ووجهت المحكمة خمس تهم ضد كل من كورت فستر غورت، رسام الكاريكاتير في صحيفة يولانديوستن، وكارستين غستي، وفلامينغ روس، إلى جانب مقاضاة صحف يولاندبوستن، وليسبيث كنيدسين، وبيرلينقسكي تيديني، وبوليتكن، ومجموعة من الصحف الأخرى، وفقاً لوكالة الأنباء الأردنية. والتهم الخمس الموجهة هي "إطالة اللسان على رسل الشرائع" و"نشر مطبوعات ومخطوطات ورسوم من شأنها أن تؤدي إلى إهانة الشعور الديني لدى المسلمين،" و"الذم والقدح" و"تحقير وقدح وذم الديانة الإسلامية والإساءة إليها" و"إثارة النعرات المذهبية والعنصرية." وكان نشر صحف أوروبية لتلك الرسوم قبل خمس سنوات، قد أثار حملة احتجاجات واسعة في كثير من دول العالم، ومن ثم عمد محررون في صحيفة "يلاندس بوسطن" إلى نشرها في كتاب من تأليف المحرر الثقافي، فليمنغ روز، بعنوان "استبدادية الصمت" The Tyranny of Silence. وقد شجبت منظمة المؤتمر الإسلامي بشدة، نشر الكتاب وأعرب أمينها العام، أكمل الدين إحسان أوغلو عن إدانته الشديدة لإعادة نشر رسوم كانت قد أثارت استنكارا دوليا، وتسببت في جرح وإهانة مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم. وكانت صحيفة "يولاندس بوسطن"، التي كانت أولى الصحف التي بادرت إلى نشر 12 رسماً مسيئاً للرسول، قد أعادت نشر رسوم الفنان كيرت فيسترغارد، الذي يعتقد أنه أول من قام بتنفيذ الرسوم المسيئة، ومن بينها رسم "لرمز ديني يضع عمامة على شكل قنبلة ذات فتيل مشتعل". وفي يناير/كانون الثاني عام 2007، أعادت صحيفة نرويجية نشر الرسوم، كما أعادت صحف أوروبية أخرى رسم بعض هذه الرسوم كشكل من أشكال التغطية الصحفية للجدل الصاخب حولها، وفقاً لما ذكرته تلك الصحف. وكان الغضب الناجم عن نشر الرسوم الكاريكاتورية التي طالت النبي محمد في فبراير/ شباط 2006، قد اجتاح العالمين العربي والإسلامي. وتخللت تلك الاحتجاجات عدة هجمات على مبان تابعة للخارجية الدنماركية، ومكاتب للاتحاد الأوروبي، كما أسفرت عن مقتل عشرات في مواجهات اندلعت بين المتظاهرين الغاضبين وقوات الأمن في العديد من الدول الإسلامية. وقد تحاشت CNN نشر الرسوم السلبية من مبدأ قناعتها في تغطية الأحداث التي أحاطت بنشرها، دون الحاجة لإثارة المزيد من الجدل الدائر حولها.