اقتحمت قوات من الجيش السوري، فجر الاثنين، مدينة درعا وداهمت المساكن وبدأت في إطلاق النار عشوائياً، وفق شاهد عيان تحدث عبر الهاتف إلى CNN فيما سُمع بوضوح أصوت إطلاق النار الكثيف. وقال الشاهد إن قوة مؤلفة من نحو 3 آلاف فرد يرتدي بعضهم زي الجيش السوري ويرتدي آخرون زياً أسوداً، اقتحموا المدينة، الساعة الرابعة والنصف فجراً، "ونحن نيام ولا نتظاهر." وبدأت القوات في إطلاق النار عشوائياً بحسب الشاهد. وذكر آخر أن الاقتحام بدأ الساعة الرابعة والنصف فجرا أثناء توجه السكان لأداء صلاة الفجر عندما دخلت دبابات دخلت المدينة من الجهات الأربعة، وبدأ البعض في تحذير السكان عبر مكبرات الصوت إلا أن الهجوم كان قد بدأ بالفعل." ومنعت سيارات الإسعاف من دخول المدينة التي قطعت عنها إمدادات الكهرباء وخطوط الاتصالات، وفق الشاهد، فيما قال آخر إن المدينة جرى تطويق حدودها. كتب ناشط سوري في واشنطن للشبكة قائلاً إنه سمع بتقارير العملية العسكرية في درعا، مضيفاً:" الجيش والدبابات دخلوا المدينة من جسر الضاحية.. هناك إطلاق نار كثيف، الكهرباء وشبكات الهواتف المحمولة معطلة." ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكيد بشكل قاطع من هذه التقارير نظراً لمنع السلطات السورية وسائل الإعلام الأجنبية من دخول أراضيها. ويشار إلى أن شرارة الاحتجاجات الشعبية الداعية للديمقراطية والمناهضة للرئيس السوري، بشار الأسد، كانت قد انطلقت، الشهر الماضي، من مدينة "درعا" المتاخمة للحدود الأردنية، لتمتد لاحقاً إلى مدن أخرى. والأحد، قتل ثلاثة من المتظاهرين على الأقل، الأحد، عندما اقتحمت قوات الأمن والشرطة السرية بلدة جبلة على الساحل السوري وأطلقوا النار على المحتجين دون تحذير، وفقا لشهود عيان ومتظاهرين. وقال شاهد عيان إن مجموعات صغيرة من المتظاهرين بدأت في التجمع في الشوارع عندما فتحت قوات الأمن النار عليهم، مضيفا انه شهد مقتل متظاهر بالرصاص، وأنه كان أحد الرجال الذين حملوا جثة القتيل بعيدا عن مكان الحادث. وتابع الشاهد قائلا "بعد سماع الأخبار عن مقتل الرجل، تجمع مئات الأشخاص في الشوارع مرددين شعارات مناهضة للحكومة، ولكن قبل أن يتمكنوا من تشكيل كتلة واحدة في حشد كبير، تحركت قوات الأمن لتفرقه.. هاجمونا وأمطرونا بالذخيرة الحية.. ففر الجميع بسرعة." وأشار إلى أن عددا كبيرا من المتظاهرين أصيب في هذه التجمعات، وقتل متظاهر آخر. وكانت المواجهات المتواصلة بين قوات الأمن والمحتجين أسفرت عن سقوط 15 قتيلاً على الأقل السبت، بعدما أطلقت الشرطة النار على عشرات المحتجين. والجمعة، فتحت قوات الأمن السورية النار على جموع المحتجين المطالبين بالإصلاح السياسي والتغيير الديمقراطي في البلاد، في مسيرات اجتاحت عدداً من المدن السورية، ضمن مسيرات حملت اسم "الجمعة العظيمة." وفي الغضون، ندد قادة الغرب بحملة القمع الدموية التي تصدت بها الحكومة السورية للاحتجاجات الشعبية المناهضة للرئيس الأسد الجمعة. وقال الرئيس الأمريكي إن "الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارات استخدام الحكومة السورية للقوة ضد المتظاهرين، هذا الاستخدام الشائن للعنف لمواجهة متظاهرين، يجب أن يتوقف فوراً"، بحسب قوله.