اتفقت الحكومتان الايطالية والفرنسية على تسيير دوريات بحرية وجوية مشتركة لمنع المهاجرين الافارقة من الوصول الى البر الاوروبي عن طريق البحر. وكانت ايطاليا قد اغضبت فرنسا في الاسبوع الماضي عندما قررت منح تأشيرات دخول قصيرة الاجل الى الوف المهاجرين الذين كانوا قد وصلوا الى البر الايطالي. وكانت نسبة كبيرة من هؤلاء تونسيين لهم اسر واقارب مقيمون في فرنسا. ولكن فرنسا وافقت على التخلي عن اعتراضها على هذه الخطوة الايطالية كجزء من صفقة تسيير الدوريات المشتركة. في غضون ذلك، بدأت ايطاليا عملية ترحيل المهاجرين الذين وصلوا على متن سفن صغيرة الى جزيرة لامبيدوزا في البحر المتوسط. فقد غادرت اول رحلة جوية تحمل 30 مهاجرا تونسيا من لامبيدوزا عصر الخميس، ولكن ثمة تقارير تحدثت عن وصول سفينتين جديدتين محملتين بمئات المهاجرين الى الجزيرة يوم الجمعة. وتقع لامبيدوزا في البحر المتوسط على مسافة 120 كيلومترا من الساحل التونسي، وهي اول وجهة يصل اليها المهاجرون الافارقة الذين يقصدون اوروبا. ويعتقد ان حوالي 20 الفا من التونسيين وغيرهم من الافارقة الشماليين قد فروا من القلاقل التي تجتاح المنطقة في الآونة الاخيرة، كان للامبيدوزا منهم حصة الاسد. وفي محاولة منها لايجاد حل للمشكلة، قررت الحكومة الايطالية في وقت سابق من الاسبوع الجاري اصدار تأشيرات صالحة لستة شهور للمهاجرين تسمح لهم بالتنقل داخل الاتحاد الاوروبي. الا ان فرنسا اعترضت بشدة على القرار الايطالي، ومنعت المهاجرين الحاصلين على هذه التأشيرات من دخول اراضيها. ورد الايطاليون بالتهديد بطرد فرنسا من اتفاقية شينغين للتنقل الحر في الاتحاد الاوروبي. ولكن وزيري داخلية البلدين تمكنا من حل المشكل في اجتماع عقداه في مدينة ميلانو الايطالية يوم الجمعة. وقال وزير الداخلية الفرنسي كلود جويان إنه "متفق تماما" مع نظيره الايطالي روبرتو ماروني. وقال الوزير الفرنسي إنه ليس من واجب البلدين ايواء المهاجرين، وانهما اتفقا على "تشجيعهم" على العودة طواعية الى تونس.