دعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الكونجرس الأمريكي إلى إدانة واقعة إحراق نسخ من المصحف في الولاياتالمتحدة على يد قس خلال الشهر الماضي. وكانت مظاهرات قد خرجت في أفغانستان خلال الأيام الماضية احتجاجا على هذه الواقعة، شهدت إحداها اقتحاما لمقر محلي للأمم المتحدة في مدينة مزار الشريف مما أودى بحياة 7 من موظفي المنظمة الدولية. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال إن إحراق أي كتاب مقدس هو عمل متطرف، ولكنه أضاف أن ذلك لا يبرر أعمال العنف التي وقعت في أعقاب ذلك في أفغانستان وقد اغلق المئات من المتظاهرين الافغان الطريق العام الموصل بين مدينتي قندهار وجلال آباد جنوبي افغانستان احتجاجا على قيام قس امريكي بحرق نسخة من المصحف في الشهر الماضي. وسار مئات المتظاهرين الى مقر الاممالمتحدة في قندهار للتعبير عن غضبهم. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مصادر طبية في العاصمة الافغانية كابول قولها إن شخصا واحدا على الاقل قتل واصيب 16 بجروح في الاحتجاجات التي اندلعت جنوبي افغانستان يوم الاحد. وهذا هو اليوم الثالث على التوالي الذي تشهد فيه افغانستان احتجاجات اتسمت بالعنف ضد قيام القس تيري جونز باحراق نسخة من المصحف في كنيسة بولاية فلوريدا الامريكية بعد ان اجرى له (اي للمصحف) "محاكمة" اثبتت انه "كتاب شرير" على حد تعبير القس الامريكي المتشدد. وتأتي مسيرات اليوم بعد مقتل 14 شخصا بمن فيهم 7 موظفين تابعين للأمم المتحدة قتلوا في أعمال العنف يوم الجمعة الماضية. فقد هاجم متظاهرون يوم الجمعة الماضي مقر الاممالمتحدة في مدينة مزار الشريف الشمالية، وقتلوا ثمانية من موظفي المنظمة العالمية. كما قتل 10 أشخاص خلال احتجاجات في قندهار يوم السبت في حين جرح العشرات. وردد المحتجون في مدينة جلال آباد شعارات تنادي برحيل القوات الأمريكية من أفغانستان وأحرقوا دمية لأوباما، حسب مصور تابع لوكالة الأسوشييتد برس كان موجودا في نفس المكان. ووصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أعمال العنف بأنها "فظيعة" في حين وصف حرق القرآن بأنه عمل من أعمال "اللا تسامح والتعصب". وجاء في بيان صادر عن أوباما، السبت مساء، أن الرئيس ينقل تعازيه إلى أسر الضحايا الذين قتلوا في الاحتجاجات بأفغانستان. وقال أوباما "تدنيس كتاب مقدس بما في ذلك القرآن عمل يدل على منتهى عدم التسامح والتعصب. لكن مهاجمة أبرياء ردا على هذا العمل هو أمر مشين وإساءة إلى الكرامة والمروءة الإنسانية". وحمل مبعوث الأممالمتحدة إلى أفغانستان، ستافان دي ميستورا، القس الأمريكي مسؤولية العنف الذي حدث يوم الجمعة في مزار الشريف. وقال "لا أعتقد أن علينا لوم أي أفغاني... علينا لوم الشخص الذي أحرق القرآن...حرية التعبير لا تعني حرية الإساءة إلى ثقافات وديانات وعادات الآخرين". وأضاف قائلا إن هجوم الجمعة "لا يجب أن يؤثر على وجود وأنشطة الأممالمتحدة في هذا البلد خلال هذا الوقت العصيب". عقوبة واغلق حوالي الف متظاهر طريق قندهار - جلال آباد العام يوم الاحد، واحرقوا الاعلام الامريكية. ونقلت وكالة رويترز عن احد المتظاهرين - ويدعى جليل احمد - قوله: "نطالب بمعاقبة القس الذي احرق المصحف عقابا شديدا. فهو ليس انسانا بل حيوان بلا مخ". اما جونز، فلا يبدو عليه الندم على الاطلاق، بل تعهد بقيادة تظاهرة مناوئة للدين الاسلامي امام اكبر مسجد في الولاياتالمتحدة في وقت لاحق من الشهر الجاري. اعتذار من جانبه، ادان الجنرال ديفيد بتريوس، القائد الاعلى لقوات الحلفاء وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان، "تصرف الشخص الامريكي الذي اقدم على احراق نسخة من القرآن المقدس." وقال بتريوس إن "هذا العمل كان عملا ينم عن الكراهية والتعصب وعدم الاحترام ونحن ندينه باشد العبارات." اما مارك سيدويل، الممثل المدني الاعلى لحلف الاطلسي في افغانستان، فقال: "مثل عمل القس الامريكي اهانة للمسلمين ولكل المؤمنين، وانه لا يمثل وجهات نظر شعوب وحكومات التحالف." ومضى للقول: "نشجب هذا العمل، ونرسل تعازينا الى كل الذين اوذوا في التظاهرات الاخيرة، الا اننا ندعو الجميع الى التذكر ان هذا كان عملا انفراديا وان شعوب وحكومات التحالف تحترم الدين الاسلامي وتدافع عنه."